بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم وفقنا لكل خير ، واجعل عواقب أمورنا إلى خير
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
أمَّـا بعد:
قال ربنا جلَّ في علاه:
( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
سورة الأنعام آية رقم 153
إنَّ أعظمَ أنواع الاستقامة هو استقامةُ المرء على التوحيدِ الخالِص،
وذلك في معرفةِ الله وعبادتِه وخشيته وإجلالِه ورجائه وخوفِه ودعائه
والتوكّل عليه وعدَم الإشراك به أو الالتِفات إلى غيرِه سبحانه،
وقد فسَّر أبو بكر الصديقُ رضي الله عنه قولَ الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا )
سورة فصلت آية رقم 30
بأنهم الذين لم يلتفِتوا إلى غير الله
أيها الأحبة الكرام أعضاء المنتدى والزوار الكرام للمنتدى:
إنّ الاستقامة على دين الله لَذاتُ شأنٍ عظيم،
في حين إنها محفوفةٌ بالمخاطِر من كلِّ جانب،
ومِن حولها الفتنُ المتلاطمة
كلُّ ذلك يجعَل الثباتَ على الاستقامة والعضَّ عليها كالقبضِ على الجمر في راحةِ اليد،
ولذا كانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر التعوُّذَ بالله من ذلك،
كما في الموطّأ أنه كان من دعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم :
((اللّهمّ إذا أردتَ بالناس فتنةً فاقبِضني إليك غيرَ مفتون))
أيها الأحبة الكرام أعضاء المنتدى والزوار الكرام للمنتدى:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن سفيانَ بن عبد الله رضي الله عنه قال:
قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلامِ قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرَك،
قال: ((قل: آمنت بالله، ثمّ استقِم))
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم