العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2012, 05:02 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية أسما المعاني
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

أسما المعاني غير متصل


Smile35 ~*هكذا كان زمن عزيزي والعم صالح*~

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:80%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
جدي او (عزيزي )كما يقال في تونس .. بالرغم من انتسابه للسلك التعليمي وعمله لعدة سنوات في مجال التعليم
وخبرته في مجال الحاسب الالي والتكنولوجيات ..
لازال يحمل في اعماقه هاذا الحنين والشوق لتلك الايام الخوالي
أيام الحومه القديمه .(كما تسمى في تونس ) والحومه لفظ يطلق على الحي الشعبي الصغير او مايسمى الحاره
ينتهز عزيزي الفرص للذهاب الى كوخ صغير وسط غابات بنزرت بعيداً عن صخب المدينه لايرافقه من مقومات الحياة العصريه سوى كتبه ومذكراته وهاتفه المحمول
اعدت ان اقضي اجازتي بين بنزرت التونسيه وتطوان المغربيه مسقط رأسي .وفي أحدى الزيارات قبيل عام ونص تقريبا
كنا على مشارف الشهر الفضيل .كنت قد انهيت عامي الثاني عشر ...كنت شغوفة جداً لدخول عالمه الخاص ..
رافقت عزيزي الى عالمه الخاص .. الى هذا المسكن الصغير وكنت اشعر برغبه شديده لقراءه مذكراته وكتاباته
تلك المذكرات التي كانت مليئه بالذكريات والحنين لأيام الحومه ولاصحاب الطفوله ولردهات الحومه وحوانيتها واحجارها وكل مافيها

بأدرني عزيزي بسؤال مباغت (هل ستصومين رمضان هذا العام كاملاَ؟)
فأخبرته عن تجاربي للصيام في الاعوام السابقه .وكيف اني استطيع الصيام لمرور الوقت السريع دون الشعور بالجوع والعطش
حدق بي وأطال النظر وبدأ بسرد ايام طفولته التي قضاها في قلب الحومه العتيقه تلقائياً
أخبرني عن الحومه وكيف كان اناس الحومه أسرة واحده ’’ قلب واحد ,,كبيرهم يعطف على صغيرهم وصغيرهم يحترم كبيرهم
أخبرني كيف كانوا اطفالاً صغاراً يخرجون للاحتفال بقدوم رمضان وكيف ان الاهالي يشاركونهم هذه المناسبه
أخبرني كيف كان الاباء والامهات وكيف أن أطفال الحومه مسؤلية الجميع مسؤليه كل من سكن في هذه الحومه
وكيف كانوا يتفقدون من غاب منهم ويبادرون بالسؤال عن الغائب منهم
أخبرني عن الكتاتيب والمعلم وكيف كان قدوة حسنه للجميع وكيف انه يحرص على تعليمهم كل ماينفعهم من علوم دينهم ودنياهم
وكيف كان يقسو عليهم للحظات لا لفرد عظلاته بل لزرع العزه في نفوسهم والاعتماد على مايكنزونه من طاقات
لم يكن يتقاضى مرتباً أخر كل شهر ,, بل كان يتكرم الاهالي بارسال رغيف الخبز واطباق الكسكسي

أخبرني عزيزي ..........كيف كان الاب هو سيد المنزل وكيف كان مهاب من قبل ابناءه ومقدساَ من زوجته
وكيف أن الابناء ينتظرون عودته بفارغ الصبر فيتسابقون لتقبيل راسه ويديه
ويتعاركون للحصول على معطفه وشاشيته (طاقيه راس مستديره تصنع من الصوف تعود صناعتها لمدينة القيروان)
وكيف كان الابناء يلتفون حول والدهم ويجلسون بانتظام حول المائده بانتظار ان يبدا والدهم بالبسمله
أخبرني عزيزي .. كيف كانت ليلة العيد ,, يالها من ليلة سعيده تغمر قلوب الصغار والكبار بالفرح
وكيف كانت رائحه الكعك والمقروط تنتشر فب أنحاء الحومه
وكيف تبدأ الامهات في خبز الكعك وتنسيق الدار وتجهيزه لاستقبال ليالي العيد.
وكيف انهم كانوا يتحرون هذه الليله منذ الخامس عشر من رمضان , وكيف كانوا اطفالا صغاراَ يصفون لاقرانهم ماذا سيرتدون في نهار العيد ثم يفاجئ البعض بغسل ملابس قديمه وارتداءها نهار العيد لقلة الامكانيات حينها

