تفاقم خسائر الأسهم السعودية !!!

هوت أسعار الأسهم السعودية، إلى مستويات متدنية للغاية في تداولات الأربعاء1-11-2006، اقتربت في بعض الشركات من أدنى قيمة لها منذ عامين تقريباً، فيما خيم الإحباط على معنويات المتداولين خاصة الأفراد، وهم يتابعون حركة المؤشر العام، تكسر كل المستويات المعقولة واللامعقولة.


معدلات الفائدة

وأشار محمد العمران عضو جميعة الاقتصاد السعودي، إلى أن متوسط مكررات الربحية بالسوق السعودية وصلت إلى مستويات اقل مما كانت عليه في عام 2003، لتسجل حالياً في بعض الشركات القيادية نحو 18 مرة، وهو مستوى متدن جداً بالمقارنة بالمستجدات التي طرأت على الاقتصاد السعودي، خاصة في ظل الزيادات الكبيرة التي سجلتها أسعار النفط منذ ذلك التاريخ.

وأنهى المؤشر العام للسوق السعودية الجلسة منخفضاً بنحو 4.01% عند 9328.47 نقطة، وهي قيمة تقترب من مستوياته الدنيا منذ بداية العام الماضي 2005، وبذلك تسجل خسائر المؤشر حوالي 725 نقطة في تداولات اليوم وأمس فقط.

ونوه العمران في حديثة لقناة العربية، إلى أنه في عام 2003، كانت هناك فجوة كبير بين معدلات العائد على الاستثمار في سوق الأسهم، ونظيرتها على الودائع البنكية، إلا أن الوضع حالياً وفي ظل مكررات الربحية قد تغير خاصة بعد أن ارتفع معدل الفائدة البنكية إلى حوالي 5%، وهو ما يتوقع في ظله الاتجاه إلى خفضها، مؤكداً على أن المضاربين يتجاهلون مثل هذه المعايير عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.

وأضاف عضو جميعة الاقتصاد السعودي، أن السوق به فرص استثمارية جيدة في الوقت الحالي، خاصة مع زيادة العوائد التي توزعها الشركات حالياً، وقال: "الأسعار الحالية مغرية لتحويل الودائع إلى استثمارات في سوق المال".

وتوقع العمران أن تدور قيمة المؤشر العام للسوق خلال الفترة القصيرة القادمة بين مستويات 9500 إلى 10 الآف نقطة، غير أنه أوضح أنه من المهم جداً ألا تستمر السوق تحت مستوى 9500 نقطة.


أسعار النفط


هناك ترابط واضح بين هبوط أسعار النفط، وما يحدث في سوق المال
د.سعيد الشيخ

وقالت مصادر بالسوق "للأسواق.نت" فضلت عدم الإفصاح عن اسمائها: "المعارضون لتوحيد فترة التداول يعبثون بالسوق، لديهم كل الإمكانات التي تمكنهم من فعل ذلك، لديهم محافظ ضخمة بها خليط من الأسهم القيادية وغير القيادية، ولديهم أيضا سيولة تمكنهم من تحريك أسهم بعينها في الاتجاه الذي يتناسب مع مصالحهم.

وأشارت المصادر إلى أن بالأسهم الأربعة الوحيدة التي ارتفعت أسعارها اليوم، رغم الكارثة التي تخيم على إجمالي السوق، الدليل الواضح على عمليات التلاعب بالسوق، واصفين ذلك الوضع بقولهم "إنها الأيدي الخفية التي تحكم قبضتها على السوق منذ فترة، وتستفيد في كل الحالات".

من جانبه قال الدكتور سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين بالبنك الأهلي التجاري، في حديثة لقناة العربية: "هناك ترابط واضح بين هبوط أسعار النفط، وما يحدث في سوق المال، على اعتبار أن زيادة أسعار النفط تعني مزيدا من النمو في معدلات الدخول وبالتالي زيادة الإنفاق.

وقال أحد المتعاملين "للأسواق.نت "كنت اتابع بتعجب شديد حركة مؤشر السوق وهي تهوي لحظة بعد أخرى، حتى تمنيت أن يأتي موعد الإغلاق قبل أوانه، أو أن تكون السوق غير عاملة أصلاً في هذا اليوم، اقتربنا من تحقيق خسائر بنسبة 100% على رأس المال".

وعمت حالة من الذعر أوساط المتعاملين في صالات التداول بالبنوك السعودية، وهم يرون الانخفضات الحادة في أسعار الأسهم، والتي تعني بالمقابل تآكل أموالهم، وفيما سيطر الذهول على فريق منهم وجعله يعجز عن التفكير، سعى فريق آخر إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه تفاديا للوصول إلى مرحلة الإفلاس.


