العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2010, 10:48 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابداع التصاميم
 
الصورة الرمزية ~ مشَاعِرإنسَانة ~
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

~ مشَاعِرإنسَانة ~ غير متصل


المنظور القرآني للعقد النفسية..

...


أولاً :- تعريف العقد النفسية :-
- عرفها المؤلفان كوران و بارترج بأنها:
(( الوقوف أمام صراع المشاعر وقوفاً يسبب ظهور أعراض ناتجة عن عواطف مكبوتة (1) .
- كما يرى سار جنت أن العقد تعني أجزاء مكبوتة لإحدى التجارب المؤلمة بسبب صراع لم يتم تحليله (2) .
- كما عرفها أحمد ، والغزالي بأنها هي
(( دوافع لاشعورية تعمل في داخلنا دون أن نحس بها وتظهر من حين لأخر في سلوكنا الخارجي ، وتكون مكبوتة في اللاشعور منذ الصغر وحين تجد فرصة للظهور تبدو بصورة قاسية تؤثر على الشخصية (3) .
ثانياً / نشأة العقد النفسية :-
لكل مخلوق حي في الوجود حاجات أساسية ضرورية وحياتية لتأمين وجوده وتوفير أمنه وسعادته .
فالعقد النفسية تنشأ من انحراف غرائز الذات الإنسانية الأساسية والحرمان أو المغالاة بفعل التربية الأسرية والمدرسية الخاطئة أو العوامل الاجتماعية القاهرة فتنشأ العقد النفسية (4).
ويرجع بعض علماء النفس العقد النفسية إلى التجارب العاطفية المؤلمة ،
وقد فسر علماء النفس أن الرغبات المكبوتة تدفن في اللاشعور إلى أن تتهيأ لها الفرصة للظهو ر في الحياة الواعية والأحلام أو زلات اللسان .
ويرى فرويد أن مثل هذه الأمور متعمدة فاللاشعور أو عقلنا الباطن هو الذي يتعمدها من أجل التنفيس والتخفيف من حدة الصراع النفسي الذي نقع فيه بسبب مشاكلنا (2) .

------ تشير الارقام 1- 2 – 3 – 4 الى أرقام المراجع
وهذا يعني أن العقد النفسية تنشأ نتيجة للصراع بين رغبات الفرد التي ير يد تحقيقها وإشباعها وبين الوسط الاجتماعي الذي يحول دون إشباع تلك الرغبات فيكبتها الفرد وينساها ولكنها تبقى كامنة لتظهر من حين لأخر موجهة سلوك الفرد وتصرفاته .

وقد اشتهر كارل غوستاف يونغ المحلل النفسي السويسري بأنه مخترع كلمة (( عقدة نفسية )) بالمعنى الحديث

