آلام الظهر

آلام الظهر


آلام الظهر هي من أكثر أسباب زيارة المريض للأطباء في أميركا وهي أيضا السبب الأساسي وراء صرف الأميركيين للمبالغ الباهظة لأنواع من الطب البديل مثل الوخز بالإبر الصينية وممارسة اليوغا. ويتعرض معظم الناس إلى الشعور بآلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم. وينتج هذا الألم من وجود خلل إما في العضلات او الأربطة او الفقرات او الغضاريف او الكل معا. ولذا وجب علينا أولا ان نتعرف على اجزاء العمود الفقري.
الديسك هو وسادة الفقرات

ترتبط الفقرات بواسطة اربطة قوية تدعمها، بالإضافة الى طبقات من الغضاريف تتخللها. وللغضروف عدة مسميات عند العامة مثل: 'الديسك' و'الإسطوانة' و'الطبقة البيفقاريه'. والديسك هو المسمى الأكثر شيوعا. ووظيفته الى حد كبير تشبه وظيفة الوسادة التي تمتص الصدمات اثناء حركة الجسم، خاصة تلك المتعلقة بحركات انحناء الجذع او حمل الأشياء وهي التي تمكن العمود الفقري من التحرك بقوة ومرونة دون احتكاك بمكوناته الفقرية.
أي مناطق الظهر أكثر عرضة للضرر:

على الرغم من ان توازن جسم الإنسان يعتمد على سلامة جميع فقرات العمود الفقري، ولكن الجهد الأكبر يقع على منطقة أسفل الظهر. وذلك لكونها تحتوي على نقطة الاتزان والتحمل لكامل ثقل الجزء العلوي للإنسان. وبالتالي فان هذه المنطقة من الظهر ( الفقرات القطنيه) هي المسؤولة عن المحافظة على اتزان وانتصاب شكل جسم الإنسان ( حسن قامته) اثناء حركته. مما يفسر كون هذه المنطقة من أكثر مناطق الظهر حساسية وعرضة للتمزق والانزلاق او الكسر وغيرها من التعقيدات وبالتالي الآلام. وتليها بدرجة اقل منها مناطق العنق والكتفين.

ما سبب الألم ؟

وأسباب آلام الظهر كثيرة، ولكنها وان تعددت فالألم واحد.
والألم قد يحدث نتيجة لأي بروز او خروج لمحتوى الديسك الى الخارج ممزقا الأربطة المحيطة به. كما ان هذا الخروج قد يضغط على العصب المار بجانبه ويسبب بالتالي آلاما في المنطقة التي يغذيها هذا العصب في الظهر او في المنطقة التي يغذيها. فإذا كان الضغط حاصلا من ضرر في منطقة الفقرات العنقية، فان الألم يمتد للكتف والطرف العلوي، إما إذا كان الضغط حاصلا من ضرر في منطقة الفقرات القطنية فان الألم يمتد لمفصل الفخذ والطرف السفلي. والاخير هو الاكثر شيوعا وهو ما يسبب مرض عرق النسا كما تسميه العامة. وأسباب متاعب العمود الفقري تنقسم إلى قسمين' فمنه ما سببه الإصابات والأمراض الصحية (الجسدية)، ومنه ما هو مرتبط بأسلوب الحياة. وهما :
أولا- الأمراض الجسدية:
وهنا يمكن تقسيم أسباب الألم الى تلك الناتجة من أمراض مباشرة او غير مباشرة التأثير على الظهر.
التاثير المباشر: أمراض في العمود الفقري او بملحقاته
1 - إرهاق العضلات هو أكثر الأسباب للألم ويكون من نتاج الوضع غير المناسب للجسم أثناء الحركة والجلوس والوقوف، او العمل الشاق، او قد يكون من نتاج مضاعفات الحمل.
2 - التهاب عناصر الربط فيما بين الفقرات.
3 - التمزق العضلي او 'القطان' - الألم المفاجئ بعد انحناء الظهر او إدارته مما يسبب او يزيد من تلف عناصر الربط بين الفقرات، وقد يؤدي لإصابة الموضع بالتهاب.
4- تدلي او تحرك إحدى اسطوانات الظهر وخروجها عن موقعها الطبيعي.
5- اهتراء اسطوانات او ديسكات الظهر، نشوء الزوائد العظمية في منطقة الفقرات .
6- 'هشاشة العظام' osteoporosis. هبوط نسبة الكالسيوم في العظام.
7 - التهاب لمفاصل arthritis يؤدي لالتهاب الفقرات بصورة عامة.
8- التهاب العظام او إصابتها في الحوادث
9- الأورام السرطانية في العظام.
10- انتقال الخلايا السرطانية [****][****][****][****]stasis من العضو المصاب بالسرطان الى منطقة العمود الفقري.

