(برزان حائل) .. بين أخطارٍ تهدد المتسوّقين وإهمالٍ من الجهات المعنيه

يعدُّ سوق برزان أقدم الأسواق على مستوى منطقة حائل، وربما على مستوى المنطقة الشمالية، ورغم ذلك إلا أنه يعاني إهمالا من الجهات المعنية من نواحٍ عدة، منها: التراخيص التجارية، وتهالك المباني، وتغطية معظم أجزاء السوق بالشينكو، والمخاطر المحيطة بالسوق، خاصة داخل القيصريات المتشابكة التي لا يوجد فيها سوى مخارج قليلة ولا تصلح لأن تكون مخارج طوارئ في حالة وقوع خطر، سواء كان حريقا أو خلافه، خاصة في فترة الذروة وازدحام السوق الذي يعدُّ القلب النابض للحركة التجارية في المنطقة.. فمن يتجوّل بسوق برزان يلاحظ الأخطار القائمة فيه والتي يشاهدها المسؤولون عن الجهات الرقابية في كل لحظة لكن لا يوجد أي تحرك يذكر لمنع حدوث أدنى خطر.. والملفت للنظر في سوق برزان وجود بعض المباني الطينية في أجزاء منه والتي لا تزال تستخدم كمحلات تجارية، والجميع يسأل عن نظامية مثل هذه المحلات؟
ولم يقتصر الإهمال في سوق برزان على الجوانب التي تشكل خطرا على المتسوقين، بل كذلك على المظهر العام للسوق من خلال تلك البسطات التي تغلق الممرات مشكِّلة عائقا أمام حركة المارة وخطرا عليهم أيضا.. (إخبارية حائل) سلّطت الضوء على سوق برزان وعلى الكثير من الجوانب فيه من خلال جولة مصوَّرة واستطلاع عن رأي المتسوقين وكذلك بعض أصحاب المحلات التجارية، وقد طرح بعضهم حلولا لدرء مخاطر هذا السوق وجعله سوقا عصريا بعيدا عن العشوائية الحاصلة فيه حاليا.
تحدث المواطن خالد الشمري لـ (إخبارية حائل) قائلا "هناك إهمال للسوق وعدم رقابة على المحلات التجارية خاصة عملية عرض الملابس خارج المحلات والتي تعيق حركة المارة داخل السوق بسبب ضيق الممرات"، كما نبّهنا خالد لأمر مهم وهو وجود الكثير من أسلاك الكهرباء غير المؤمّنة والتي من الممكن أن تكون مصدرا للحريق، وتمنى أن يكون هناك حل لوضع السوق قبل أن تقع كارثة ثم نفكر بالحلول.
من جانبه، تحدث أحد المواطنين، والذي فضل عدم ذكر اسمه، بأنه يستغرب من قلة مخارج القيصريات، فرغم كثرة المحلات التجارية المتواصلة لا يوجد سوى 8 مخارج للسوق، موضحا أنه في حالة حدوث حريق وقت الذروة مع الخوف والذعر ربما يكون هناك وفيات بسبب تدافع المتسوقين وأغلبهم من النساء للخروج من هذا الخطر المحدق.
أحد المواطنين عندما شاهدنا نلتقط الصور سأل عن السبب فأفصحنا له أنه تقرير عن وضع السوق والمخاطر فيه، فكان تفاعله معنا بأن ذهب بنا إلى أحد الممرات الذي يوجد فيه عدد كبير من طبلونات الكهرباء وطلب أن نلتقط لها صورة، وكيف أنها مهملة وخطرها قائم، واستغرب أن تكون بهذا الشكل، موضحا أن المجمعات التجارية يكون فيها غرف مخصصة لمحتويات الكهرباء عكس الموجود بسوق برزان.
كما تحدث لنا المواطن فهد الحربي مضيفا أن السوق يحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات ذات الاختصاص لوضع تنظيم مناسب له، واقترح أن يتم العمل على تطوير أجزاء منه تدريجيا حتى لا تتعطل الحركة التجارية فيه وكي لا تكون هناك أضرار على المستثمرين وكذلك على مرتادي السوق.
(إخبارية حائل) بدورها توجَّهت إلى مجموعة من أصحاب المحلات، وقد تحدث لنا أحدهم الذي كان متذمرا بشكل كبير من البسطات التي أمام محله قائلا "إننا نعاني من هذه البسطات"، مبيِّنا أنها تبدأ بشكل بسيط ثم تتوسع حتى تكون على شكل محل تجاري، وفي وقت الذروة تعيق حركة المتسوقين، مضيفا "بعض صاحبات البسطات يستخدم المقاعد المخصصة للمتسوقين لعرض البضائع".
من جهته، تحدث لـ (إخبارية حائل) صاحب محل آخر فقال "إننا نتحاشى تقديم شكوى خوفا من قطع الأرزاق، لكن هذه البسطات، وبشكل واضح للعيان، مخالفة للتعليمات ولا تحتاج إلى شكوى بل تحتاج إلى تدخل من الجهات المعنية بمراقبة الأسواق".
كما ذكر آخر أن تأثير البسطات كبير على نشاطهم التجاري بسبب إغلاقها مداخل محلاتهم التجارية، مضيفا أن الخطر من هذه البسطات قائم، حيث إنها مكشوفة ومن الممكن أن يتسبَّب عقب سيجارة بإشعالها ومن الممكن أن يمتد الحريق بكل سهولة لمحلاتهم التي كلفتهم مئات الآلاف.
ولم يتوقف دور (إخبارية حائل) عند أصحاب المحلات، بل توجهنا إلى النساء البائعات في تلك البسطات وكان لقاؤنا الأول مع بائعة تدعى أم محمد وبيَّنا لها تذمر كثير من رواد السوق وأصحاب المحلات من هذه البسطات فكان جوابها أن هذه البسطة مصدر رزق لها ولأطفالها، وأنها تود أن لا تكون في هذا المكان، لكن طلب الرزق يجبرها على ذلك، موضحة أن الأمانة أصدرت لهن وعودا قبل قرابة خمس سنوات بوضع أسواق خاصة بهن، لكن حتى الآن لم يتحقق شيء مما وعدت به الأمانة، بحسب قولها.. كما حاولنا التحدث مع مجموعة أخرى من البائعات لكن لم نجد تجاوبا منهن.