صباحا قلبى خريفى المزاج ... و ليلاً المزاج ربيعى ... و للــ قلوب مواسم ... تتعلق على جدران القلب ... أوراق خريفية صفراء و بنية و حمراء ... تحكى حكايات الزمن و الألم و اللقاء و الفراق ...
هذا الصباح قلبى خريفى المزاج ... مشطور بين إنصهار الربيع القادم ... و زحف الشتاء المرتجف الى الوراء ... فـ قلبى يعشق المواسم ... فــ هى تخلصه من صداع الوقت اللانهائى ... و خواء فضاء الإنتظار ... المواسم تُدخل قلبى فى منظومة كبرى ...
تنقذنى من الشتاء المذعور... تدخلنى فى دائرة إيقاعية رائعة دافئة ... و مجهولة كــ الفجر الخجول ... مواسم القلب ...
تعلمنى أن لـ كل قصة نهاية... و أن الحياة تتسرب من بين أصابعى ... و أن الايام تمر و ما ينتهى يبدأ و ما يمر يعود ... المواسم تعلمنى أن كل بداية جديدة ...
تقربنى من نهاية أخرى
...
المواسم تعلمنى ...
حتمية الألم و ضرورة المعاناه ...
و تعلمنى أن احب الزهور أكثر من الأشجار ...
لـ أن عمرها قصير ... لا تعيش ...
المواسم تعلمنى عشق الوردة الخاطف ...
و الولع الاهث بــ رائحة الياسمين الهاربة ... كــ طيف يحمل عبق النشوة ...
المواسم و الفصول ...
تجعل مذاق الحياة على لسانى حلواً و علقماً ... و تعلمنى ان انتظر بداية العام الجديد ...
و أن أبحث عن القمر ...
ما أجمل أن يكون لديك تقويم خاص بك ... يجعلك تعيش حرارة الصيف الاذعة فى الشتاء ... و زرقة الحزن الشتوى فى ليالى الصيف ...
المواسم و الفصول ...
تعلمنى لعبة الشطرنج ... التغير و الانتقال الجميل الذكى ... لعبة المفاجآت الحياتية ... فـ مع المواسم ...
تذوب الاحزان الشتوية فى زهر الربيع المتفتح ...
كما يذوب الندم العميق فى بحر الأسف الهادئ ... و كما تذوب سنوات المراهقة المتوترة ... فى بدايات الشباب الواثبة ... و كما يذوب الشباب الجامح ... فى سنوات النضج الصبورة .
و هذا المساء قلبى ربيعى الدقات ... تفر الايام كـــ دماء الوريد فى داخلى ... خريفاً محتضراً و موال مهموم حزين ...!!! قلبى ربيعى الدقات هرب من دوائر المستحيل المغلقة ... و فلت من عالم البرك الراكدة ... الى عالم المواسم و الفصول المحيرة ...!!!