حب البطش و الانتقام سمّ زعاف في النفوس الهائجة!!!؟
السلَام عليكم ورحمة الله وبركاته
الانتقال, البطش, الهائجة, النفوس, حب, سمّ, شغاف, في
حب البطش و الانتقام سمّ زعاف في النفوس الهائجة
حب البطش و الانتقام
سمّ زعاف في النفوس الهائجة
في كتاب « المصلوبون في التاريخ »
قصصٌ وحكاياتٌ لبعضِ أهل البطشِ الذين أنزلوا بخصومهم أشدَّ العقوباتِ وأقسى المُثلات ،
ثم لما قتلوهم ما شفى لهم القتلُ غليلاً ، ولا أبرد لهم عليلاً ، حتى صلبوهُم على الخُشُب ،
والعَجَبُ أن المصلوب بعد قتلِهِ لا يتألَّم ولا يُحِسُّ ولا يتعذبُ ، لأن روحه فارقتْ جسمه ،
ولكن الحيَّ القاتل يأنسُ ويرتاحُ ، ويُسرُّ بزيادةِ التنكيلِ .
إن هذه النفوس ..
المتلمِّظة على خصومِها المضطرمةَ على أعدائِها لن تهدأ أبداً ولن تسعد ،
لأن نار الانتقامِ وبركان التشفِّي يدمِّرُهم قبل خصومِهِمْ .
وأعجبُ من هذا أن بعض خلفاءِ بني العباس فاته أن يقتل خصومه من بني أمية ،
لأنهم ماتُوا قبل أن يتولَّى ، فـ أخرجهم من قبورهم وبعضُهم رميمٌ فـ جلدهم ،
ثم صلبهم ، ثم أحرقهم . إنها ثورةُ الحقدِ العارمِ الذي يُنهي على المسرَّاتِ
وعلى مباهجِ النفسِ واستقرارِها .
إن الضرر على المنتقمِ أعظمُ ، لأنه فَقَدَ أعصابَه وراحته وهدوءهُ وطمأنينته .
لا يبلغُ الأعداءُ من جاهلٍ..
............ما يبلغُ الجاهلُ مِنْ نَفْسِهِ ..
﴿وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ ﴾.
وقفــــةٌ ..
« ليس للعبدِ إذا بُغِي عليه وأُوذي وتسلَّط عليه خصومُه ، شيء أنفعُ له من التوبةِ النصوحِ ،
وعلامةُ سعادتِه أن يعكس فكره ونظره على نفسِه وذنوبِه وعيوبِه ، فـ يشتغل بها وبإصلاحها ،
وبـ التوبةِ منها ، فلا يبقى فيه فراغٌ لتدبُّر ما نَزَل به ، بل يتولَّى هو التوبة وإصلاح عيوبه ،
واللهُ يتولى نُصرته وحفظه والدفع عنه ولابدَّ ، فما أسعدهُ من عبدٍ ، وما أبركها من نازلةٍ
نزلتْ به ، وما أحسن أثرها عليه ، ولكن التوفيق والرشد بيدِ اللهِ ، لا مانعٍ لما أعطى
ولا مُعطي لما منع ، فما كلُّ أحدٍ يُوفَّق لهذا ، لا معرفةً به ، ولا إرادةً له ، ولا قدرةً عليه ،
ولا حول ولا قوة إلا باللهِ » .