قد تبدأ الجريمة في لحظة غضب وقد تبدأ في لحظة انتقام تسرى الرغبة فيها في عروق المتهم كما هي في حالة السيدة »ق« التي بدأت جريمتها في لحظة طمع!!كانت امرأة عادية مثل كل النساء ليس في حياته ما يشير أو يدل على أنها سوف تتحول إلى نصابة شديدة الذكاء ولم يكن هناك أيضا ما يشير إلى أنها ستصبح مليونيرة ولها سكرتيرة وتعيش أكثر من شخصية داخل امرأة واحدة الآن هي مطلوبة للعدالة صحيفة سوابقها لم تعد مشرفة، الشرطة تبحث عنها والضحايا أيضا ومطلوب من كل شخص أن يحاول معرفة مكان السيدة »ق« إذا تعرف عليها من تفاصيل حياتها وصورتها وربما ظهر لها ضحايا جدد غير هؤلاء الذين ذهبوا إلى الشرطة يشتكون ويندبون حظهم العاثر وفي مركز الشرطة بدأوا يسردون قصصهم مع تلك السيدة النصابة أولا سوف نتعرف على قصة هذه السيدة مع الجريمة التي عرفت طريقها إليها ذات يوم وبالصدفة!
كانت »ست بيت« عادية لا تغادر مسكنها كل طموحاتها تربية ابنائها وتعليمهم حتى يحققوا ما حرمها الزمن منه لكن وفاة زوجها المفاجىء وزيارتها الأولى لأحد الأحياء لكي تنهي مشكلة منزل ورثته عن والد ابنائها الراحل فتحت أمامها عالما مدهشا من الثراء تعرفت على سيدة تعمل موظفة وتعلمت منها لعبة الثلاث ورقات دفعتها دفعا لكي تنتحل صفة قريبة شخصية معروفة في الوسط السياسي لكي تنهي مشكلتها لدى المدير المسؤول ونجحت اللعبة وتحولت بعدها »ق« إلى أخطر نصابه الآن تجاوزت المليوني دولار ومطلوب القبض عليها في 9 قضايا وهاربة من أحكام أخرى في قضايا شيكات وايصالات أمانة وتبديد أموال ضحاياها من المقاولين الكبار الذين سال لعابهم أمام المشروعات المغرية التي وعدتها بها باسنادها لهم وعندما ضبطتها المباحث بتهمة الاستيلاء على نصف مليون دولار من المقاولين بالنصب والتزوير خرجت من سجن النساء بعد 70 يوما لتنصب شراكا جديدا لضحايا من شباب الخريجين والباحثين عن فرص عمل بالشركات الكبرى والراغبين في السفر إلى الخارج جمعت ربع مليون أخرى واختفت وتركت خلفها صرخات الضحايا وأهالى الشباب الذين باعوا ممتلكاتهم تعلقا بوعودها التي تبخرت معها واختفت بعد أن تبددت أحلام الضحايا ذهبوا إلى الشرطة يعلنون بغضب وألم وندم استغاثاتهم ويطلبون باصرار القبض على »ق«.
جيران »ق« كانوا نادرا ما يرونها تخرج إلى الشارع اتصالاتها بهم بدأت فقط عندما داهم المرض زوجها وتدهورت حالته الصحية حتى انتزعه الموت. من حضن أسرته فكرت »ق« في الهجرة ومحاولة ايجاد فرصة عمل بالخارج ولكن الزمن كان يحمل لها مفاجأة قلبت حياتها رأسا على عقب عندما تعرفت على امرأة طلبت منها أن تستخدم ذكاءها في انهاء مشكلة منزل الميراث والحصول على توقيعات المسؤولين من خلال كروت مصطنعة من أحد المسؤولين الكبار أدعت »ق« قرابتها له فوجئت »ست البيت« الشابة بأن الموافقات المعقدة انفكت عقدتها والتوقيعات والأختام انهت مشكلتها بمفعول سحري بل زادت عليها سلامات وتحيات الموظفين الكبار للعضو المبجل الذي لا تعرفه.
