خالد صبي في الثانية عشرة

أبصر في تقاسيم وجهه براءة الطفولة .. وفي تصرفاته مسحة من تمرد المراهقة

اهتماماته متذبذبة ما بين هاتين المرحلتين ..

:::::::

خالد

كأي فتى في عمره ..يتظاهر بمعرفة كل شيء ..ويكره أن يوصف بالجهل ..


****

في ذلك اليوم ..

كان أقرانه بتحدثون .. لكن هذه المرة..حديثهم مختلف ..لم يفهمه خالد..

كانوا يتكلمون عن برنامج اسمه (ستار أكاديمي)..ربما سمع به خالد..لكنه لا يعرف تفاصيله..

إلا أنه رأى أنه من( العيب) أن يقول لهم لا أعرفه.. ولم أشاهده..

فماكان منه إلا أن شاركهم الحديث..

كان أحدهم يفتخر بأنه يشاهد هذا البرنامج دائما..

أما الآخر(الذي ليس لديه طبق فضائي في بيته)فقد كان يشاهده باستمرار عند أبناء عمه..

بقي خالد ..مستمعا يكتفي بالتعليق ب(نعم..نعم..) فهو يعلم أنه لو زاد عليها لانكشف أمره!!

***
في المرة الثانية..

جاء أحدهم إلى زملائه محبطا ..وبدون مفدمات..صاح بهم (فلان خرج من المنافسة)..فلان هذا يعرفه كل من شاهد ستار أكاديمي..

لكن خالد بادره (ومن يكون فلان هذا)؟؟

ضحك الكل حوله..أما تعرفه؟؟!..(أنت قديييم..هذا في ستار أكاديمي)!!

تحدث الأول بسخرية (خالد مطوع,,لم يتشرف بمعرفته)!!

أخذت خالد الحمية..وعلم أن اللعبة انتهت..وأن عليه أن ينتصر لنفسه..
فقال (هذا أمر تافه ..لا يهمني..لا يهمني أكاديمي ستار,,ولا من فيه)

تعالت ضحكات السخرية مرة أخرى...ستار أكاديمي يا خالد..وليست أكاديمي ستار!!!

***
عاد إلى منزله ذلك اليوم..وفي نفسه الكثير..

أقبل إلى والدته..تلك الأم التي بقربه دائما..ترشده ..توجهه..تنصحه..تقنعه..

أقبل إليها..وأخبرها بالذي جرى معه..

فما كان منها إلا أن ابتسمت في وجهه.. أخبرته..أنك يابني أكبر من هذا..

فعلا..هذا أمر تافه لا يهمك..أحسنت حينما كان هذا ردك..

عليك أن تكون معتزا .. وألا تركن إليهم..فليقولوا ما يقولوا..لا تهتم لأمرهم..وحاول أن تناصحهم على الدوام..

بني .. هناك أمور أخرى أهم.. تشغلنا.. إخوانك في كل مكان يقتلون,, لا بد أن نهتم لأمرهم ..

وأعداء الدين ..يحاولون أن يشغلوننا بتلك البرامج الفاحشة.. أترضى لنفسك ان تلهث وراء مخططاتهم التخريبية.. أترضى لها أن تكون ألعوبة في أيديهم؟!!

بالتأكيد لا..
::::

كانت تلك الكلمات كالماء البارد على صدر خالد الملتهب..

عكست على محياه ابتسامة فخر وانتصار..

***

حق لك ياخالد.. أن تفخر..

وهنيئا لك بهذه الأم..فأمثالها في هذا الزمان قليل..

هذا الزمان الذي ضيعت فيه حقوق الأبناء..من الحفاظ عليهم..وتربيتهم..

وغفلت كثير من الأمهات عن أبنائهن..فجعلوهم فريسة سهلة ..ينهشها الأعداء..ويتخطفها تجار الفواحش..عبر الفضائيات الفاضحة..

الأبن يقلب قنوات الرذيلة.. والأم في عالمها الخاص..لا يهمها سوى أن تتخلص من إزعاجه..

لكن..

سيأتي ذلك اليوم..الذي سيسأل فيه الآباء والأمهات عن تلك الأمانة التي لو رعيت حق الرعاية..لكانت نتاجا مثمرا للأمة..

(يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة)[/ALIGN]