العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات الترفيهيـــــة > منتدى المرئيات والصوتيات
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-2006, 06:20 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية JOKAR
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

JOKAR غير متصل


العود بوابة الشجن العربي ...

صورة من صور العشق العربي، تضاهي في روعتها روعة الحب العذري عند العرب، تلك التي طبعت في الوجدان العربي لآلة العود، بصوت أوتارها الشجي تسكر العقول وترق لها القلوب، الرفيق والصاحب وسام شرف على صدر العود، ناله عن جدارة واستحقاق، صاحبه العامة، وطلب وده الخاصة، لكنه كان خيارا لأصحاب الألباب، من ذوي الحكمة. ساهم في شرح النظريات الطبية والهارموني، ورافق العلماء من أمثال الكندي والفارابي، أوجز قدامى العرب قيمته في نفع الجسد وتعديل النفسية. حكاية الإنسان الأول ليست سوى لحن عزفته أنامل عواد على أوتار العود ورددت صداه جدران المعابد حيث كان العود أداة من أدوات الطقوس العبادية عند الكهنة.

ويعد ظهور رسومات للعود على جدران المعابد بمثابة دلالة قوية على ارتباطه بالحضارات والممالك القديمة «كان أول ظهور للعود في الحضارة الأكادية في بلاد ما بين النهرين» حسب ما أوضح نصير شمة، عازف العود العراقي، ومؤسس بيت العود العربي، وفي الوقت الذي يتنازع فيه الباحثون حول أول من صنع العود، والتي تتأرجح كفتا ميزانه بين نوح عليه السلام وجشميد ملك الفرس، يتسلل صوت العود الذي كان يضرب به لداود عليه السلام من الأرض التي تحتضن ثالث الحرمين الذي احتفظ بمكانه معلقا في بيت المقدس إلى حين تخريب القدس، في إشارة واضحة لجذور العلاقة التي تربط بين هذه الآلة الوترية وشعوب المنطقة العربية.

لم يكتف العود بمرافقة الحكماء والعلماء بل كان طرف الثنائية مع الفنان في البدايات سواء كان مطربا أو عازفا باعتباره جزءاَ يمثل الهوية الثقافية. وفي نوع من التماهي مع الآلة كما وصفه حازم شاهين، أحد العوادين المصريين، «علاقتي بالعود علاقة حسية اشعر أنه يبادلني نفس مشاعري ويشاركني انفعالاتي»، في حين يعتبر شمة علاقته بالعود علاقة تجاوزت الكلام ليشكل لديه يدا ثالثة لا يستغني عنها كالماء والهواء، فيما يمثل احتضان العود عند شربل روحانا، عازف العود اللبناني، علاقة حميمية تشعره برغبة في اجتياح الأوتار من أولها لآخرها، ليعيش ذلك الإحساس الذي يقول عنه «اجتياح أوتار العود يجعلني أحيا بإحساس أنه يعطيني هواء وماء وخبزا وياسمين».

هذه الصحبة مع آلة العود المطواعة للفنانين والعازفين منذ بداياتهم والتي خدمت وجوده وبالرغم من كونها تقليدا توارثته الأجيال، إلا أنها ترجع أيضا لكونها «آلة كاملة تجاري في مساحة صوتها القدرة البشرية»، كما أوضح شمة، في حين سجلت هذه الآلة حضورا مهما ورئيسيا بين آلات التخت الشرقي الذي يعتمد عليها بالدرجة الأولى، الا أنها تجاوزت التخت بآلاته الأربع ليتم تقديم العود ضمن تجارب موسيقية عديدة ليس آخرها المصاهرة بينها وبين الجاز الأميركي فيما كانت المزاوجة عبر أوركسترا مكونة من 30 آلة عود ليتمخض عنها اطلاق الطاقات الكامنة في العود الشرقي يقول نصير شمة «لابد أن تعتاد آذاننا على الجديد، والشجن ليس قاصرا على المتوارث فقط، علينا بناء ذاكرة متجددة والزمن يكفل الاحتفاظ بالجيد واسقاط الرديء بشكل تلقائي».

«رنين العود الدافئ الذي يغلف الصوت البشري ويحتضنه» كما وصف روحانا، وعلى الرغم من تغير الذائقة الفنية لدى المتلقي العربي والذي ساهم في تغييرها ما تروجه وسائل الإعلام عبر ما تبثه من موسيقى وأغان بالكاد يلاحظ فيها وجودا للعود بشكل خاص يجده روحانا قد شكل «مفهوما آخر للتطريب الذي يشكل العود أهم أدواته»، يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح فيه مد الجسور هو الصلة الوحيدة التي ينطلق منها المجددون في العود على المستوى التقني أو التعبيري. يقول روحانا «لا أطالب بنسف القديم للخروج عن التقليدي لأن التجديد يأتي عبر التواصل الواعي مع التراث بأسلوب نقدي بناء»، وإلى أن يقتنع التقليدون بحاجة المجددين لفضاءات مفتوحة في التأليف والعزف يظل هناك آخرون ينظرون بطرف خفي إلى التجارب الجديدة كونها خروجا عن المألوف والمتوارث لآلة العود.

