العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى ضفاف حره
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2013, 12:58 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

بورتسمث غير متصل


4211 الفتنة تلوح.

13 قال البخاري رحمه الله في صحيحه «كتاب الفتن» باب: «الْفِتْنَة الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ عِنْدَ الْفِتَنِ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: الْحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا وَلَّتْ عَجُوزاً غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ شَمْطَاءَ يُنْكَرُ لَوْنُهَا وَتَغَيَّرَتْ مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ والمتأمل بهذه اﻷ‌بيات، يدرك عظيم فقه البخاري في تمثله بها في أثناء سرده ﻷ‌حاديث وصف الفتنة ونتائجها، وعلّق الحافظ ابن حجر على هذه اﻷ‌بيات فقال في فتح الباري: «المراد بالتمثل بهذه اﻷ‌بيات استحضار ما شاهدوه وسمعوه من حال الفتنة، فإنهم يتذكرون بإنشادها ذلك، فيصدهم عن الدخول فيها، حتى ﻻ‌ يغتروا بظاهر أمرها أوﻻ‌ً». وأحوالنا اليوم تنبئ بوهج فتنة تغر الجاهل وتغريه، وتخيف العاقل، لفقهه بمآﻻ‌ت اﻷ‌مور ومصيرها، ولمعرفته بخطر الفتنة على دين الناس ودمائهم وأعراضهم وأموالهم، ولذا حذّر الله منها في أكثر من موضع في كتابه، منها قوله سبحانه: «وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً»، وفي الحديث المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذاً فَلْيَعُذْ بِهِ». والمؤمن كيّس فطن، يعرف أن لكل إنسان حقاً في مطالباته المشروعة، وﻻ‌ يعاب عليه، وﻻ‌ يزايد على وطنيته، وﻻ‌ يتهم بتهم، ﻻ‌ تزيد الفتنة إﻻ‌ اشتعاﻻ‌ً، وهو طالب حق، وإنصافه واجب، لكن عليه أن يحذر من أن تستغل مطالباته من مؤلبين ومحرضين، يسعون إلى إثارة الفوضى وإشعال نار الفتنة، فما بين المطالبة بالحق وإثارة الفتن إﻻ‌ شعرة ﻻ‌ يدركها إﻻ‌ العلماء والحكماء، ولولي اﻷ‌مر حق السمع والطاعة، دين يدرسه أهل السنة والجماعة في أبواب اﻻ‌عتقاد، وجاء في كتاب الله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ»، وفي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ﻻ‌ حجة له» وعلى ولي اﻷ‌مر إقامة مصالح الناس في دينهم ودنياهم، وإقامة العدل الذي قامت به السموات واﻷ‌رض، والحكم بين الناس بالقسط، ووأد الفتنة، وإغﻼ‌ق أبوابها، يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ» وفي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اﻹ‌مارة: «إنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إﻻ‌ من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» وعليه أن يختار البطانة الناصحة الصادقة التي تكون ناقلة لمطالبات الناس ومشكﻼ‌تهم، ورحم الله الملك عبدالعزيز يوم قال: «ويكونون أيضاً الواسطة بين اﻷ‌هلين وبيننا، فهم عيون لي وآذان للناس، يسمعون شكاويهم، وينظرون فيها، ثم يراجعونني» وفي الفتنة يزداد يقين المؤمن بخطر الكلمة التي يقولها أو ينشرها، وفي سنن أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون فتنة تستنظف العرب، قتﻼ‌ها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف» وأمر الله المؤمنين بأن يحذروا اﻹ‌شاعة، ﻷ‌نها قد تكون القاصمة وربّ كلمة عابرة وفلتة لسان، قد تجر من العواقب على الشخص ذاته، وعلى جماعته كلها ما ﻻ‌ يخطر له ببال، وما إذاعة اﻷ‌خبار وإشاعتها دون التثبت إﻻ‌ اتباع لسبيل الشيطان، يقول تعالى: «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيﻼ‌ً) ختاماً، ما أشد حاجة المجتمع اليوم إلى درس أحاديث الفتن، وموقف المؤمن منها، جمع الله قلوبنا على كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.






رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:52 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir