السعودية.. متداولون يقرعون أجراس التحذير من "إفلاس" بعض المحافظ

بعدما فقدت السوق نصف مكاسب العام الماضي خلال 40 يوما فقط
السعودية.. متداولون يقرعون أجراس التحذير من "إفلاس" بعض المحافظ


مداراةٌ ومكابرة
الدليل من المؤشر
خروج المكرهين






الرياض - نضال حمادية

بعدما خسر المؤشر السعودي في 40 يوما أكثر من نصف ما كسبه خلال سنة كاملة، وعقب أربع جلسات متتالية من الهبوط أفقدت السوق 10% من قيمتها، قرع متداولون سعوديون أجراس التحذير مما سموه "إفلاس المحافظ المتوسطة والصغيرة"، معتبرين أن الذكرى الثانية انهيار فبراير/ شباط عادت هذه المرة قبل موعدها المحفور في الأذهان.

ففي 26-2-2006، أفاق المستثمرون على بداية انهيار كبير من علياء 20600 نقطة، حاولت السوق السعودية إيقافه أو التخفيف منه أكثر من مرة، إلا أن توابعه مازالت على ما يبدو خارج السيطرة؛ ما أدخل السوق في حركات تصحيحية قاسية منذ ذلك التاريخ، كان آخرها موجة الهبوط التي بدأت تتبلور منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي تقريبا.


مداراةٌ ومكابرة

ولأنه عايش أكثر من انهيار، على حد تعبيره، فقد أطلق وليد الخثعمي العنان لكل مفردات التشاؤم والأسف، المغلفة بنبرة اتهامية تؤكد أن "فصول المؤامرة على سوقنا لم تنته بعد".

وأضاف الخثعمي لـ"الأسواق.نت" " لدي اطلاع على العديد من المحافظ الصغيرة، التي ساهم الهبوط الأخير في إفلاسها، ويبدو أن المحافظ المتوسطة في طريقها نحو نفس المصير، لاسيما إذا ما كسر المؤشر حاجز 8 آلاف نقطة".

وبنفس اللهجة الصريحة أقر الخثعمي بأنه واحد من أصحاب تلك المحافظ التي توشك على فقدان "آخر ريال من رصيدها"، موضحا أن خسارته تقدر بأكثر من 140 ألف ريال خلال الشهر الأخير وحده.

كلام الخثعمي تقاطع في كثير من مفاصله مع ما نقله المتداول محمد شعيل، الذي قال: إن أول المتضررين من تهاوي السوق هم أصحاب المحافظ ذات المبالغ الدائرة في فلك 100 ألف ريال، حيث إن خسائر هؤلاء تمثل نسبة كبيرة من حجم محافظهم قد تتراوح بين 70 و90%.

وأشار شعيل إلى أن أغلب الخاسرين يفضلون "المداراة على ما أصابهم، حتى لا يفتحوا باب الشماتة بهم، أو كنوع من المكابرة وإظهار حسن التدبير للآخرين"، في حين أن خسارتهم قد تكون أفدح ممن يجهرون بها.


الدليل من المؤشر

من جهته، رأى المستثمر عبيد بن ضاحي أن اقتراب بعض المحافظ من حافة الإفلاس ليس بحاجة إلى دليل، مفسرا: "المحافظ الصغيرة والمتوسطة تشكل جزءا مهما من السوق، وعندما ينهار السوق فإنها تتبعه تلقائيا".

وقارن ابن ضاحي بين المؤشر المحلي والمؤشرات الخليجية الأخرى، مستنبطا أن السوق السعودية دخلت في مرحلة حرجة جدا من التراجع، يشهد عليها تفوق مؤشرات أسواق مجاورة، مثل قطر، وعمان، والكويت، رغم أن السوق السعودية هي الأضخم بينها من جميع النواحي، متسائلا بدهشة عما إذا كان هذا الوضع يقتضي المعالجة، أم أنها لن تكون ضرورية إلا عندما يصبح المؤشر في ذيل قائمة المؤشرات الخليجية؟!

وتظهر إغلاقات أسواق الخليج ليوم أمس أن مؤشر الكويت لازال محتفظا بمستواه فوق 13600 نقطة، فيما يقترب مؤشر الدوحة من مستوى 10 آلاف نقطة، وكذلك الحال بالنسبة لمؤشر سوق مسقط الذي يتجه نحو 9500 نقطة بخطى ثابتة.


خروج المكرهين

أما المتداول جاسر النعيمي فعبر عن اعتقاده بأن الانخفاض التدريجي في سيولة السوق السعودية راجع في قسم منه إلى خروج أعداد متزايدة من المحافظ من دائرة التداول، وهو ليس خروجا تكتيكيا أو اختياريا بقصد العودة بعد الاستقرار، بل هو خروج "المكرهين المفلسين".

وواصل النعيمي" لا أظن أبدا أن أي محفظة متواضعة الرصيد يمكن أن تصمد في مثل هذه الظروف العصيبة، التي تضررت منها كبريات المحافظ، فكيف بالصغار منها؟".

ولم يقف النعيمي عند حدود التلميح طويلا، مشيرا إلى أنه يعرف عشرات المتداولين ممن "أقفلوا محافظهم على ما تبقى فيها من ريالات قليلة، لكنهم فعلوا ذلك بصمت هذه المرة؛ لأنهم يئسوا من وجود من يستمع لهم وينصفهم".

انسحاب صامت وإفلاس دون إعلان، يؤكده أيضا محمد جار الله السبيعي الذي استعان بالنكتة، ليقول: إن ما تجمعه النملة في سنوات تأكله البقرة في لحظات، وهذه هي حال صغار المتداولين ومحافظهم، حسب رأيه.

وتابع السبيعي حديثه الساخر قائلا: إن المتعاملين ليسوا مصدومين من حجم خسائرهم، بقدر اندهاشهم من حلول ذكرى فبراير المشؤوم قبل موعدها.

ومع إغلاق أمس الإثنين 11 فبراير يكون المؤشر السعودي قد فقد 2400 نقطة توازي حوالي 21% من قيمته في بداية العام الحالي، وتتجاوز نصف مكاسبه التي حققها خلال العام الماضي 2007 بأكمله