.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.؟
نوير الشمري من الرياض
استغلت شركات منتجة لحليب الأطفال الصناعي طبيبات عاملات في بعض المستوصفات الحكومية في الرياض لترويج أصناف معينة من الحليب بين المراجعات، في الوقت الذي أكدت فيه أمهات راجعن تلك المستوصفات أن "الطبيبات يتقاضين مبالغ مالية من تلك الشركات مقابل الترويج لها".
ويأتي استغلال تلك الشركات للكوادر الطبية النسائية وفقاً لما تقتضيه مهنتهن من إسداء النصيحة وتقديم الاستشارة الطبية لأمهات الأطفال الأمر الذي يؤدي إلى الإقبال على تلك المنتجات انسياقا وراء مشورة الطبيبة.
وأوضحت عدد من المراجعات تحدثن إلى "الاقتصادية" أن بعض طبيبات الأطفال في المستوصفات الحكومية يعمدن لترويج أنواع معينة من الحليب غير "معروفة كثيراً"، ومحاولة إقناع الأمهات بفوائد الحليب في النمو العقلي والجسدي وعدم الاكتفاء بالنشرات أو الإعلانات كما هو متبع في المستشفيات ومستوصفات القطاع الخاص بل تعدى ذلك إلى دعوة الأمهات للجوء إلى الرضاعة الصناعية كمكمل للرضاعة الطبيعة بحجة زيادة وزن الطفل وتزويده بعناصر الكالسيوم والحديد التي يفتقدها حليب الأم.
وأكدت الدكتورة أريج خالد محروس استشارية نساء و ولادة في مستشفى الأمير سلمان بن عبد العزيز في الرياض أن الترويج لأصناف معينة من الحليب الصناعي تصرّف يخالف الأنظمة والقوانين كون وزارة الصحة تمنع ذلك ويعد مخالفة تعاقب الطبيبة عليها.
ونفت أن يكون الحليب الصناعي في أي حال من الأحوال مكملا أو بديلا لحليب الأم حتى في حالات نقص وزن الطفل، مشيرة إلى أن "الطفل لا يحتاج في الأشهر الأولى إلى حديد وأن حليب الأم يحتوي على عناصر مهمة لصحة الطفل لم تنجح شركات الحليب الصناعي في تقليد تركيبة حليب الأم في جودته وتأثيره لذلك تكتب هذه الشركات على منتجاته أنها ليست بديلاً لحليب الأم الطبيعي" وقالت إن ما تروج له الطبيبات والشركات هدفه الربح المادي وليس صحة الطفل كما يدعون.
وتقول ابتسام عبد الله إنها أثناء وجودها في غرفة الانتظار في أحد المستوصفات الحكومية لمتابعة التطعيمات الطبية لطفلها فوجئت بطبيبة الأطفال التي أخذت تسأل الأمهات الواحدة تلو الأخرى عن نوع الحليب الذي تستخدمه وتنصحهن بحليب غير معروف كثيراً إضافة إلى تقديم نصائح خاصة عن تغذية الطفل وتزويد الأمهات بنشرات حول ذلك ونشرات خاصة بالحليب.
وتضيف "رغم أنني أكدت للطبيبة أن طفلي يرضع طبيعيا نصحتني بالحليب الصناعي الذي تروج له كحليب مكمل ومساعد كونه حليب الأم حسب رأيها يفتقد عناصر مهمة لنمو العظام مثل الكالسيوم والحديد"، لافتة إلى أن "الطريقة التي تروج بها الطبيبة تبدي من خلالها للأمهات أنها مهتمة أساساً بتغذية الطفل ونوعية المأكولات وبعض النصائح العامة وتؤكد لهن أن الحليب يحتوي على مواد خاصة بتنمية المخ تفتقدها الأنواع الأخرى".
أما دلال نايف فتؤكد أن "طبيبة الأطفال نصحتها بنوع معين من الحليب رغم أنها تعتمد على الرضاعة الطبيعية وذلك لكون طفلتها ضعيفة الوزن ولا يزيد وزنها بشكل منتظم كل شهر كما هو الوضع الطبيعي للأطفال الرضع".
وقالت إن الطبيبة نصحتها بشراء حليب من صيدلية محددة، ولخوفها على الطفل اضطرت إلى تنفيذ ذلك، وبمرور أشهر عدة لم يطرأ تحسن على حال الطفلة التي أصيبت بنزلة معوية خسرت معها خمسة كيلو جرامات من وزنها، وعندما عاينها طبيب في مستشفى خاص سأل عن نوع الحليب استغرب بشدة استخدام هذا النوع مؤكداً أنه أسوأ أنواع الحليب في السوق ولا توجد له فوائد كثيرة كما هو الحال لبعض أنواع الحليب المغذية التي تستخدم في حال خسران الطفل وزنه أو إصابته بمشكلات صحية.
العرض الشجري
