وصف صديق

وصفوا الغروب وأبدعـوا في وصـفه
سبحـان من أعـطـاه لونـــا ً أحـمـرَ
والبــدر كم من شـــاعـر ٍ غــنـى بـه
حتى بـدا وســط السـمـاء متبـخـتـرَ
والبحـر قـد وصـفـوا جـمـال هــدوءه
وبسحـره إن هــاج مـوجٌ أو جـرى
أما الربـيـع فنـــال وصـفـا ً مـوجــزا ً
وجــه ٌجـمـيل ٌ في وشـاح ٍ أخـضـرَ
وصفوا الزهور وكيف تنشر عطرها
وكيـف قد بانـت بأحـسـن مـنـظــرَ
وصفـوا الطبـيعة والجـمـال فأبـدعـوا
وبـوصفهم وصــلوا لأعـلى مـنـبرَ
وأنا عـلى اسـتـعـداد أن أصـف الذي
وصـفوه وصـفا ًما أتـى بـه شـاعـرَ
لكـن حــسنـك أنـت يصـعب وصـفه
فالشعـر أعجـز أن يصفك كما أرى
فلقـد عجــزت بـأن أتـرجــم حـبــكم
كلمـات شـعــر كي تــذاع وتـنـشـرَ
فأنـامـلي اعــتـذرت وقــالت : إننـي
في وصفه أعجزْ وحبري ما جـرى
فدعـوا الفـؤاد يصيـغ وصـفا ً صـادقا ً
فأنــا أراه بـــذاك مـنـي اشــطـرَ
فبــدا عـلى قـلبـي التـلعـثـم واضــحـا ً
وكأنــه يخــشـى يكــون مـقـصّـرَ
وبـــدا عـلـيـه الانـسحــاب متـمـتــما ً
يخـشى حـرارة نبـضـه أن لا ترى
ويقـــول إن العــيـن أبـلــغ واصـــفا ً
فلعـلـها للـوصــف مـنـي اجـــدرَ
حـكـت العـيـون أنــا سـأوصـفـه لكـم
فأنا بوصـف غـــلاه مـنـكم اخـــبـرَ
لكـن وصفـي ليـس شـعـرا ً أو حـديث
بل انــه وصـــفا ً بــلـيــغا ً أكــبـرَ
فغـــلاه اكـبــر أن نـصــفـه بـألســـن ٍ
أو مـفــردات فهـو شــيـئـا ً آخـــرَ
فـتـأمـــلـوا فــي مـقــلـتــي بــدقـــة ٍ
ســتـروا غـلاه بـدا جـليـا ً وانـبرى

المحتـــــــــــــري