التاثير غير المباشر: أمراض في أعضاء أخرى ينعكس تأثيرها على الظهر
1 - حصوات المرارة والكلى او أي مرض آخر يصيبهما..
2- الورم السرطاني او الالتهاب المزمن في غدة البنكرياس.
3- الإصابة بالحصباء.
4- الإصابة بأمراض النساء الخاصة بمنطقة الحوض.
5- الإمساك.
6- انتفاخ او ورم الأورطي.
7- الالتهابات المرضية للأمعاء.

ثانيا- العوامل المرتبطة بالعوامل النفسية وأسلوب الحياة

الانعكاسات البدنية للمشاكل النفسية:
1- كتلك الناجمة عن التناقضات الداخلية (بين القول والفعل)، وعن الكذب والنفاق، والحزن الشديد وكل ما ينجم عنه انحناء في الظهر تحت وطأة الحمل النفسي 'وبالتالي زيادة الحمل على الديسك والفقرات'.
2- القلق والتوتر النفسي والكآبة وحالات الخوف من دون أسباب محددة، وتطوراتها 'وهذه تسبب آلام العمود الفقري في منطقة الخصر بالذات'.
3- انعدام الثقة بالنفس وعدم توفر الشجاعة للتعبير عن الذات، مما يسبب التوتر العام في مناطق الظهر كلها.
الإجهاد

الأرق بسبب التفكير في المشاكل والضغوط الحياتية والقلق وما ينتج عنها من الشعور بالتعب يمكن أن يضر بالجهاز العصبي والعضلي والعظمي ايضا ويسبب تشنجات في عضلات أسفل الظهر. وأفضل علاج لهذا النوع من الألم هو استعمال طرق الاسترخاء.
قلة التمارين الرياضية

إن العضلات الضعيفة والمترهلة لا تسند العمود الفقري وممكن أن تسبب تقوسا مؤلما أسفل الظهر. كما إن وجود بطن كبيرة 'كرش' تزيد من إجهاد منطقة التحمل في أسفل الظهر والعضلات المساندة لها،. لذا فمن الأفضل القيام بالتمارين الرياضية لزيادة قوة العضلات.
الوقوف بطريقة خاطئة

إن الوقوف بطريقة مترهلة يجعل تقوسات الظهر الطبيعية غير مستوية ويعرض السلسلة الفقرية للإصابة، لأنها تزيد من الإجهاد والضغط على أسفل الظهر.
التواء المفاصل وشد العضلات

إن الدوران أو الانحناء أو رفع الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة يمكن أن يحدث التواء في المفاصل وشد أربطة العضلات وحدوث آلام الظهر. الالتواء المفاجئ (أثناء التمارين الرياضية) أو التحرك بأسلوب متخبط له التأثير نفسه.

أسباب آلام الظهر في الكويت
حول أكثر الأسباب شيوعا التي تلحق الضرر بالظهر وتسبب الألم، أشار الدكتور طارق سنان، استشاري الاشعة التداخلية والاستاذ من كلية الطب، بأنها راجعة لعدة أسباب منها الانزلاق الغضروفي، الشد العضلي، الخشونة، التهاب المفاصل 'الروماتيزم'، تمزق على اربطة الظهر، التهاب مفصل الحوض، العامل النفسي الذي قد يؤدي الى مضاعفة الشعور بالألم مهما كانت اسبابه. وقد يكون الألم محصورا في الظهر، أو قد يمتد الألم إلى كامل الرجل، وهذه أعراض ما يسمى ب'عرق النسا'.