واخبرني عن تلك الالعاب الشعبيه التي كانوا يلعبونها وكانت تحضى بشعبيه كبيره تضاهي العاب الفيديو الالكتورنيه واكثر
وكيف كانت هذه الالعاب شغل اهتمامهم ,,
وكيف انهم يعودون الى منازلهم قبيل الغروب ..والسواد يعتري ايديهم ووجوههم الصغيره وملابسهم مليئه بالاتربه
الامر اللذي يثير جنون الامهات اللاتي يبادرن ببعض الركلات الخفيفه وشد الاذن طوال مرحلة الحمام والتنظيف والوعيد بالحرمان من بعض الاشياء البسيطه التي كانت بمثابة اشياء قيمه لديهم
هذا التأنيب والضرب وأن أبكاهم لم يكن يغضبهم كثيرا فدقائق التأنيب القليله لاتعادل مدى الساعات التي قضوها بين لعب وعلم وعمل برفقه الاحباب
وماهي الا دقائق بعد غروب الشمس ويخلدون الى نوم عميق يستيقضون بعدها قبل شقشقة العصافير .
,

,
شعرت بنبرة حزن وغصه في صوت جدي أمتزجت بضحكه قويه جينما بأدرته بالسؤال عن (العم صالح) بطل رواياته
ومذكراته اللتي لاتكاد تخلو من سيرة العم صالح
وضع الطاقيه على رأسه ممسكاً عصاً صغيره وبدأ يقلد العم صالح ويضحك كما كان طفلاً صغيراً.

العم صالح كان كبير تلك الحومه ,حيث أنه الاكبر سناً والاقدم تواجداً في الحومه فكان يحضى بأهتمام وتقدير كبير من سكان الحومه وكيف كان هذا العم بمثابة الرواي التاريخي لهم وكيف كان يجمع سكان الحومه حوله سارداً لهم الوقائع والاحداث والقصص نساءاً ورجالاً.
وكيف كان ييقوم بضرب الاطفال ومعاقبتهم ..,, وكيف أن الاطفال كانوا يستمتعون بالعبث بحانوت العم صالح الذي كان يمتلكه لاصلاح الاحذيه.
وكان يجري خلفهم ويضربهم عدت ضربات بتلك العصا ويجمعهم حوله ليعلمهم ايات قرانيه وقصص قديمه عند باب ذاك الحانوت.
وكيف كان الاهالي لايهنئ لهم الطعام مالم يتذوقه العم صالح الذي كان مسؤليه جميع سكان الحومه
وأخبرني ,,,,, واخبرني ,,,, وأخبرني
كم تمنيت ان تكون ايامي من زمن عزيزي والعم صالح ايام تحوي في داخلها امال وذكريات وان خالطها بعض الالم.
أيام تكمن روعتها ببساطتها ,,, الابتسامه لا تفارق الشفاه رغم قلة الامكانيات ,,, كم كانت اجواء سعيده
نفتقد لمثل تلك الايام ,, نفتقد للاجواء الحميمه ,,, نفتقد للاجواء الاسريه ,,,نفتقد للأبتسامه الصادقه .
نفتقد للمعنى الحقيقي للعيد .. نفتقد للاجواء الرمضانيه ,, نفتقد للجار للصديق للقريب
والاهم من ذلك ,,,
نفتقد للقدوه الحسنه .............




تقبلوا تحياتي ........ كتبته لكم باحساسي قبل قلمي .. أسومة بعد حيي

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]







التوقيع

 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:49 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir