سنة من سنن الله عز وجل في الكون ان جعل الليل لسكن والراحة وجعل النهار للعمل والكسب قال تعالى (. "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا")
هدؤؤؤؤ يعم المكان ،، سكون يملئ الارجاء ، قد جاء الليل بهدؤه واسراره ،الجميع في تأهب لراحة والسكن ....وتبدا رحلة مع اشخاص قد ايقض التفكير مضاجعهم ،...
فهناك اناس ما ان يأتي الليل إلا وتبدأ ذكريات الماضي بطرق ابواب مشاعرهم فهم قد فقدوا احبة لهم يتذكرون همساتهم وحركاتهم وسكونهم ، يبدئ شريط الذكريات يمر أمام ناظريهم ولا يروي حنينهم إلا دموعهم التي الفتهم وينامون على ذكر احبابهم ..
وآخرون هتكت اجسادهم الأمراض فالجميع ينام وهم يتقلبون على اسرتهم لأنهم يتألمون ، يحسون بان المرض قد نال من اجسادهم الضعيفة ويرددون بصوت ضئيل اه اه اه ولا احد يسمعهم وهذا ما يزيد ألامهم ، وحين يعيهم التعب ينامون نوم عميق ..
وأناس مرارة الظلم قد سلبت أعينهم النوم ، فهذا اخذ حقه ظلم ،وهذا اخرج من بيته قهر، وهذ ا خسر ماله ،وهذا خلف قضبان الحديد سجن ظلم وبهتان ،وهذه ظلمت من زوجها ،وهذه حرمت من فلذة كبدها ،وهذا قتل ابنه امام ناظريه فكلما حاول النوم ايقظه صوت ابنه الذي كان يستنجد به حينما قتل فيحرم لذة النوم ويظل يقاسى القهر .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ------ فالظلم مرتعه يفضي الى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه --- يدعو عليك وعين الله لم تنم
وآخرون يقضون الليل على المعاصي والملهيات والسهر على ما يغضب الله ولا حول ولا قوة الا بالله ، تمر الساعة والساعتين وهو في مكانه على التلفاز او الانترنت لمشاهدة مقاطع اباحية وهو في قمة السعادة الوهمية التي سرعان ما تنتهي بالهم والحسرة ..
وأناس ما ان يأتي الليل إلا و تتسارع خطاهم ليرموا بأجسادهم التي قد انهكها التعب فهم يعملون طول النهار ليؤمنوا لأولادهم لقمة العيش الكريمة ، فينامون ليرتاحوا من تعب يوم طويل ولتتقوا ابدانهم ليوم جديد لكملوا مسيرة عملهم .
وآخرون قد ايقض الشوق مضاجعهم ، شوق لخالقهم فهم يعدون الدقائق حتى يحل الليل فلهم موعد مع حبيبهم الله جل جلاله ، ويصلون قيام الليل وهم مسرورون ويالها من سعادة قد حرم بعض الناس انفسهم ، سعادة لا يعدلها سعادة .
قال تعالى (﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]
همسة /
قال ابن القيم : من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه ، ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله ، فينام على تلك التوبة ، ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ ، ويفعل هذا كل ليلة ، فإن مات من ليلته مات على توبة ، وإن استيقظ ، استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً من تأخير أجله حتى يستقبل ربه ، ويستدرك ما فاته ، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة ، ولا سيما إذا أعقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم ، حتى يغلبه النوم ، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك .
العرض الشجري