ثالثاً / التصور القرآني للعقد النفسية :-
لقد رمز القرآن الكريم إلى تلك العقد النفسية بالطاغوت والعقبات والأهواء والشهوات .
والآن نعرض بعض الآيات التي توضح تحليل القرآن الكريم لمفهوم العقد النفسية :-
1- عقدة الحرمان العاطفي :-
لقد بين القرآن هذه العقدة من خلال قوله تعالى :- (( فَأَمَّا الْيَتِيَم فَلا تَقْهَرَ،وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَر )) سورة الضحى ، الآيتان :
9 ، 10 .
فكل مخلوق في حاجة إلى حنان ورعاية وحب ، ولقد شدد القرآن الكريم كثيراً على ضرورة المحبة والعاطفة الصادقة ، ففقدان المحبة عند الإنسان منذ ولادته حتى انتهاء سن المراهقة يؤدي إلى عقدة الحرمان العاطفي والقلق والكآبة النفسية والعدوانية نحو الذات والأخرين (4) .
2- عقدة الحرمان المادي :-
ولقد بينها القرآن الكريم في قوله تعالى :- (( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبَاً جَمّاً )) سورة الفجر ، الآية :20 .
فكثير من الأشخاص نتيجة لهذه العقدة يتهافتون على متاع الدنيا ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المال بأقصر الطرق واللجؤ إلى المحرمات للكسب السريع ، وفعل كل ما لايرضي الله العزيز الحكيم .
ولقد عالج الإسلام هذه العقدة بغرس الزكاة ومعناها تزكية النفوس والمال وجعلها ركناً من أركان الإسلام بل حذر المشركين الذين لا يؤتون الزكاة وذلك في قو له تعالى (( وَوَيّلٌ لِلمُشْرِكينَ، الَّذِينَ لاَ يُّؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرةِ هُمْ كَافِرُونَ )) سورة فصلت ، الآيتان : 6 ،7 .
3- عقدة النقص والخوف من الغير :-
فمن الأفضل هنا أن نميز بين الشعور بالنقص وعقدة النقص ، فالشعور بالنقص يخص العقل الواعي وهولا يعتبر مرضاً نفسياً ولا عيب فيه وقد يكون دافعاً لتحسين قدراتنا ، بينما العقدة تكمن جذورها في اللاشعور ، فالمصاب بهذه العقدة يتصور أنه أفضل الناس جميعاً (2)
وقد بينها القرآن في قوله تعالى (( فَلاَ تَخْشُوا النَّاسَ وَأخْشَوْنِ )) سورة المائدة ،الآية : 44
فالشعور بالنقص هو إحساس طبيعي عند كل إنسان ، فالإنسان يجب أن يتخلص من إحساس النقص والضعف مع اكتمال جوانبه العقلية والجسدية والشعورية قبل نهاية المراهقة والدخول مرحلة الرجولة شرط أن تتوفر له التربية الأسرية الصالحة ومجتمع عادل لا وجود للقهر والاستعباد والظلم فيه .
ومن مظاهر عقدة النقص الهروب والخوف من الغير والقلق الشديد أمام ظهور كل شئ جديد والعدوانية وحب الإذاء للذات والآخرين .
ولقد بين القرآن الكريم كيفية التخلص من عقدة النقص بشرط أن يلتزم الإنسان بها وذلك في قولـه (( إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله ِأتْقاكُمْ )) سورة الحجرات ، الآية : 13 (( وَمَا الْحَيَاةُ الْدُنْيَآ إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ )) سورة آل عمران ، الآية : 185 (( وَاللهُ خَيْرٌ وَأبْقَى )) سورة طه ، الآية : 73 .
فالقرآن تعتبر تعاليمه وقائية للذات الإنسانية من العقبات النفسية والانحرافات السلوكية .
4- عقدة التعالي والتكبر والغرور :-
(( وَلا تُصِعَرَ خَدَكَ لِلنًّاسَ وَلا تَمْشِ فيِ الأْرضِ مََرَحاً إنَّ الله َلا يُحَبَ كُلَّ مُخَتَالٍ فَخُورٍ ، وَاقْصِدَ فيِِ مَشِيكَ وَأغْضُضْ مِنَ صَوَتِكِ إنَّ أنَكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوتِ الحَمِيرِ )) سورة لقمان الآيتان : 18 ، 19 .
التعالي والتكبر والغرور من العقد التي لا يحبها الله وهي مهلكة للذات وللآخرين والإنسان منذ أن تتكون شخصيته وهو يحاول أن يتغلب على الشعور الطبيعي بالضعف إلا انه قد يقع ومن خلال عمليات المقاومة النفسية ( حيل الدفاع النفسي ) التي يدعوها علماء النفس بحيل التعويض إلى حب الشعور بالقوة والسيطرة والغرور والتعالي المرضي .
5- عقدة الموت :-
وقد بينها القرآن الكريم بقوله تعالى :-
(( وَجَاءَت سَكْرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنُه تَحِيدُ )) سورة ق، الآية : 19
فكل مخلوق حي بفعل طبيعة تكوينه أو ما يطلق عليها بغرائز حفظ الذات والدفاع عن الحياة يحيد من الموت ويكرهه ويفر منه وهذا واضح في قوله تعالى ( قُلَ إنَّ المَوتَ الذْيِ تَفرونَ مِنهُ فَأنَّهُ مُلاِقيكُمْ ) سورة الجمعة ، الآية : 8 .
فالإنسان إذا لم يجد حلاً منطقياً عقلانياً لفكرة الموت ، فإنها ستحول وتتعمق في أعماقه وشعوره إلى عقدة مرضية وتصبح من أهم وأصعب العقد النفسية المسيطرة على سلوكياته وتعد أيضاً من أهم مصادر الاضطرابات النفسية والعصابية والذهانية واضطرابات الشخصية وعلى رأسها الخوف المرضي والقلق العصابي .
ففي عقدة الخوف من الموت جوانب كثيرة غامضة ومجهولة وخفية وغير متوقعة وهناك عوامل كثيرة تؤثر في مدى خوفنا من الموت وكرهنا له ومن أهم هذه العوامل في مجتمعنا خاصة ضعف الأيمان وعدم قوة العقيدة وتناقص التسليم بأمور الدين .
فالألم – المرض – الموت ترتبط برباط قوى ولذا فمن الطبيعي أن نخاف الموت ولكن كل إنسان يخشى الموت بدرجة معينة ، فقد قال الله تعالى ( قَدْ جَعَلَ الله لُكلِ شَِئ قَدَراً ) سورة الطلاق ، الآية :3 ، فكل ما يوجد بمقدار .
ووجهة النظر الإسلامية في الخوف من الموت ، أن الإسلام نزع الخوف والرهبة من الموت من صدور الناس وأنزل السكينة بدلاً منهما ، بل أن الإسلام أكثر من ذلك حبب الموت إلي الناس وصوره لهم لا بصورته المفزعة لكنه أفضى عليه تلك الصورة المحببة والمرغوب فيها ، فقال الله تعالى ( الذَّيِ خَلقَ المَوَتَ وَالحَيَاةَ لِيَبلوُكَمَ أَيِكُمْ أحَسَنَ عَملاً ) .سورة الملك ، الآية : 2 .
6- عقدة الجنس :-
يرى فرويد أن الأشخاص المصابين بالقلق والعصاب القهري وممارسة الهوايات والحصول على المكانة الاجتماعية ونشوء العقيدة الدينية ترجع كلها إلى الإحباط الجنسي أي أنها نابعة عن غاية جنسية معوقة وخالفه بعض العلماء في آراءه أمثال آدلر بأن ليس كل الأشخاص المصابين بهذه الأمراض لها صلة بالجنس وانما قد ترجع إلى عوامل أخرى .
وقد بين القرآن الكريم العقد الجنسية في قوله تعالى :-(( زُيِنَ لِلنَاسَ حُبُ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِسَاءِ )) سورة آل عمران ، الآية :14 .
من هذه الآية يتبين لنا أن العقدة الجنسية هي حاجة أساسية وضرورية كبقية الحاجات النفسية والاجتماعية والبيولوجية الأخرى ، وان التحدث عن هذه العقد بمفهوم أخلاقي أو اجتماعي أو ديني خاطئ هو الذي يقود إلى ما يطلق عليه العقد النفسية الجنسية وينعكس سلباً على شعور الإنسان وسلوكياته .
فالإسلام نظم من خلال القرآن ... الأسس العلمية الصحيحة للتربية الجنسية التي تضمن للفرد حياة جنسية سعيدة .

.........
للأستاذه/ أ - خيرية عبد الله البكوش







التوقيع

عندما يوزع الله الاقدار ولا يمنحني شيئاً اريده
ادرك تماما ان الله سيمنحني شيئاً اجمل..
شيئاً يعجز الجميع عن منحي اياه ويتعالى الله بمقدرته ..

ربـي اجعل حياتي اجمل من كل التوقعات..!

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir