العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-13-2013, 02:08 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

مراقب عام

 
الصورة الرمزية امير السعوديه
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

امير السعوديه غير متصل


منبرالجمعه

الحمد لله حمدا يوافي نعمه ، ويجازي عظيم إحسانه ومنه ، له الحمد في الأولى والآخرة ، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ، العزيز الغفار مالك الملك ذو الجلال والإكرام ، وأصلي وأسلم على صفوة خلقه محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه .

قال الله تعالى في محكم كتابه وهو أصدق القائلين :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }الحشر18-19..

عندما أنزل الله هذا الكتاب المبين ، يسره لكل العالمين ، وخاطب به جميع المخلوقين ، فترى العامل يقرأه فيجد ضالته ، والفلاح والمدرس والطبيب يجدون في آياته ما يروي غليلهم، وصدق الله العظيم حين يقول في كتابه الكريم " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " القمر 40.

والواجب على المسلم أن يتأمل هذه الآيات ، ويعيش مع معانيها ، ويعمل بما فيها؛ حتى يحوز على عز الدنيا وجنة الآخرة .

تبدأ الآيات بالنداء المحبب إلى النفوس " يا أيها الذين آمنوا " وترجمان القرآن " ابن عباس " رضي الله عنهما يقول :
إذا سمعت هذا النداء فأصغ إلى الآيات سمعك؛ فإن الله سيأمرك بأمر يجب عليك فعله، أو ينهاك عن أمر يجب اجتنابه "

" اتقوا الله " وتقوى الله: هي العاصم للإنسان عن ارتكاب المخالفات والمحظورات ، والدافع له لفعل الخير والحسنات .

" ولتنظر نفس ما قدمت لغد " وهذه ثمرة التقوى: أن ينظر الإنسان إلى مستقبله، فإما الفوز بالجنة، وإما الخسران والنيران .

" واتقوا الله " أي ازدادوا في تقواكم له، وخوفكم من غضبه وعقابه ، وقد أعيدت لتأكيد الازدياد من معين التقوى الذي لا ينضب ، وذلك مثل قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله " أي ازدادوا إيمانا .

" إن الله خبير بما تعملون " لاتخفى عليه خافية ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، عليم وخبير بأعمالنا ، وهل هي خالصة لوجهه الكريم أم أن فيها شبهة رياء والعياذ بالله ، إن الخبير بكل ذلك هو الله " مقلب القلوب والأبصار " .

" ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم " لا تتشبهوا ولاتتبعوا الذين نسوا الله ، نسوا ذكره وطريقه ونهجه وشريعته وفضله وإحسانه وكرمه على جميع الخلق .

والعبد في هذه الحياة ليس له إلا ذكر مولاه والاعتصام بحبله ، والانغماس في رحماته والتقلب في نعمائه ، فهو نعم المولى ونعم النصير ، قال أحد علماء السلف " مساكين أهل الدنيا – أي الذين عاشوا من أجل الدنيا – خرجوا منها ولم يذوقوا أفضل مافيها ، قيل له ما هو قال ذكر الله "

فإذا نسي العبد مولاه تركه الله وشأنه يتخبط في الظلمات ، ظلمات الشهوات وظلمات الشبهات ، ظلمات الكفر والمعصية .


أما الوضع الطبيعي فهو القرب من الله من رحمته وعفوه ومغفرته وتوفيقه ولهذا خلق الإنسان ، ما أكرم الخالق عز وجل حينما يتقرب من العبد الذي يريد أن يتقرب منه ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي . وأنا معه حين يذكرني . إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي . وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ هم خير منهم . وإن تقرب مني شبرا ، تقربت إليه ذرعا . وإن تقرب إلي ذراعا ، تقربت منه باعا . وإن أتاني يمشي ، أتيته هرولة . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر " وإن تقرب إلي ذراعا ، تقربت منه باعا " . رواه مسلم.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، و ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و إن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ، و ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن ، يكره الموت و أنا أكره مساءته " قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى صحيح ،أصح حديث روي في الأولياء ، قال الألباني صحيح بمجموع طرقه .

والله تبارك وتعالى يفرح بتوبة العبد من الأم بولدها رأته بعد طول غياب ، كيف يكون شوقها وحنينها ، وكيف تفتح ذراعيها لاستقبال وليدها ، وقلبها يتفطر رحمة وحنانا على صغيرها وفلذة كبدها ، فكيف بالخالق مع المخلوقين ، وبالرحمن مع المرحومين ، وبالغفور مع المغفور لهم ، لاشك أن كرمه جزيل ورحمته وسعت كل شيء ، وهو رحيم بعباده وأرحم بنا من أمهاتنا ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) رواه البخاري .

" أولئك هم الفاسقون " الذين خرجوا عن طاعة ربهم ومتابعة نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ فخسروا الدنيا والآخرة ، وهنا يحدث التمايز بين طائفتين وفريقين " أهل التقوى " وأهل الفسق " ، وهنا يتبادر السؤال المهم من الفائز في النهاية ؟
ويأتي الجواب من خالق السماوات والأرض :

" لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون " فهذه هي الحقيقة الباقية ، أهل التقوى في الجنات يحبرون ، وأهل الفسق في النار يحترقون، ولايستوي هؤلاء وهؤلاء؛ فأصحاب الجنة هم الفائزون ، في الدنيا والآخرة .

أهل التقوى عليهم واجب عظيم في الدنيا لابد من الوفاء به ؛ ذلك لأن الله عز وجل ما افترض علينا العبادات لذاتها ، فالله غني عن عبادة العالمين ، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال:
"

يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه
" رواه مسلم.

إنما فرضت العبادات حتى تنعكس أفعالا وأعمالا يستفيد بها خلق الله ، فكم من عباد الله يصلون ويصومون ولكنهم يسقطون في أول اختبار لهم في تعاملهم مع خلق الله ، فتراهم يسرقون ويغتابون ويسبون ولا يرتدعون عن الإساءة لخلق الله وهذه ليست صفات أهل التقوى ،وإنما هي صفات أهل الفسق ، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا خير فيها هي من أهل النار "
قال : وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من الأقط ولا تؤذي أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هي من أهل الجنة".


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قيل : ومن يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه "
فهذا الحديث يبين ضرورة الربط بين القول والعمل وأن العبادات إنما فرضت لتزكية النفس البشرية حتى تعيش في سعادة واحترام مع غيرها من البشر ، فثمرة العبادة تجلت في سلوك عملي يستفيد به خلق ويسعدون في حياتهم ، وينعمون بالأمان في ظلال منهج الله الرحيم الرحمن وسنة النبي العدنان لا يخافون مما ينتظرهم في مستقبلهم ولا يحزنون على ما فاتهم من متاع الحياة الدنيا فهم في كنف الرحمن يعيشون وبانتظار كرمه وعفوه يأملون لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس " ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون "


وهكذا أهل التقوى في كل زمان ومكان ، نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا منهم ، وان يحشرنا معهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

الشيخ خالد رزق تقي الدين






التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:18 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir