داء الـ كلــــــب "السعار"

مرض يمكن الشفاء منه تماما


داء الكــــــــــلب أو السعار مرض فيروسي يصيب معظم الحيوانات الدم الساخن بما في ذلك الكلاب الوطواط والراكون والظربان أو الثعلب، وبالتالي فإنه ينتقل إلى البشر لدى تعرض للعض من قبل أي حيوان مصاب، ولكنه نادرا ما ينتقل من إنسان إلى آخر. والسعار مرض يمكن الشفاء منه تماماً، ولكن في حال عدم تطبيق العلاج المناسب، فإنه قد يؤدي إلى تضرر الدماغ والموت في النهاية. وهناك مؤشرات واضحة للإصابة بهذا المرض، إذ ينتاب المصاب الحمى والصداع والوهن العام وأهم تلك المؤشرات الشعور بالحكة حول المكان الذي تعرض للعض، إضافة إلى درجة حرارة تصل الى 5,40 درجة مئويه يرافقها اختلاجات وهلوسة.





لا يجب إهمال أي عضة قد يتعرض لها الطفل، من قبل أي حيوان سواء كان مصابا بالسعار أو لم يكن، إذ قد يتطور إلى التهابات خطيرة على الأقل.

وتشير التقارير إلى أنه يتم تسجيل سنوياً حوالي 7 آلاف حالة إصابة بداء الكــــــــــــلب في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، في الوقت الذي يعد فيه الراكون أكثر الحيوانات المسببة له، أما الوطواط فهو أكثر من يسبب المرض للبشر، إذ كان السبب وراء ثلاثة ارباع حالات السعار في فترة بين 1990 -2001. كما يمكن أن تنقله الظربان والثعالب، وهناك عدة حالات كان المسبب له الذئاب، القيوط، الوشق وابن مقرض. وأما القوارض الصغيرة مثل الهامستر، والسنجاب، والفأر والأرنب ليست ناقلة للسعار.

بيد أنه انتقاله من الكلاب إلى البشر شبه معدوم في الولايات المتحدة،، بسبب الانتشار الواسع لبرامج اللقاح في حين تعتبر هذه الحيوانات خارج الولايات المسبب الأكثر شيوعاً.

ويحمل الحيوان المصاب فيروس السعار في لعابه وينقله إلى الإنسان أثناء عضه، وقد سجلت حالات نادرة انتقل فيها الفيروس بدخول اللعاب في جرح أو رض في الجسم أو الفم أو العين.

وأول ما ينتقل الفيروس إلى العضلات المجاورة لمكان العضة، ومن ثم إلى الأعصاب فالدماغ. وبوصوله إإلى الدماغ، يتفاقم الضرر جدا وقد يصبح دائما إن لم ينته الأمر بالموت.

الدلائل والأعراض

تبدأ أعراض السعار بالظهور عادة بعد العضة بأربعة أيام. وهناك حالات نادرة لم تظهر فيها الأعراض إلا بعد مضي عام أو أكثر. وأهم تلك الأعراض الشعور بالحكة حول منطقة العض وغالباً ما يرافق ذلك الحرارة، والصداع، وآلام العضلات، وفقدان الشهية، والغثيان والتعب.

ومع تقدم الحالة، قد يعاني المصاب من أعراض أخرى تشمل، حدة الطبع، والتوتر أو الحركة الزائدة، والتشوش، والهلوسة، والعدوانية، وأفكار غير طبيعية، وتشنج عضلي، وضعيات غير عادية أثناء الوقوف، ونوبات، ووهن وعدم القدرة على تحريك أجزاء من الجسم، وحساسية مفرطة للضوء الباهر والأصوات أو اللمس، وزيادة إفراز اللعاب والدموع وصعوبة في الكلام.

وفي مرحلة متقدمة من المرض أي انتشاره في أجزاء أخرى من الجهاز العصبي، قد تبدأ مجموعة أخرى من الأعراض بالظهور: وازدواج الرؤية، وصعوبة في تحريك عضلات الوجه، وحركات غير طبيعية لعضلات التنفس، وصعوبة البلع وفرط إفراز اللعاب مع تشكل رغوة حول الفم.

وعليه، فإن تعرض الطفل لعضة حيوان يستلزم مراجعة الطبيب حتى لو لم يبد عليه أي من أعراض السعار، وفي حال كان الحيوان مسعورا ولاحت أي الأعراض في الأفق، فيجب القيام بالخطوات التالية على الفور:

غسل منطقة العض بالماء والصابون لمدة 10 دقائق وتغطية منطقة العض بضماد نظيف.

الاتصال بالطبيب فورا أو التوجه إلى أقرب مستوصف أو مستشفى.

الاتصال بأقرب وحدة بيطرية للمساعدة في العثور على الحيوان المسعور لوضعه في الحجر.

الحصول على كافة المعلومات الطبية المتعلقة بالحيوان الذي قام بالعض من مالكه إن كان معروفا وإعلام أقرب مركز صحي، خصوصا إن لم يتم تلقيحه.

الاتصال بالطبيب إن كان هناك أي اشتباه لتعرض الطفل للعض من أي حيوان، حيث يجب تلقيح الحيوانات الأليفة المعرضة للإصابة بالسعار.



المعالجة

يعمد الطبيب في المستشفى إلى تنظيف الجرح والتأكد فاعلية الحصانة ضد الكزاز. ولضمان منع انتشار العدوى قد يقرر الطبيب المعالجة الفورية، من خلال حقن منطقة الجرح بالغلوبولين البشري المضاد للسعار وحقن الذراع باللقاح. وهذا القرار تفرضه حالة الجرح(متهيج أم لا) ونوع الحيوان( الفصيلة، بريا أم أهليا)، تاريخ الحيوان الصحي(ملقح أم لا) وتوصيات السلطات الصحية المحلية. أما على صعيد الوقاية، فيمكن خفض مخاطر تعرض الأطفال للسعار من خلال الإبلاغ السلطات المعنية عن الحيوانات الشاردة، وتنبيه الطفل إلى أن الحيوانات قد تكون مؤذية أيضا فلا يلمس أي حيوان غريب

المصدر:
الخليج