العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-27-2011, 10:10 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية نواش الشمري
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

نواش الشمري غير متصل


Smile35 الظنــــون والتمـــاس المعــاذيــر


نحن في حياتنا التي نعيشها، نتقلَّب بين مسراتها وأحزانها، وأفراحها وأتراحها، بين المشجعات والمحفزات في العمل، وبين المثبطات والمحبطات في متغيرات الأوقات، أمور يدور بعضها في بعض ممَّا يستدعي أن تكون النفس المسلمة أقرب إلى التوازن في نظرتها للأحداث كما يليق!
ويتعلم المرء من معاركته للحياة، وتجارب السنين والأيام، حاجة المجتمع المسلم لتكون لديه القدرة والفاعلية للموازنة بين حسن الظن والتماس المعاذير وكذلك إساءة الظن لمن يستحقون ذلك!
نحن في حياة نفوس بعضها مشرّب بحب الخير، وقلوب ترتع بالبر والطاعة والقربى، وأناس مشغولون منهكون بأعمالهم اليومية وحياتهم المعيشية، وآخرون تجتاحهم المصائب وتنوبهم النوائب، وتعترضهم الجوائح وقد نلقي عليهم التهم لتقصيرهم في حقنا، فإذا ما علمنا أنَّه قد صار لهم (كيت وكيت) من الأذى ومصائب الدهر رجعنا على أنفسنا باللوم وجلد الذات وقلنا: ليتنا لم نعاتب فلقد كان أولئك القوم في عذر شغلهم عنَّا!
وآخرون -ويا ويلهم- يكيدون لنا كيدا، ويشعلون اللهب في السعفة التي في بيتنا ويحاولون الإضرار والضرار، لسوء تربية ودنو همة وضعف وازع ديني يردعهم عمَّا يحرِّمه الله أو يستقبحه البشر.

المسلم ـأحيانا- يحتار ويقول: كيف لي أن أتعامل مع طبقات المجتمع، إذ إنَّ الغالب من الناس في زماننا ـإلا ما رحم ربي وقليل ما همـ يسيئون الظن بأهلهم وأقاربهم وجيرانهم ومعارفهم وأصحابهم!...
إنَّ مشكلة إساءة الظن في مجتمعاتنا ينتج عنها كثير من القبائح والذنوب والمصائب والعيوب مع الهم والغم الملازم لصاحبها، فالكثير يقع في الغيبة والنميمة والبهتان والكذب وقول الزور بل شهادة الزور!...
وقلَّ أن نلاحظ في مجتمعاتنا أناساً يميلون إلى مدارسة القضية، ومذاكرة الأسباب التي قد تردعهم عن إساءة الظن، ولهذا تنمو بيننا الأمراض والعيوب وتعشعش على قلوبنا هذه المنغصات، حتى قد يصل بنا الحال بعد ذلك إلى الهجران وانعدام السلام، وتنمو هذه الأمراض أكثر فأكثر حتى تصل إلى تبادل الاتهمات وإطلاق السباب، فتؤثر علينا بأمراض مزمنة نفسية ونحن لا نشعر بذلك إلاَّ بعد فوات الأوان!...
أدرك أنَّ هنالك أناساً يميلون لفعل السوء والسيئ والخطأ والخطيئة، وأوقن أنَّ هنالك ثرثارين همَّازين مشاءين بالنميمة والقيل والقال، وأنَّ هنالك أصنافاً من البشر من لا يطاق بمجالسته، أو التحدث إليه، وأنَّ تغليب جانب إساءة الظن فيهم على ما هم فيه من سوء وقبح خلق، ينبغي أن يكون المؤشر الأول قبل إحسان الظن أو التماس المعاذير، ولكن أليس هنالك أناس كثر قد نظلمهم بإساءة الظن بهم، ولا نعتذر لهم أو نعطيهم أدنى درجة من درجات التعاطف والمعذرة
إنَّ غالبية من يسيئون الظن يرغبون بالفضفضة الكلامية فيذهب أحدهم إلى من يثق به، وقد يستحلفه بالله ألاَّ يذكر ظنونه بأخيه لأحد، لكي يفضفض عن مكنونات نفسه وما يلم بها من ظنون بالآخرين فيقول القيل والقال ويذكر من يتحدث عنه بشيء من السوء والظنون التي لا مجال لها من الصحة، ثمَّ يشعر بعدها بالارتياح! ـ كما يقال ـ والنتيجة لا شيء سوى أنَّه ظنَّ بأخيه ظنوناً في الأعم الأغلب تكون كاذبة وليست صادقة
وإنَّ من أشد الأمور على القلوب أن يستعجل المرء في وصمه للآخرين بتهم انبعثت عن ظنون سيئة ليس لها رصيد من الفهم أو دليل أو واقع، ولكنَّ عجلة عجَّت بالقلب فنطق بها اللسان، مع أنَّه يعلم خطورة الظنون السيئة لمن عُلم عنهم الخير والصواب والهدى، ويعلم أنَّ الأصل التماس المعاذير، والتأني في الحديث عنهم ومعرفة السبب الذي جعلهم يقومون بهذا الفعل أو يقولون بهذا القول لتكون النفس على طمأنينة وراحة
بال، دون الدخول في النيات والحكم على الناس، ومما
أُثر عن الإمام الشافعي وقيل: لدعبل الخزاعي قوله:
تأنَّ ولا تعجل بلومك صاحبا *** لعل له عذرا وأنت تلوم
من اعتذر لك فاقبل عذره:
من أساء لك في ظنه وأتى لكي يعتذر لك حتَّى تصفح عنه، فعليك أن تقبل منه عذره، فالله تعالى يقول: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ? وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران:134]...
ويقول تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [سورة الأنفال:1].
والمؤمن طبعه الكرم والخلق الحسن وقبول المعاذير فهو لا يطالب ولا يضارب ولا يعاتب، فقبول العذر دليل على سلامة الصدر، وسعة العقل، ونسيان الماضي...

الشمــ نواش ـــري






التوقيع

حضورك كان في قلبي جميع الوقت يا غايب ..
أنا من وين ما أطالع , أشوفك إنت كل الناس !!
رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir