مائدة ألم

هناك في عمق الألم .. حيث أجد مكاني ..

مقعد من الهم مجهز لي .. وطاولة عليها أصناف الحزن ..

ومشروب يرويك من ضيق العالم ..

حيث جلست .. وكالعادة لامجال لأختيار حزنك على الأقل ..

بل كل الأطباق تتدافع إلى قلبك لتملأه وتملأه .. حتى يفيض ويتصدع ألماً ..

جروح غائرة يفتحها .. وألآم سنين دفينة .. ينيرها نور هم جديد ..

ويمحو ابتسامة مزيفة .. رُسمت لتخفي خلجات الروح ..

قلب أصبح مشوه من كثرة الجروح ..

عروقه أصبحت بالية في كل جزء منها شيءٌ ما أعطبها ..

روح باتت متعبة ..

أنهكتها الآلآم .. وآلمتها الجروح .. وجرحتها قلوب أخرى .. لاتبالي بمن يعيشون ..

آآآآآه دنيا التصارع .. هكذا أسميها .. لا تكاد تلتفت يمنة ويسرة حتى تجد قلبا قد خر صريعاً من كثرة الجروح ..

بل طعون قد ثقبته .. فلا يستطيع أن يحمل الحب مرة أخرى ..

دنيا التصارع .. أجساد كاملة .. مهندمة .. لكن أرواحها بلا حياة .. بلا مشاعر .. بلا أحاسيس ..

صرعتها قوة الظلم لتقتل أرواحاً طاهرة ..

أنهيت وجبتي من الحزن .. والهم .. والضيق .. لأذهب بعيداً .. لكن مكبلة بسهام الألم ..

ما إن أرى بصيص السعادة .. حتى ينهشني الألم فأتوّه آآهات معذب .. وأعود أدراجي ..

فليس لي حق إلا في طريق آخر غير السعادة ..

مهما ابتسمت .. مهما ضحكت .. مهما نصحت بالتفاؤل ..

فكما يقال " باب النجار مخلوع "

أبقى عاجزة عن ارشاد نفسي إلى حيث الابتسامات القلبية .. والضحكات الداخلية .. وبريق الفرح ..

لأجد مكاني كما هو .. في بلد الترح والحزن ..

فإلى متى ياهذا سأبقى هكذا ؟؟!!

سؤال أعجز عن الإجابة عليه .. فلا وقت محدد للإقامة هنا ..

فلربما طوال العمر .. ولربما لساعة أخرى فقط ..

لكن أين القلب الذي سيتحمل هذا ؟

أين ذلك الفؤاد الذي سيصبر على هذا ؟

أين الروح التي ستقف صامدة مهما واجهت من ألآم ؟

أين .. وأين .. وأين ؟؟

ولتبقى الإجابة لايوجد ..!!

وأبقى هنا .. أعيش هنا .. وأموت هنا .. وأشيع هنا ..

فلتترحموا على قلب أصبح بقايا قلب ..