أنا واﻵخرون

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة كل منا يتمنى أن يعيش مع الغير حياة يتخللها الهدوء والمحبة وطيب النفس والاحترام، يتوج هذه العلاقة حب وأخوة وصفاء، ويكون أساسها التقدير والتعاون فيما بيننا، نغرس بذور الرحمة والمودة، لنجني ثمار الأمان والثقة، لتستمر علاقتنا باﻵخرين، فهناك جانب اجتماعي يجب أن ندركه جيداً بأن ما يدور بالمجتمع والتغيرات الحاصلة فيه لن تغيرنا وتبدل حالنا على بعضنا. نستمر يداً بيد، ويكون نصب أعيننا الجد والإخلاص في أعمالنا مع الغير، لنجد أن السمو والرقي والتفاني هي ما تميزنا في تعاملنا مع اﻵخرين، وهذا ما نتمناه ونسعى إليه. لننعم بحياة يعمها الهدوء والسيرة الحسنة التي افتقدها البعض في زمننا هذا، حينها سنجد الحياة التي نتمناها مع اﻵخرين ونشعر بتلك الراحة، لتفهمنا لبعضنا. كي تستمر حياتك أو علاقتك باﻵخرين حسنة، دائماً انتق خصالاً إيجابية بهم، وما هي الأشياء التي ربما تتأقلم معهم فيها من جوانب شخصياتهم. انظر إلى ما قد يناسبك كشخص يحمل أفكاراً إيجابية ولديه رؤيته ومنظوره للحياة، ربما توافقه الرأي، لا تحكم على اﻵخرين بتصرف سطحي بدر منهم في موعد سريع وفائت أو مقابلة عمل لم تتعد نصف الساعة بأن فلاناً لا يملك الأسلوب الجيد بحديثه أو ذاك لم تعجبني أفكاره، اﻵخرون دائماً نجهلهم، ﻷنهم ليسوا بقريبين، فلا نحكم عليهم، فهم في نهاية الأمر أحبابنا وأصدقاؤنا، نحتاجهم، كي نشعر بقيمة الحياة بوجودهم، فلولاهم لم نحب، ولم نسع لنفرح من نحب، ولم ننجح بأعمالنا، كي نفخر أمام من نحب، ولم نتعلم، كي نعلم آخرين. نحن تعلمنا من أجيال قبلنا، وكانوا آخرين لا نعرفهم، ولكن تعلمنا منهم كيف نعيش ونتعايش في الحياة ونتأقلم مع متغيراتها ومطباتها، وأن بها طلوعاً ونزولاً، ولا شيء يدوم حولنا سوى اﻵخرين إذا عرفنا جيداً التعامل معهم، كي لا نخسرهم ونخسر الحياة بعدهم، ﻷني ببساطة أرى بأنه لا حياة من دون التعايش مع اﻵخرين. لذلك تعلم ما قاله ديل كارنيجي: تعلم الاختلاط بجميع أنواع البشر، وواظب على الاحتكاك المستمر بهم، إلى أن تتمهد الأجزاء غير المتساوية من عقلك، وهذا ما لا تستطيع أن تفعله إذا كنت في عزلتك.