تستهلك 5 ،1 لتر فقط من البنزين كل 100 كيلومتر !!!!
القليل فيه ما يكفي» هذا هو شعار السيارة لوريمو ذات الوزن بالغ الخفة.وفكرة شركة لوريمو تتلخص في بناء سيارة اقتصادية للغاية إذ لا يتعدى سعرها 11 ألف يورو.
ولكن من سيكون زبائن هذه السيارة؟
في كل مرة ترتفع فيها أسعار الوقود تعلو الابتسامة وجه غيرهارد هيلمير. فقادة السيارات يستبد بهم الغضب حيال كلفة ملء خزانات الوقود بسياراتهم .
ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لمدير شركة صناعة السيارة لوريمو ومقرها ميونيخ، فكل ارتفاع في سعر الوقود يقرب هيلمير خطوة من حلمه بصناعة سيارة خفيفة الوزن للغاية تستهلك 5 ،1 لتر فقط من البنزين كل 100 كيلومتر كما أنها تحقق المتعة لقائدها. يصف هيلمير حلمه الذي يقف على أربع عجلات قائلاً «إنها بسيطة تتميز بالكفاءة وتبعث على المتعة».
وليس ثمة أوجه شبه بين تصميم هذه السيارة وأي سيارة أخرى يقودها واحد من محبي البيئة. تتخذ السيارة الشكل الرياضي ولها سقف شفاف تماما أشاد به خبراء التصميم.
والفكرة التي تقف خلف السيارة المنخفضة المقاومة (لوريمو) هي بناء سيارة خفيفة الوزن ومنخفضة المقاومة للهواء. والنتيجة سيارة تزن 450 كيلوغراماً في حين يزيد وزن السيارة فولكسفاغن الجولف على طن كامل. ويقول هيلمير إن خزان الوقود بالسيارة يسع 20 لتراً وهو ما يكفي رحلة من ميونيخ عبر جبال الألب وحتى روما».
كما لم يدخر مصممو السيارة جهدا في العناية بالمقصورة الداخلية لها. فالراكبان في المقعدين الأماميين سيجلسان في حيز صغير لكنه مريح.
أما الحيز الخلفي فلا يكفي سوى طفلين. ويجلس ركاب الخلف بوضع معاكس لسير السيارة مثلما كان في السيارة سونداب يانوس وهي سيارة كلاسيكية أخرى صممتها ألمانيا في خمسينات القرن الماضي.
ويتصل الشاسيه خفيف الوزن المصنوع من البلاستيك بهيكل من الصلب القوي يجعل السيارة آمنة تماما عند قيادتها.
يقول أولى سومر وهو واحد من ثلاثة أسسوا الشركة مع هيلمير ومصنع مكونات السيارة ستيفان ريتر «إن لوريمو آمنة على الأقل كسيارة صغيرة عادية». ويقع محرك السيارة بين المقاعد الأمامية والخلفية.
ويقول سومر 41 عاماً «إن المحرك ذو أهمية ثانوية. فالسيارة يمكن تزويدها بمحرك تقليدي أو كهربائي.
وتنطلق السيارة من وضع الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 20 ثانية».
وتبلغ أقصى سرعة للسيارة 160 كيلومتراً في الساعة ويقول مصنعوها إن سعرها سيقل عن 11 ألف يورو.
وسيتعين على من يريد مزايا أكثر أن يدفع نحو 15 ألف يورو في نموذج السيارة لوريمو جي تي التي تصل سرعتها القصوى إلى 220 كيلومتراً ـ ساعة. ومن الملامح الأخرى غير المألوفة للسيارة مقدمتها التي تفتح بشكل كامل بحيث تسمح للركاب بدخول السيارة والخروج منها. ويغلق السائق الأبواب بسحب عجلة القيادة إلى مكانها.
ولا تزال لوريمو حتى الآن مجرد فكرة ولا يمكن تجربتها على الطريق بعد. ويقول هيلمير «ولكن لدينا التكنولوجيا بالفعل وهي ناجحة».وتطرح أولى السيارات للتجربة في خريف العام الحالي.
