بسم الله ..
الكرامة امتحانٌ وابتلاء، كالملك والسُّلطان والمال .
قال تعالى عن نبيِّه سليمان لمَّا رأى عِرش بلقيس عنده كما أخبرنا الله عز وجلّ: "هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ" [النمل:40]،
فهو سبحانه يسدي النعمة ليرى منْ قبِلها بقبولٍ حسن، وشكرها وحفظها، وانتفع ونفع بها .
فالنّعم ابتلاءٌ من اللهِ وامتحانٌ، يظهر بها شكر الشكورِ وكفر الكفورِ.
كما أنَّ المحنَ منه سبحانه ، فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائبِ قال تعالى: " فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ"
[الفجر:15-16].
أي ليس كل من وسّعت عليه وأكرمته ونعَّمته، يكون ذلك إكراماً مني له ، ولا كل من ضيَّقت عليه رزقه وابتليتُه، يكونُ إهانةً مني له.
اللهمّ إجعلنا ممن يشكر النعم فتدوم ..