سطوة الشائعات


من جهة معدلات ربحية الشركات، ليس هناك ما يبرر الانخفاض الحالي في أسعار الأسهم
د.ياسين الجعفري

وأكد الدكتور ياسين الجعفري عميد كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة، على أن السوق فقد الارتباط بالتحليلات الأساسية، وتجاهل بشكل كبير نتائج أرباح الشركات، التي يرى أنها حققت نمواً جيداً في العديد من القطاعات.

وأضاف: "من جهة معدلات ربحية الشركات، ليس هناك ما يبرر الانخفاض الحالي في أسعار الأسهم".

وقال محمد الضحيان مدير مكتب الضحيان للاستشارات المالية: "الشائعة واحدة من العوامل القوية التي سيطرت على تحركات السوق السعودية، وكانت هناك شائعات تم الترويج لها بشكل قوي، مفادها أن السوق ستهبط إلى أقل من مستوى الـ 9 الآف نقطة، الأمر الذي أعطى المتداولين انطباعاً سلبياً ، وخلق حالة معنوية سلبية تجاه السوق.

وأضاف الضحيان لقناة العربية: "تحركات السوق عاشت لفترة ليست بالقصيرة على الشائعات، التي تحولت إلى أساس لتحقيق المكاسب أو تكبد الخسائر، كما أنها رفعت أسعار عدد من الشركات إلى مستويات عالية جداً.


الروح المعنوية للأفراد


الروح المعنوية للمتعاملين متدنية للغاية، حالة التشاؤم هي المهيمنة في الوقت الحالي على الحالة النفسية لهم
وليد بن غيث

وقال وليد بن غيث خبير استثمار "تباطؤ معدلات النمو في ربحية الشركات، أهم الأسباب وراء ما يحدث بالسوق حالياً، مستويات الأسعار لاتبرر هذا المستوى من الأرباح".

وأضاف: "الروح المعنوية للمتعاملين متدنية للغاية، حالة التشاؤم هي المهيمنة في الوقت الحالي على الحالة النفسية لهم".

ووصف بن غيث مستويات أسعار الأسهم في العام الماضي 2005، بأنها لم تكن معقولة على الإطلاق، وأن نفس العام شهد العديد من الأخطاء الكبيرة، وكذلك العديد من الممارسات الخاطئة من قبل كبار المضاربين، وهو ما تجني السوق نتائجه هذه الأيام.

ويرى أن السوق كانت أمام أحد خيارين، الأول هبوط حاد في أسعار الأسهم، أو تحقيق معدلات نمو جيدة في أرباح الشركات، غير أن الخيار الأخير لم يتحقق، فهبطت الأسعار.


خسائر كبيرة "للقيادية"

انخفض سهم "سابك" القيادي بنسبة 5.65%، ليغلق عند سعر 108.5 ريال، وهو أدنى مستوى له منذ يناير/كانون الثاني عام 2005، وخسر "الراجحي" 3.8% مسجلاً سعر 285 ريالاً.

وتعرض سهم "الاتصالات" لهبوط حاد، بنسبة 3.83% إلى سعر 88 ريالاً، وهو ما يمثل ادنى مستوى سعري للسهم منذ أكثر من عامين بداية العام، وتبعه "اتحاد الاتصالات" بسنبة 2.04% ليصل سعره إلى 60 ريالاً.

وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن المضاربين سيظلون يراهنون على إمكانية الارتداد من أدنى نقطة تم تسجيلها أثناء تعاملات النصف الأول من العام 2006، وهي التي تم تسجيلها عند مستوى 9471 في 11 مايو/أيار، وهو آخر يوم من أيام عهد رئيس هيئة السوق المالية السابق.


انهيار فبراير

ويرى فيصل المهنا خبير قراءة مسار سوق المال، أن المؤشر العام يسير على الأرجح إلى مستوى 8500 نقطة، وهي النقطة التي تمثل هدف انهيار فبراير/شباط 2006، لافتاً إلى أن الارتداد إلى أعلى وارد خلال التعاملات المقبلة، غير أنه من الصعب تكوين مسار صاعد، على اعتبار أن مستوى 10 آلاف نقطة سيكون مستوى مقاومة من الصعب تجاوزها.

وعن الموعد المتوقع لارتداد السوق ارتدادا حقيقا، قال إن ذلك سيتم على الأرجح بعد نحو شهرين من الآن، بعد أن تزداد جاذبية أسهم العوائد وتنتهي جاذبية أسهم المضاربة إلى أجل لاحق.

وقال خالد الخالد وهو محلل فني لتعاملات سوق المال، إن غريزة الخوف السائدة في أوساط المتعاملين، هي التي طردتهم من أمام شاشات التداول لمراقبة الوضع، مشدداً
على أن أهم مشاكل السوق أنها لم تعد جاذبة لقوى الشراء الكبرى، بدليل عدم التفاعل مع النتائج المالية المميزة لعدد من الشركات الكبرى التي أعلنت مواقفها المالية عن التسعة أشهر الأولى من العام الحالي.

اسواق

JOKAR