السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوانى و أخواتى فى الله الأعزاء سأسوق لهم قصة رائعه فعلا ربما تشجعكم على تعلين ابنائكم العلم الشرعى و لأن القصة طويله نسبيا و لا اريد ان تشعروا بالملل سابداء دون مقدمات
هذا الصحابى ملك المجد من أطرافه فما فاته منه شيئ فقد أجمتع له مجد الصحبة برسول الله صلى الله عليه و سلم و مجد القرابة فهو ابن عم الرسول
صلى الله عليه و سلم و مجد العلم فهو حبر الأمة و مجد التقى فقد كان صواما بالنهار قواما بالليل مستغفرا بالأسحار كثير البكاء من خشية الله حتى حفر الدمع خديه .
كان ميلاده قبل الهجرة بثلاث سنوات و لما توفى الرسول صلى الله عليه و سلم كان له ثلاث عشرة سنة فقط و مع ذلك فقد حفظ للمسلمين عن نبيهم الفا و ستمائة حديثا
اثبتها البخارى و مسلم فى صحيحيهما .
و لما وضعته أمه حملته الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحنكه بريقه الشريف الطيب الطاهر فكان أول ما دخل جوفه ريق النبى صلى الله عليه و سلم و دخلت معه التقوى
و الحكمة .
تحدث هو عن نفسه فقال :
هم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالوضوء ذات مرة فما أسرع ما أعددت له الماء فسر بما صنعت و لما هم بالصلاة أشار الى ان اقف بجانبه فوقفت خلفه فلما انتهى من
الصلاة مال نحوى و قال صلى الله عليه و سلم :ما منعك أن تكون بأزائى (بجوارى ) يا عبد الله ؟؟
فقلت (أى عبد الله ) : أنت أجل فى عينى و أعز من أن أوازيك يا رسول الله .
فرفع الصادق المصدوق يديه الى السماء و قال صلى الله عليه و سلم : اللهم آته الحكمة
و قد استجاب الله دعوة نبيه صلى الله عليه و سلم فآتى الغلام الهاشمى من الحكمة ما فاق به أكابر الحكماء .
و قد بلغ ابن عباس من مجد العلم غايته ذلك ان خليفة المسلمين معاوية ابن ابى سفيان خرج ذات مرة للحج و خرج عبد الله بن عباس حاجا ايضا و لم يكن له صولة و لا امارة
فكان لمعاوية موكب من رجال دولته و كان لعبد الله بن مسعود موكب يفوق موكب الخليفة من طلاب العلم
و من بعض مناكبه الرائعه الكثيرة هذا الموقف :
لما أعتزل بعض اصحاب على بن أبى طالب رضى الله عنه و خذلوه فى موقفه مع معاوية رضى الله عنهما قال عبد الله بن عباس لعلى رضى الله عنهما :أئذن لى يا أمير المؤمنين
أن آتى القوم و أكلمهم .
فقال على رضى الله عنه : أنى أتخوف عليك منهم .
فقال عبد الله بن عباس :كلا ان شاء الله
ثم دخل عليهم فلم يرى قوما قط أشد اجتهادا منهم فى العبادة فقالوا : مرحبا بك يا بن العباس ...... ماجاء بك ؟؟؟
فقال عبد الله ابن عباس : جئت أحدثكم .
فقال بعضهم لا تحدثوه , و قال البعض : قل نسمع منك .
فقال عبد الله بن عباس : أخبرونى عما تنقمون على ابن عن رسول الله و زوج ابنته و أول من آمن به ؟؟؟
قالوا : ننقم عليه ثلاثة أمور .
قال عبد الله بن عباس : و ما هى ؟؟؟
قالوا : أولها أنه حكم الرجال فى دين الله ( يشيرون الى قبول عليا بأن يحكم بينه و بين معاوية بواسطة كل من أبو موسى الأشعرى و عمرو بن العاص )
و ثانيها أنه قاتل عائشة و معاوية و لم ياخذ غنائم و لا سبايا
و ثالثها أنه محا عن نفسه لقب أمير المؤمنين مع ان المسلمين قد بايعو و أمروه
فقال عبد الله بن عباس الحكيم الذى آتاه الله فضلا من العلم و الحكمة : أرأيتم ان اسمعتكم من كتاب الله و حدثتكم من حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ما لا تنكرو ن
أفترجعون عما أنتم فيه ؟؟؟
قالوا : نعم
قال ابن عباس : أما قولكم أنه حكم الرجال فى دين الله فالله سبحانه و تعالى يقول
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)
صدق الله العظيم (المائدة:95)
أنشدكم الله أفحكم الرجال فى حقن دمائهم و أنفسهم و صلاح ذات بينهم أحق أم حكمهم فى أرنب ثمنها ربع درهم ؟؟
فقالوا : بل فى حقن دماء المسلمين و صلاح ذات بينهم .
فقال : أخرجنا من هذه ؟؟؟
قالوا : اللهم نعم
قال عبد الله بن عباس : و أما قولكم أن عليا قاتل و لم يسب (يأخذ سبيا ) كما سبى رسول الله عليه الصلاة و السلام أفكنتم تريدون ان تسبوا أمكم عائشة و تستحلونها كما تستحل السبايا ؟؟؟؟؟؟ فان قلتم نعم
فقد كفرتم و ان قلتم انها ليست بأمكم كفرتم ايضا فالله سبحانه و تعالى يقول
بسم الله الرحمن الرحيم
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً)
صدق الله العظيم (الأحزاب:6)
فاختاروا لأنفسكم ما شئتم .
ثم قال : أخرجنا من هذه ايضا ؟؟؟
قالوا : اللهم نعم .
قال عبد الله بن عباس : و أما قولكم ان عليا قد محا عن نفسه لقب امرة المؤمنين فان رسول الله صلى الله عليه و سلم حين طلب من المشركين يوم الحديبيه أن يكتبوا
فى الصلح الذى عقده معهم (هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ) قالوا (أى مشركى مكة ) :لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت
و لا قاتلناك و لكن أكتب محمد بن عبد الله , فنزل صلى الله عليه و سلم على طلبهم و هو يقول ( و الله انى لرسول الله و ان كذبتمونى ).
ثم قال عبد الله بن عباس : فهل خرجنا من هذه ؟؟؟؟؟؟
فقالوا : الله نعم .
و كان ثمرة هذا للقاء و ما أظهره فيه عبد الله بن عباس من حكمة بالغة و حجة دامغة أن عاد منهم عشرون ألفا الى صفوف على بن ابى طالب و أصر اربعة الاف على خصومتهم
له عنادا و اعراضا عن الحق .
أنتهى الى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الصحابة للكاتب عبد الرحمن رأفت الباشا رحمة الله عليه
و أرى ان النص به الكثير من العبر و الدروس التى تدل على شرف العلم و العلماء و قدرتهم على اصلاح ما يفسده حال البعض
أنتظركم و تعليقاتكم على الرابط التالى
http://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=10390
دمتم و أهليكم بكل خير