مساكم عذب كأرواحكم
ناديتُ طيفكِ يا أماهُ فابتسمـتْ
نسائمُ الفجرِ في نجـوى أهاليـهِ
ورقَّ صوتُ الندا لمَّا به صدحتْ
حناجرُ الصُّبحِ بالإيمـانِ تمليـهِ
يا عطرَ قلبي ويا نبضَ الحياةِ ويـا
دفءَ الأحبَّةِ في أسمى معانيه
قد ْهدَّني الشوقُ قدْ أفنتْ مجامرُهُ
مني التَّصبرَ قدْ طالـتْ لياليـهِ
فهلْ تزورينَ قلبًـا ملـؤُه ُألـمٌ
بالبعدِ عنكِ.. بأحلامٍ تواسيـهِ؟
نقشتُ رسمَكِ في عينيَّ تذكـرةً
بحسنِ وجهٍِ لـهُ نـورٌ بباريـهِ
******************
ولنسمعْ بهدوءِ الأنفاسْ
صوتاً يتهادى بنداءٍ
يا كلََّ الناسْ
صوتٌ يترددُ بعيونٍ
عانتْ رَمَداً
وعَشَتْ عهداً
وبهمسٍ مخنوقِ الإحساسْ
همس يتمددُ حبلَ مدى
يتأرجحُ فوقَ تعلُّقِهِ قرعُ الأجراسْ
أجراس لا تعرفُ يأساً
ستدقُّ
تدقُّ بإصرارٍ
تقلقُ ليلاً عينَ الحراس
يا بسمةَ الشَّرقِِ ضاءتْ في مدى الأفقِ
يخبو بها الليلُ مخـذولًا مـن الألـقِ
وينتشي بالضيا قلبُ الوجـودِ لهـا
ويرسلُ الوردُ أحمـالاً مـن العبـقِ
يطـرِّزُ الوجـدُ أحلامًـا نعانقهـا
بخفقةِ الشوقِ بيـن القلـب والمـؤقِ
إنِّي التي بالشَّـذى والزَّهـرِ مغرمـةٌ
في العِطرِِ أسبحُ لا أخشى من الغـرقِ
أنسابُ لحنًا على الأغصـانِ تعزفُنـي
حناجرُ الطيرِ فوقَ الزَّهـرِِ والـورقِِِ
أعلِّمُ النَّـاسَ كيـف اللهُ يسعدُهـم
برفعةِ النَّفسِ دونَ الشَّـكِ والقلـقِِِ
أنا التي بالهدى قـد عشـتُ هانئـةً
مع ارق الامنيات