العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات الأدبيـــــــة > منتدى التراث الشعبي والقصص
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-27-2016, 08:45 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية محمد طلان الحارثي
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

محمد طلان الحارثي غير متصل


قصه واقعيه عن الامانه

شايب كبير طاعن بالسن من إحدى القبايل يقول كنا في حدود عام 1370هـ رعاة إبل نجوب الصحراء، وصادف ذات رحلة أن اقتربت مؤونتا من النفاد؛ ونحن آنئذ بالقرب من مدينة عنيزة

كنا مجموعة رعاة، ولم يكن مع أحد منا ريال واحد، وأيضًا – لسوء الحظ – لم يكن معنا ما نقايض به؛ كأن نشتري تمرًا بسمن أو إقط

‏اتفق الجميع أن أنزل وحدي إلى عنيزة، وأن أتلمس أحدًا من تجارها يقرضنا إلى حين ميسرة:
الناس للناس من بدو ومن حضر=بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

نزلت سوق عنيزة، وبدأت أتفرس وجوه أصحاب الدكاكين بحثًا عن تاجر أتوسم فيه المرونة في ذلك الزمن الشحيح

‏هفت نفسي إلى رجل منهم، توسمت في سيميائه الخير والمرونة، فسلّمت عليه، ثم قصصت عليه خبري وخبر جماعتي

‏قال التاجر: لو كنتَ وحدك لأعطيتك ما يكفيك، ولكنكم جماعة تحتاج إلى ما لا يقل عن 40 ريالا، وهذا يضر بتجارتي، فضلًا عن أني لا أعرفك .

‏ احترتُ ما أقول له؛ فحجته قوية، ولا يرضيني أن أضر به، وأنا بدوي تقذفني الصحراء من فج إلى فج، ولا أدري متى سأعود إليه
‏عندئذ ألهمني الله أن أذكر محزم الرصاص الذي كنت ألبسه؛فقلت: خذ هذا المحزم، فيه 10 أمشطة،تساوي 40 ريالا، هي لك بعها إن لم أعد بعد شهر إليك .

ارتاحت نفس التاجر؛ فقال: اتفقنا، خذ بقيمة 40 ريالا ما شئت من التمر، وموعدنا بعد شهر: إن عدت، وإلا بعت هذا المحزم واستوفيت ثمني منه

أخذت التمر، وعدت إلى رفاقي، ثم – كما العادة – دفعتنا الصحراء إلى بطنها؛ فمضى الأجل الذي بيننا، وقلت في نفسي: الرجل أخذ حقه، فلتطب نفسي

‏تقلّبت بي الحياة ظهرًا لبطن، فتركت البداوة، وعملت سائقًا في آرامكو، ثم صرت سائقًا يقوم بتوصيل السيارات الجديدة من الميناء إلى وكالاتها

‏ بعد قرابة 20 سنة ذهبت بحملة سيارات من الميناء إلى القصيم لإيصال سيارات إلى وكالة المشيقح. كانت السيارات ذلك الزمن تحتاج إلى التبريد
(والتبريد هو أن توقف السيارة فترة حتى تبرد مع رفع غطاء ماكينتها )

‏ توقفنا في أطراف عنيزة لتبريد سياراتنا، ونزلت أتريض في بعض بساتينها، لقد تغيّرت عنيزة

و‏فيما أنا في تلك المزرعة إذ بصاحبها يقترب مني ويسلم علي، فسلمت عليه، وأخبرته أننا مجموعة من السائقين نبرّد سياراتنا، وأني دخلت أتريض هنا

فقال صاحب المزرعة القصيمي: قل لأصحابك ألا يطبخوا شيئًا للغداء، وأخبرهم بأنّ غداءهم عندي هنا في المزرعة. اعتذرت قليلًا فألحّ كثيرا

‏ وفيما أنا أتريض معه في المزرعة خطرت عليّ قصة محزم الرصاص وذلك التاجر، فقلت له: يا عم؛ لي عن عنيزة 20سنة، ولي فيها قصة هي كيت وكيت

فقال الشيخ القصيمي: هل تذكر شكل التاجر؟ قلت: لا، فقال: هل تذكر أمارةً فارقة تذكرك به، فقلت: بجوار دكانه نخلة

فقال القصيمي: وصلت، وأتى الله بك فقد كنت أنتظرك، وكتبت أمرك في وصيتي وذاك أني بعتُ محزم الرصاص بـ 50 ريالا، وهذا هو ثمنه الحقيقي، فأدخلت العشرة ريالات لك في تجارتي، وقد نما لك منها شيئًا .

ثم سحبني من يدي‏ وأخذني إلى فضاء واسع في المزرعة مليء بالأغنام، وقال: هذه الأغنام كلها لك يا بني من عشرة ريالات قبل 20 سنة

‏ اعترتني رعشة من أمانته،فقلت: لا آخذ شيئًا،فقال: والله لا أتركك، فقلت: النصيفة بيننا لترضى، فقال:كما تريد، فقد أزاح مجيئك عني همًا طويلا .

🔮تتعجب من حال البعض تجده يغش في عمله والبعض مفرط في أمانته الموكل إليه إلا من رحم ربك تعظم وتكبر الأمانة لديك حين تعلم بأنك مسؤول عن مثقال ذرة من حقوق الآخرين كما قال أحد السلف ردوا الأمانات لأهلها قبل أن لا يكون دينارا ولا درهما🔮
منقوول







التوقيع

لـمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ احْقِدْ علـى احدٍ
أرحتُ نفسي من همّ العـداواتِ
إنّّي أُحٓيي عدُوّي عنْـدَ رؤْيَتِــهِ
لأدفـــعَ الشّّـرّ عنـي بالتحيـاتِ
وأُظْهِرُ البِشرٓ للإنْسَانِ ابْغضهُ
كما إنْ قدْ حٓشى قٓلْبي مٓحٓبّٓاتِ
النّٓاسُ داءٌ ودواءُ النّٓاسِ قُرْبُهُمُ
وفـي اعتـزالهمُ قطـعُ المـــودّٓاتِ

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir