02-24-2009, 10:33 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3875
|
تاريخ التسجيل : Dec 2006
|
أخر زيارة : 06-30-2019 (02:24 PM)
|
المشاركات :
1,928 [
+
] |
التقييم :
87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
1) الطريقة العملية الممكنة لحل معضلة الشر والانحراف لدى المجتمع المسلم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم وفقنا لصالح القول والعمل
وأصلح ما ظهر منا وما بطن
اللهم وفقنا لكل خير ، واجعل عواقب أمورنا إلى خير
أما بعد:
إن تنشئة النفس المؤمنة على البر والتقوى
والعفة والأمانة
والخوف والمراقبة،
هي وحدها الطريقة العملية الممكنة،
لحل معضلة الشر والانحراف لدى المجتمع المسلم.
أرأيتم الطفل، كيف يشب على الخُلق الكريم والنهج القويم،
لو تعهده القيّم بالتوجيه والتقويم.
وعلى العكس من ذلك، لو أهمل أمره، وتركه في مهب الريح،
فإنه ينشأ شِرِّيرا، خطرا على نفسه ومجتمعه،
ذلكم يا رعاكم الله أبرز مثل للنفس،
حين ينشأ الفرد على مراقبة الله والخوف منه.
لقد ثبت في صحيح مسلم أن جبريل ـ عليه السلام ـ
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان،
فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم:
((أن تعبد الله، كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك))
الله أكبر!
إنه تعبير عجيب،
تعبير يحمل في اختصاره حقيقة هائلة، وخلة مذهلة.
إنها كلمات تحمل في طياتها قاعدة كبيرة،
يقيم عليها الإسلام بناءه،
هي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قاعدة يقيم عليها نظمه كلها، وتشريعاته وتوجيهاته جميعاً،
نظام القضاء،
نظام الاقتصاد،
نظام السياسة،
نظام الأسرة،
موقف الفرد من المجتمع،
وموقف المجتمع من الفرد،
نظام المجتمع بأسره،
بل نظام الحياة كلها، تعبد الله كأنك تراه.
فالمرء المسلم،
في مواجهة خالقه ومولاه، المستعلي على جميع المخلوقات،
في مواجهة مولاه بنفسه جميعا، بكل جوارحه وكل خلجاته،
بظاهرها وباطنها،
بأسرارها وما هو أخفى من الأسرار:
( يَعْلَمُ خَائِنَةَ ٱلاْعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ )
سورة غافر آية رقم 19
سبحان الله!
حتى خائنة الأعين،
الخائنة التي يظن الإنسان أنه وحده الذي يحسها ويعرفها،
دون أن يراها أحد من الناس أو يفهمها وحتى السر،
بل وما هو أخفى من السر،
الخطرات التائهة في مسارب النفس، لا تصل إلى ظاهر الفكر،
ولا يتحرك بها اللسان للتعبير،
إنه لا ستر إذن ولا استخفاء
( فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى )
سورة طه آية رقم 7
وكل هذه مكشوفة لله،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وإنه لخير لك ـ أيها المسلم ـ أن تعبد الله كأنك تراه،
خير لك أن تتوجه إلى حيث يرقبك خالقك فتأمن المفاجأة.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|