نبيلة.. أول مسلمة في الجيش الإيطالي

نبيلة.. أول مسلمة في الجيش الإيطالي

وهي تحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر تحتفل "نبيلة الحباشي" بحدث آخر لفت إليها انتباه كل وسائل الإعلام الإيطالية هذه الأيام، وهو انضمامها كمجندة في سلاح البر بالجيش الإيطالي لتكون بذلك أول مسلمة إيطالية تنضم إلى هذا الجهاز.
الحدث الذي جاء في ظروف صعبة يعيشها مسلمو إيطاليا بفعل ما يسمى "بأزمة المساجد" جاء ليعيد الأمل بالنسبة للعديدين بأن مسلمي إيطاليا، وبالرغم من كل شيء، لهم مكانتهم في هذه البلاد.

وبأصول والديها القادمين من المغرب الأقصى وبجنسيتها الإيطالية باعتبارها من الجيل الثاني لمسلمي إيطاليا تنحدر نبيلة من أسرة مكونة من عشرة أفراد، وجاء والدها إلى إيطاليا منذ حوالي أربعين سنة مهاجرا ليعمل في قطاع البناء.

وتقول نبيلة لوسائل الإعلام الإيطالية التي تناقلت خبر انضمامها إلى القوات البرية بالجيش الإيطالي: "الآن حققت حلما طالما لازمني منذ أن كان عمري ثلاث عشرة سنة، وزاد وقع أهمية هذا الحلم عندي بعد أن انضم ابن عمتي الفرنسي الجنسية إلى الجيش الفرنسي".

وعينت نبيلة الحباشي في وحدة الرماية بثكنة في مدينة "أوست" في ضواحي مدينة تورينو بشمال إيطاليا وهي المنطقة التي تحتوي على نسبة كبيرة من المهاجرين.

وعن علاقتها بمعتقداتها الدينية تقول المجندة الإيطالية: "أسعى إلى أن أحترم معتقداتي بكل ما في وسعي، وخاصة أننا الآن في شهر رمضان ولا نأكل لحم الخنزير الذي يعتبر إحدى الأكلات المعروفة في الثكنات، كما أني لا أتردد في الذهاب إلى المسجد حينما يتوفر لي الوقت".

ولا تتردد نبيلة في الدفاع عن تقاليدها الإسلامية حينما تقول: "والدتي ترتدي الحجاب وكذلك إحدى أخواتي"، أما هي فترتدي الحجاب فقط وقت الصلاة التي تواظب عليها، وإن حرصت على ارتداء زي محتشم.

من جهته يقول الجنرال "كلاودو برتو" رئيسها في الثكنة: "نبيلة مثال جيد للاندماج بعيدا عن القصص التي تسمعونها عن الاندماج السيئ في وسائل الإعلام يوميا".

ويضيف: "من الواضح أنها تشعر أولا وقبل كل شيء بأنها مواطنة إيطالية، وهي فخورة بما تنجزه".

وجاء حدث انضمام "نبيلة الحباشي" كأول امرأة في الجيش الإيطالي ليخفف من وطأة الأخبار السيئة التي تروج في وسائل الإعلام الإيطالية حول مستقبل مسلمي إيطاليا، وخاصة بعد دخول حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف في حكومة سلفيو برلسكوني.

وركزت الأخبار الأسابيع الماضية على أزمة المساجد التي يعيشها مسلمو إيطاليا والتي دفعت مسلمي إحدى المدن في منطقة ميلانو إلى استئجار ملعب من أجل إقامة صلواتهم.

ويبلغ عدد مسلمي إيطاليا حوالي مليوني مسلم -من إجمالي نحو 60 مليون نسمة- يتمركزون بين مدينتي ميلانو في الشمال وروما في الوسط، ويبلغ عدد المصليات حوالي 600 مصلى، غير أن اثنين فقط منها يرتقي إلى تسمية المسجد، وهما: المركز الإسلامي بميلانو، ومسجد روما المركزي.

ومقارنة بالتجربة الإيطالية في إدماج المسلمين باعتبار أن إيطاليا تخطو خطواتها الأولى في ضم مواطنيها من أصول مسلمة إلى مؤسسات الدولة، وخاصة إلى مؤسسة الجيش، فإن بلدا كفرنسا شهد هذه الظاهرة منذ عقد تقريبا.

ويرجع ذلك إلى حداثة الهجرة العربية والمسلمة إلى إيطاليا مقارنة بتجذرها بفرنسا حيث يوجد العشرات من المواطنين المسلمين في الجيش الفرنسي فضلا عن تعيين ثلاث وزيرات مسلمات فرنسيات من قبل الرئيس نيكولا ساركوزي في الحكومة الفرنسية الحالية.