خطوات العلاج
وحول خطوات العلاج، فقد قام الدكتور طارق بتفصيلها بحسب التسلسل الذي يجب اتباعه عند معاينة من يشعر بألم الظهر لأول مرة، والنقاط لهذه الخطوات هي كالآتي:
1 - يرتاح راحة تامة في السرير لمدة يومين او ثلاثة، بالاضافة الى استخدام مسكنات الالم العادية.. ففي معظم الاحيان يؤدي ذلك الى تخفيف الالم ومن ثم اختفاء عند 60% منهم.
2 - إذا لم يخف الالم، عليه بمراجعة عيادة طبيب العائلة، او المركز الصحي، حيث يمكن تشخيصه عن طريق الفحص الاكلينيكي ومن دون استخدام لاشعة. وعليه يتم علاجه بواسطة العقاقير الخاصة بحالته، والنصائح الطبية، وبعض الاحيان قد يتم اللجوء الى العلاج الطبيعي.
3 - إذا لم تتحسن الحالة بعد ذلك ب 6 أسابيع، وهنا يصل المريض إلى مرحلة الألم المزمن، يجب عليه مراجعة الطبيب الاخصائي (طبيب العظام)، حيث يتم التخطيط لعمل فحص اشعاعي او التصوير عن طريق الرنين المغناطيسي، وذلك حتى يمثل ذلك على التشخيص الدقيق لحالة الديسك والفقرات الظهرية، فلا يمكن للتشخيص ان يكون كاملا من دون احدها. وعند هذه المرحلة، قد يكمن العلاج في اعطاء المريض ادوية متخصصة في علاج اسباب الالم والخضوع لكورس من العلاج الطبيعي.
4 - الحالة التي لم تستجب للخطوات السابقة، فقد يكمن علاجهم من خلال التدخل البسيط، مثل حقن السحايا والمفاصل الملتهبة، كما يمكن عمل تحجيم للديسك بواسطة الابر تحت الاشراف الاشعاعي، ودون الحاجة للتدخل الجراحي.
5 - على الرغم من ان الطب الحديث يحاول بقدر الامكان تفادي عمل العمليات الجراحية، الا في الحالات التي تستدعي لذلك. مثل حالات ضعف العصب، الشلل المؤقت او الدائم، خلل في الاعصاب، او الالم الذي لا يمكن التحكم فيه بالطرق السابق شرحها.

تقدم العمر وأهم تأثيراته على فقرات الظهر
هشاشة العظام:

مع تقدم العمر تصبح عملية الهدم بالخلايا العظمية أسرع، مما ينتج عنه عدم قدرة التعويض بعمليات البناء للخلايا العظمية الجديدة، وبالتالي يفقد جسم كبير السن التوازن في تركيبة نسيجه العظمي. وهو ما يسمى بمرض هشاشة العظم. وهو ما يعرف بالنقص غير الطبيعي في كثافة العظام مما يؤدي الى كون العظام هشة وقليلة الصلابة. ويصيب مرض هشاشة العظام الجنسين، ولكنه معروف بأنه يصيب النساء أكثر بنسبة 4 أضعاف من الرجال. وذلك نتيجة لفقدان دور الهرمون في تقوية العظام عند المرأة بعد سن انقطاع الطمث. بالاضافة الى قلة مخزون الجسم من الكالسيوم والفيتامين دال في الجسم عند كبار السن.
التهاب مفاصل العظام 'الخشونة'

ونظرا للتآكل الذي يحدث في غضاريف الظهر مع عملية تقدم السن، تضيق المسافة بين فقرات الظهر ويحدث احتكاك بين الفقرات مما يؤدي إلى تكون نتوءات 'عظم جديد'، وحدوث الألم لذا.فإن الوقوف والجلوس بالطريقة الصحيحة والعناية بالظهر والرياضة ممكن أن تقلل من مشاكل الخشونة وآلامها.
تيبس الظهر أو 'فقدان الديسك'

تقدم السن يؤدي إلى جفاف وانحلال، و اهتراء الغضاريف وهو ما يسمى 'فقدان او نشفان الديسك'، مما يسبب فقدان المسافات الطبيعية بين الفقرات وبالتالي فقدانها للقدرة على امتصاص الصدمات ومما يسبب الضغط على الأعصاب وينتج عن ذلك الألم وتيبس الظهر والإحساس بوخز أو خدر في الرجل.


القبس