النغمات الجديدة التي بدأت تتسلل نحو الأذن العربية لتثير شجنا مختلفا، في محاولة لإعادة بناء الذاكرة العربية، متجاوزة اللحن الثوري العسكري لتصيغ موسيقى ثورية فكرية متجددة بعيدا عن القوالب الجاهزة، يأتي كل ذلك في سياق اطلاق العنان أمام العازفين للتجريب والتعبير بحرية على العود في محاولة لتحريك المياه الراكدة وكسر السكون الذي لف عالم ملك التطريب منذ سنوات مضت بحسب نصير شمة. وبين من يجد في العزف الجيد حدا فاصلا لحمى تصنيفات تأرجحت بين الملك والأخطبوط، يجد شمة أن الألقاب لا تصنع من رداءة الأداء ملكا أو غفيرا لأن «الفيصل بين عازف وآخر الإتقان والجودة وروعة الأداء، وهي التي تصنع عازفا جيدا يملك قدرة على تطويع العود».

صوت العود لغة عشق تركت بصماتها على أوتاره عبر أنامل عازفين ترسخت عند جمهور السميعة تفردت بتواقيع عزفية لا تخطئها الآذان الطريبة، مكنتها من اعتلاء قمة هرم العازفين المهرة من أمثال فريد الأطرش ومحمد القصبجي ورياض السنباطي من مصر وجميل بشير وأبنائه من بعده عمر ومنير من العراق إلى جانب الجيل الحالي الذي يمثله نصير شمة وشربل روحانا ومارسيل خليفة وعبادي الجوهر وأحمد فتحي وغيرهم كثر. قصة العشق مع العود لا يتوقف دور البطولة فيها على العازف بل هناك العاشق المتيم والذي يعده البعض الغريم الوحيد للعازفين العاشقين الذين يتقاسمون لقمة عشقهم لهذه الآلة مع الصانع حيث يبدأ من ورشته رسم ملامح آلة الشجن العربي.

لحن الشجن العربي الذي تعزفه أوتار العود كما كانت ترسمها أنامل محمد فاضل العواد العراقي، أشهر من ارتبط اسمه بصناعة العود العراقي، الذي تفردت بلاد دجلة والفرات بإتقان صناعته. يقول عن ذلك نصير شمة «حب العود عند العراقيين مرتبط بالجينات لذلك تعتبر هذه الصناعة متوارثة وتحافظ عليها عائلات وهبت حياتها للعود وتتعامل معه كأنه وليدها ربما أشهرهم محمد فاضل ومن بعده أبناؤه فائق ويعرب اللذان حافظا على هذه الصناعة»، وفي حين تفرد العراقيون بصناعة الشجن وتصديره من خلال العود «كونهم تميزوا في نظرية الفرس المتحرك ومربط الأوتار من الخلف إلى جانب تفردهم في دوران الآلة. ومن ناحية ثانية فقد كتبوا مقطوعات موسيقية لهذه الآلة وعزفوها بطريقة مختلفة عن المصريين والأتراك مع تأثرهم الأكيد بتلك المدرستين بشكل أو بآخر»، كما أوضح شربل روحانا.

لم تدخر قاهرة المعز واسطنبول مركز الخلافة الإسلامية في العهد التركي جهدا في تعلم أصول الصنعة ليس من باب المنافسة مع العود العراقي وحسب بل للإبقاء على تاريخ آلة هو بمثابة قراءة أخرى لتاريخ الإنسان على الأرض. يقول عجيب نصيف، أحد صانعي العود في مصر، «يعد العود المصري هو الأجود بين الأنواع الموجودة الآن كوننا نحرص جدا على استخدام أحسن الخامات وأنواع الأخشاب بدون زخرفات أو تطعيمات كونهما يؤثران على الصوت الصادر عن العود أثناء العزف»، الوجه الآخر لصناعة العود يطل مع ظهور الأعواد التجارية التي بدأت تنتشر في الأسواق ومدى تأثيرها على تكوين أجيال تجيد العزف على آلة العود الذي لا يعد نصير شمة انتشارها مشكلة ذات أثر، فيما يجد شربل روحانا أن التيارات الموسيقية العالمية تمارس تأثيرا أبلغ من رواج العود التجاري الذي قد يفسر تأثر بعض العازفين بأسلوب الغيتار في العزف. لم تكتف آلة العود التي اتخذت من القداسة معبدا يؤمه هواة الحياة وطالبو السلطنة من أرجاء الدنيا بأن تكون أحد طرفي قصة عشق بل تجاوزت ذلك لتلعب دور الوسيط في قصص الغزل العربي وربما بشكل يختلف عن الذي اعتادته الأذن العربية عبر تغزل الحبيب لتطرب الأذن بغزل فيروزي مشاكس، طالبا ومتوددا لعلي بإطالة العزف ولسان حالها يردد ومعه الملايين «عودك رنان رنة عودك إليّ * عيدها كمان ضلك عيد يا علي* سمعني العود على العالي * عيدها كمان * وعيدها كمان»، يأتي ذلك في وقت حظيت فيه آلة العود بمنزلة ومكانة عند السميعة كما هو حال مسعود ومسعودة التي تحكي أوتار العود قصتهما «مسعودة حبت مسعود ـ وهو حب عيونها السود ـ صارت هي تغني له ـ وهو يدق لها عالعود».

الشرق الأوسط

وهذا اهداء مني لكم ... ملك العود ( عبادي الجوهر ) :

[rams]http://song1.ozq8.com/music/gulf/saudi/abadi/ram/abadee38.ram[/rams]


وهذا موقع الفنان المميز ( نصير شمه ) :

http://www.naseershamma.com/

JOKAR







التوقيع

 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir