لماذا مباريات جماليّة في هذا الوقت؟

مواجهة العنف هدف سامي ونبيل كلنا نحرص عليه خصوصاً بعد الأحداث الإجرامية التي شهدتها سيناء خلال العامين الماضيين وكان أخرها في شهر أبريل الماضي، لهذا كنا سنرحب بالتأكيد بمسابقة فتاة العالم العربي التي أقيمت قبل أيام بشرم الشيخ، خصوصاً أنها لا تعتمد على المايوه بل الزي الوطني لكل متسابقة، والمعلومات العامة والمواصفات الشخصية في محاولة لتقديم مسابقة لملكة جمال العرب لكن تحت مسمي لا يثيرالانتقادا.




لكن ما يجعلنا نتوقف عنده بالفعل أن القائمين على المسابقة لم يتراجعوا عن اقامتها رغم الاحداث الدامية التي يشهدها أرض لبنان الشقيق، ورغم تراجع معظم الفعاليات الفنية الأخرى عن استكمال خططها لهذا الصيف أو على الأقل توجيه الدخل لدعم الشعب اللبناني، حدث هذا أيضاً رغم اعتذار جوانا ملاح ومادلين مطر عن المشاركة في حفل الختام، كما كان معلناً قبل الحرب وهو موقف طبيعي وانساني من جوانا ومادلين، لهذا اضطرت أسرة المسابقة للاستعانة بأسماء غير مشهورة في عالم الغناء خلال حفلات المسابقة التي استمرت 3 أيام وتم خلالها تكريم كل من شارك ومن لم يشارك أيضاً .

والملفت أن الفائزة بلقب الوصيفة الثانية دينا عادل من مصر حصلت من قبل على لقب الوصيفة الثانية أيضاً لكن في مسابقة ميس ايجيبت عام 2004 وكأن هذه المسابقات أصبحت حكراً وبيزنس لفئات معينة، ونكرر أننا لسنا ضد أي نشاط فني وسياحي، لكن لكل مقام مقال كما يقولون، بل أن من أصروا على إقامة المسابقة خسروا لأنها لم تحظ بالطبع بالتغطية الإعلامية المناسبة لكنها العقود والاتفاقات والالتزامات الاعلانية هي التي تحكم كل شئ.

كما تلفت هذه الواقعة الأنظار إلى ملاحظة أخرى مهمة تتعلق بنوعية الشباب المتطلع للشهرة والثورة من خلال مشاركته في هذه المسابقات، ففي الوقت الذي يخرج فيه فنان عربي كل يوم بما يستطيع من جهد لدعم المقاومة والموقف اللبناني، لم نسمع من ملكات الجمال وفتاة العالم العربي وملكة جمال الشاطئ.

والأصدقاء الأعزاء في ستار أكاديمي وسوبر ستار وغيرها من برامج الهواة أي صوت، وكأنهم يريدون فقط أن تجري وراهم الجماهير وتصوت لهم، وتعيش من أجلهم، لكنهم يبخلون بأي وقفة أو تحرك أوحتى كلمة أو دمعة مزيفة، فهم الآن ينتظرون نهاية الحرب حتى يعودوا مجدداً لنشاطهم الذي لا يعرفون غيره، لهذا ينساهم الجمهور سريعاً، ويتذكرون فيروز وماجدة الرومي وعادل إمام وحسين فهمي ونوال الزغبي ولطيفة وكل من قال كلمة في هذه الظروف العصيبة .

على آية حال فقد انتهت المسابقة وتم اعلان فوز التونسية أميرة بن يوسف باللقب وجاءت العراقية لوديا حنا كوصيفة أولى والمصرية دينا عادل فازت بلقب الوصيفة الثانية وذلك من بين 13 فتاة شاركن من مصر وتونس وليبيا والاردن والسودان وفلسطين ولبنان والكويت والمغرب وسوريا .

وأحيا حفل الختام جاد شويرى وندا المغربية وفدوى المالكى من المغرب ورضا جعفر من ليبيا وميرا من لبنان ومظفر الامير من العراق .

الأفق

JOKAR