ومن المقرر أن تخرج أول سيارة من خط الإنتاج إلى العرض في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات عام 2009. ويقول صانعو السيارة إنهم يتوقعون أن يبيعوا ما بين 8 آلاف إلى 9 آلاف سيارة في البداية. يقول هيلمير وهو خبير استشاري سابق «إن هذا سيحدث عندما تبدأ في الوصول لمستويات اقتصادية». وقد تعهد مستثمر ماليزي بالمساهمة في المشروع.
ومن المقرر أن يستثمر كوسمو تيك مليوني يورو (4،2 مليون دولار) في الشركة هذا العام مقابل حق تسويقها في منطقة جنوب شرق آسيا. ويقول هيلمير إنه بدلا من إقامة شبكة بيع باهظة التكلفة فإنه يعتزم التعاون مع شركة كبرى لإصلاح السيارات تمتلك فروعا عديدة لتوفير نظام لخدمة السيارة.
وسيتم تصنيع السيارة لوريمو بولاية نورث راين فيستفاليا وسيتم خلق 200 وظيفة بمساعدة دعم ستقدمه حكومة الولاية. ويقول هيلمير «بفضل الكثافة السكنية العالية سنقيم سوقا ضخما أمام باب المصنع». واستثمر هيلمير وسومر ريتز ومجموعة من عشاق لوريمو 5 ملايين يورو في المشروع. وهم يقومون حاليا بتشغيل 12 شخصاً.
ويقول هيلمير إنه عند دخول السيارة خط الإنتاج فإنه يتوقع أن تبلغ الاستثمارات الكلية نحو 70 مليون يورو. بدأ أمر لوريمو قبل 10 سنوات عندما طرح سومر فكرته الخاصة بالسيارة أمام هيئة محلفين في منافسة استثمارية.
ويتذكر هيلمير الذي كان عضوا بالهيئة «لم يستطع أن يجيب عن قسم كبير من الاسئلة ال30 التي طرحناها عليه». وفور تمكن سومر من إقناع هيلمير بدعم المشروع أراد أولئك الذين كانوا يقفون خلفه الفوز بمساندة محبي السيارات الألمان من جميع الفئات العمرية.
يقول هيلمير: «إن البيئة والتكلفة عاملان مهمان بالنسبة للشباب صغير السن لكنهم يريدون قيادة ممتعة أيضا». لكن بدا أن السيارة ستنال إعجاب قادة السيارات من الأعمار الأكبر أيضاً.يقول مدير سابق بإحدى الشركات «لم أعد بحاجة بعد الآن لإثبات قدراتي في القيادة. فهذه السيارة شيء مختلف.
ويقول باولو تومنيلي الذي يعمل مصمما في كولونيا: «لقد جذبني شكل السيارة. أريد أن أقود واحدة منها».
ويستبعد هيلمير التعاون مع واحدة من شركات السيارات الألمانية الكبرى حاليا ويقول «هذا لن يفيد» مشيراً إلى أن مناخ العمل المريح في تصنيع لوريمو وقدرتها الإنتاجية الصغيرة. ولكن ماذا سيحدث إذا لم يستطع مشروع لوريمو أن يتجاوز مرحلة البداية؟.
يقول هيلمير بثقة: «إننا لن نسقط بصورة مخزية».وكما حدث في الماضي فإن الطريق سيخطط لتغيير الفكرة لتلائم الظروف. إننا نكيف أنفسنا مع المتغيرات تماما مثلما تفعل لوريمو مع الريح.ولكن هيلمير يقر بأنه ما يبدو أنه مهمة سهلة ليس كذلك بالمرة ويقول «إنني أمضي الساعات الطوال في الليل أتقلب في سريري أعاني القلق».
وإلى جوار سريره يضع ورقة وقلما لتدوين ما يعن له من أفكار. وأثناء النهار كثيرا ما يحلم بأنه يجلس على مقعد القيادة في لوريمو ويقودها على أحد الطرق السريعة.
العرض الشجري
