عندما يذهب الصبية في إحدى القرى للسباحة في مياه غدير ، و يكتشف أحدهم أن الغدير موحل يتراجع ويحذِر البقية.
عادة ما يأخذ الجميع بالتحذير ، فينجون من الوقوع في ذلك الوحل.
و نادراً ما يغامر أحدهم و يجرب ، لأنه قد استقر في وعيهم أن الأمر لا يحتمل التجربة .
في عالمنا الواسع يوجد الكثير من المسالك الموحلة .
من رأى من وقع فيها صار يحذر غيره .
البعض يحمل تلك التحذيرات على محمل الجد ، فينجو .
و البعض الآخر يتهاون بها فيتحول إلى رقم جديد في قائمة الضحايا .
والأمثلة لمثل تلك الأوحال كثيرة .
رفقة السوء .المعاكسات الهاتفية .الشات .المخدرات....و غيرها
القائمة تطول ، و الضحايا يكثرون .
بعضهم تمكن من القيام من سقطته بعد فترة .
و صار يعظُ الآخرين بنفسه .و البعض الآخر لم يستطع ..
ذهب ..
و ترك قصة بائسة تذكرنا به ..
عرفنا بعض هؤلاء الذين لم يعودوا .
و بقي الجزء الأكبر منهم مجرد بيانات تذكر في السجلات أو في صفحات الحوادث ..
نذكرهم فنتمثل بيت أبي العتاهية :
و كانت في حياتك لي عظاتٌ و أنت اليوم أوعظ منك حياً.
و رغم كل ذلك
مازال كل يوم يأتي لتضاف أرقام جديدة إلى تلك السجلات و تنشر أخبارٌ جديدة من ذات النوع في صفحات الحوادث..
وفاة شاب بعد جرعة مخدر زائدة .
القبض على فتاة .....
رجل يبتز امرأة و يهددها بنشر صورها ...
خطف طفل من أمام منزله ...
تتكرر نفس القصص بشكل رتيب ، يعرف القارئ نهايتها من أول سطر
و مع ذلك مازال هناك من ينفذ نفس السيناريو و يأمل في نهاية مختلفة .
قد يظن أنه الأذكى من بين كل أولئك ؟!
أو أنه سيكون الاستثناء الذي تكسر السنن الكونية من أجله !
يتساقطون كالفراش حول اللهب دون أن تعي اللاحقة منهن أن مصيرها مصير سابقتها .
و يبقى السؤال يتردد : متى نتعلم ؟ و متى نتعظ بغيرنا ؟!
ختاما ..إن السعيد من وُعظ بغيره ..
و إن العاقل من راجع نفسه ، و تأكد من صحة الطريق الذي يسير فيه ؛
فليس كل الطرق الخطرة تسبقها علامات تحذير .
***************
لنقل المقال لموقع آخر بتنسيقه قم بالضغط على رد مع اقتباس .انسخ ثم الصق.