يقولون كذبة ابريل
يقال ان أصل كذبة إبريل غامض مثل الأساطيرالتي اختلط فيها الواقع بالخيال لدى
شعوب العالم.
وقد تضاربت أصول ومنبع استخدام هذه الكذبة.. فهناك من يدعي أنها بدأت في
الهند، حيث جرت العادة على أن يحتفل الناس هناك بعيد الربيع بإرسال أشخاص
مغفلين إلى مهمات وهمية كاذبة، من أجل الضحك والمرح والسخرية والإنطلاق في
جو الطبيعة الجميلة والحياة المقبلة بابتسامة الورود وزقزقة الطيور
ويقال انه حدث مرة في مدينة باريس في فرنسا أن صحفياً نشر إعلانا عن وجود أكبر ( معرض للحمير ) في صالة كبيرة ودعا الناس إليها وأعطى لذلك موعداً في أول إبريل من ذلك العام ..واحتشد الناس في نفس التاريخ وفي نفس الصالة , وعندما تأخر عليهم ظهور الحمير المزعومة اتصل ذلك الصحافي من مكان آخر ليقول للمحتشدين المتزاحمين انظروا لبعضكم وستجدون ضالتكم , وهكذا عرفوا أنما كانوا في وقيعة وفخ نصبها لهم ذلك المحتال في أول إبريل ..
وأول كذبة ابريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف بـ" مجلة دريك " Drakes Newsletters ففي اليوم الثاني من ابريل عام 1698م ذكرت هذه المجلة أن عددا من الناس استلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر ابريل
وارتبط الأول من نيسان بما تسمى كذبة ابريل، وهي ظاهرة رغم ان المؤرخين اختلفوا على تفسيرها إلا انهم اتفقوا على انها تعود الى قرون مضت، وتعتبر حقيقة تاريخية ارتبطت بالتقويم الاول الذي كان يعتبر “ابريل” شهر بداية العام وليس يناير/ كانون الثاني وفق التقويم المعمول به حاليا.
ولم تكن كذبة ابريل في استبدال شهر بآخر لتحديد بداية العام، وانما مجموعة من عبارات السخرية والاستهزاء من الرافضين للتقويم الجديد، وبمرور الزمن تحولت المناسبة الى حدث تطلق خلاله الاكاذيب التي لا صلة لها بالواقع.
وعلى أيدي الاعلام شهدت كذبة ابريل انتشارا واسعا، وما ان يهل هذا الشهر حتى يتسابق الجميع في اطلاق اخبار غير صحيحة وتحمل قدراً كبيرا من الغرابة مثل اختفاء برج ايفل، واستقامة برج بيزا المائل، واختراع جهاز يرشد البقرة الى حظيرتها.
وإذا كانت بعض الصحف تكذب في الاول من ابريل فقط، فإن بعض الساسة يكذبون على مدار العام وتعتبر اسلحة الدمار الشامل العراقية اشهر كذبة اطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وكاد الكذب يطيح بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عندما أدلى بمعلومات مغلوطة عن علاقته بالمتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا بولينسكي. وبمناسبة اطلالة شهر ابريل تطرح العديد من التساؤلات خاصة ان الكذب تحول الى وسيلة للتضليل السياسي والاجتماعي ابرزها من اكثر كذبا؟ الرجل أم المرأة؟ ومتى يلجأ الانسان الى الكذب؟ وهل حقا يوجد كذب ابيض وآخر أسود؟
ولكن نقول ان الصدق على رأس مكارم الأخلاق وأعلاها .. فاللهم اجعلنا صادقين في مطلبنا
العرض الشجري
