[align=center]
جوادي .. ليس كأي .. جواد
امتطيت جوادي .. وأمرته أن يأخذني .. هناك .. إلى ما وراء الخيال
قلت له: لنذهب .. دعني أسرح قليلا .. في حقيقة الخيال
دعني أغمض عيناي .. أستنشق عبير عالم جميل .. بلا معالم
فجوادي .. كما تعلمون .. ليس كأي جواد
.. .. ..
هز رأسه موافقاً .. وانطلق بي مسرعاً .. شامخاً .. متحديا للرياح
واجتاز بي ثغرة الواقع بنجاح
ووصلنا لعالمٍ .. هو للخيال .. كالخيال
.. .. ..
عالم سمت به نفسي .. مشاعري .. كياني
وسمت به الكلمات
عالم ألغى الحقيقة بانصرام .. واكتفى بالوهم
بل وارتضاه .. سيداً .. قائداً له .. ومهاب
.. .. ..
سار بي جوادي .. هنا .. وهناك
رأيت الزهور .. وسمعتها تشدوا .. فاستأذنت
واستنشقت منها العبير
رأيت العزة والإباء .. فألقيت عليهما التحية
وسألت بتواضع .. عن سر غيابهما المريب
وطلبت منهما بخضوع .. أن يطلا علينا من جديد
فقالا: أنتم من بعتمانا بالرخيص .. لم تستشعرانا
ليس وأنتم في هوان
.. .. ..
سرنا في طريق آخر .. إذا بالقدرات والمواهب والامتيازات مجتمعين
قلت لجوادي: لعله خير .. دعنا نرى لمَ هم مجتمعين؟
ما إن اقتربنا .. إلا وشهدت بنفسي مصرع المستحيل
خائبا .. ذليلا .. متجاوبا لحكمٍ صادرٍ .. من هيئة الأوهام
.. .. ..
ورأيت بالقرب من ذلك السعادة .. ترفرف .. فرحة
مبتهجة .. ركضت إليها .. وارتميت في حضنها
وبكيت .. كفكفت عني دموعي .. قالت لي:
نحن في عالمٍ .. ليس للدموع به مكان
توسلت إليها بانكسارٍ أن تعود .. نظرت إليّ مليا
وقالت: ليس وأنتم في قتال
.. .. ..
بعدها لوحوا بأيديهم جميعا مودعين .. وسمعت من بعيد
صدى أصواتهم يقول: .. عودي كلما قسى عالمك عليك
عودي وتزودي منا .. فنحن دوما في الانتظار
عودي
الفارسة / (منال الاصيلين)[/align]