قدمت قلبها له على طبقٍ من منى
فوضعهُ في مكتبه على رفٍ من أسى
ولم يغمرهُ بذلك المحلول الذي يحفظون به الأعضاء
لأن قلبٌها طاهر نقي خال من الشوائب
لن تقوى على أكله جراثيم الأيام
وبكتيريا الأوهام
ولو أن الرجال يلبسون القلائد
لحول قلبها إلى قلادة
وتقلدها... إلى وقتِ الإبادة
أحبها
وكأنه لم يعرف الحب قبلها
وأحبته
ولكن... لم تكن وحدها
كان معها كل خليةٍ وجزيءٍ في جسمها
فكانَت تشعر بأن العالم بأسره قد أحبها
طار إليها لكي يقترن بها
فكان بالطائرة
وكان يشعر بأن شوقه إليها هو من يدير محركاتها
وأن أجنحتها تنزلق على هواها
وأن روحها هي المضيفة التي تُباشر عليه بحلوى وشراب المشاعر
واضطرت السعادة للجلوس في حضن كل مسافر
لأن جميع المقاعد كانت مشغولةً بالأمل
وعندما وصل
تلبد المكان بسحب البين القاتمة
وعصفت به ريح الوداع الحارقة
فقال: الوداع يا حبيبتي... فلعل الملتقى الجنة
قالت بعد أن قالت دموعها:خذ
قال: ما هذا؟
قالت: قلبي
قال: وما أصنع به من دونك ؟
قالت: وما أصنع به مع غيرك ؟