وبدأت في استضافة سيدات في منزلها تعرض عليهم خدماتها وفي مساعدتهن لانهاء مشاكلهن ومشاكل أسرهن والعمولة التي تتقاضاها كانت عشرات الدنانير تتقاسمها مع صديقتها التي نبهتها إلى طريق النصب والتي كانت هذه التلاعبات أقصى حدودها قررت »ق« أن تستقل عن صديقتها لأنها تطمح إلى الآلاف وبدأت وحدها لعبة جديدة ادعت فيها أنها طبيبة امراض نساء وولادة وابتعدت في مقابلاتها عن المنزل والجيران آخرون زعمت أمامهم انها محاسبة ولديها علاقات وطيدة في جميع مجالات التجارة وتكتياكاتها أما لعبتها الكبرى فهي تزوير لقب عائلتها لتجعله مشابها للقب مسؤول كبير بالدولة فنشأتها في هذا البلد وتقمصها دور المواطنة جعلها تصل لما تريد بسهولة بالاضافة الى اتقانها للهجة الخليجية البحتة التي لا تشكك أحداً بأنها وافدة عربية وفي إحدى المرات زعمت لموظفي احدى الشركات أنها قريبة مسؤول كبير بالبلد واستطاعت أن تحصل بمنتهي السرية والهدوء على قائمة بأسماء المقاولين المتعاملين في مجال البترول ومشروعاتهم سواء في البناء أو النقل وخلافه واتجهت صوب المنجم الجديد الذي جمعت منه ما يزيد على نصف مليون بالنصب والتزوير والتمثيل المتقن إلى حد البراعة والتي أدت إلى اصطياد ضحايا من كبار المقاولين أصحاب الخبرة في التعامل التجاري واستخدمت مستلزمات النصب بجدارة المصوغات الذهبية التي اشترتها من محلات الصاغة بشيكات بدون رصيد والسيارة الفارهة التي اشترتها بالتقسيط ولم تكمل اقساطها وتركت ضامنيها يصرخون اقنعت »ق« 12 مقاولا في وقت واحد بأنها سوف تتدخل من خلال نفوذها وتسند إلى كل مقاول عدة أعمال هدم وردم وبناء ونقل من خلال ترسية المناقصات عليه والمقابل كانت عشرات الآلاف من كل مقاول شاهد أوامر الشغل الممهورة بأختام وتوقيعات مقلدة باتقان لادارات الشركة وخطابات موجهة إلى كل مقاول باسمه لم تغفل أن تعطي كل مقاول ايصال أمانة حتى يرتاح باله وتطمئن نفسه إلى مصداقيتها مرت الأيام وفات وقت المناقصات ولم يجد أحد من الضحايا اسمه ضمن المقاولات والمشروعات الوهمية التي أخبرتهم عنها تجمهر المقاولون أمام الشركة وخرج رئيسها ينفي أي علاقة للشركة بتلك السيدة وان لقب عائلتها مجرد تشابه في الأسماء وكان البلاغ الأول من مجموعة المقاولين إلى المباحث التي قامت بدورها بتحريات مكثفة وتم ضبطها واحضارها وتقديمها إلى المحاكمة فبعد أن ظلت حبيسة لمدة 70 يوما بقرارات متعاقبة من قاضي المعارضات بتجديد حبسها بتهمتي النصب والتزوير ومن خلف القضبان عرضت »ق« التصالح على ضحايا من المقاولين الكبار لأنها يتقنت أن حكما قاسيا في انتظارها بعد المحاضر المتقنة وتحقيقات النيابة التي أكدت تورطها في الجرائم المسندة إليه. تدخل الوسطاء من أسرتها وباعوا قطعة أرض ودفعت بالفعل أجزاء كمقدمات من المبالغ التي استولت عليها من ضحاياها ووعدتهم بأن يمهلوها فرصة بعد خروجها من محبسا لتسديد ما تبقى عليها وفي أول جلسة للمحكمة انفضت القضية بالتصالح مع الخصوم المنتظرين خروجها بفارغ الصبر حتى تستكمل دفع مستحقاتهم.
هروب
فجأة اختفت »ق« فص ملح وذاب الكل يبحث عنها والكل يلهث ظمأ من هول الصدمة بدأت البلاغات تمطر على أقسام الشرطة والبحث جار عن النصابة ولكن دون جدوى.. ليس لها أي اثر وكل من أوهمته بأنها على صلة قرابة بفلان المسؤول الكبير اتجهوا له ليخبروه عن »ق« ولكي يكون وسيطا بينهما كي يقنعها برد أموالهم تفاجأوا بالمسؤول ينكر معرفته في »ق« ويؤكد أنه لا يعرفها أبدا ونفى أي صلة له بالنصابة الهاربة بينما بدأت جهود مضنية في البحث عن النصابة الهاربة والمطلوبة في 9 أحكام في انتظارها ويتمنى الضحايا ومن نسبت نفسها لهم بضبط المتهمة واحضارها بسرعة كل تنال جزاءها في قضاياها الجديدة التي استثارت صرخات موجعة في بيوت العشرات من الضحايا
ام هزاع
العرض الشجري
