السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده أما بعد
اخوانى و أخواتى فى الله أستأذنكم فى أن أكمل بعض سيرة النعمان بن مقرن المزنى رضوان الله عليه و على الصحابة الغر الميامين الأطهار .
بعد أن صارت الخلافة الى فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه و قبيل معركة القادسية أرسل سعد بن أبى وقاص قائد جيوش المسلمين وفدا الى "كسرى يزدجرد " برئاسة النعمان بن مقرن المزنى ليدعوه الى الاسلام و لما بلغوا عاصمة كسرى فى المدائن استأذنوا بالدخول عليه فأذن لهم ثم دعا ترجمان
فقال كسرى للترجمان : سلهم ما الذى جاء بكم الى ديارنا و أغراكم بغزونا ....؟ لعلكم طمعتم فينا و أجترأتم علينا لأننا تشاغلنا عنكم و لم نشاء أن نبطش بكم .
فالتفت النعمان الى من معه و قال : ان شئتم أجبته عنكم و ان شاء أحدكم أن يتكلم آثرته بالكلام .
فقالوا بل تكلم ثم التفتوا الى كسرى و قالوا : هذا الرجل يتحدث بلساننا فاستمع الى ما يقول
فحمد النعمان الله و أثنى عليه و صلى على النبى ثم قال : ان الله رحمنا فأرسل الينا رسولا يدلنا على الخير و يأمرنا به و يعرفنا الشر و ينهانا عنه و وعدنا ان اجبناه الى ما دعانا اليه أن يعطينا الله خيرى الدنيا و الآخرة فما هو الا قليل حتى أبدل الله ضيقنا سعة و ذلتنا عزة و عداوتنا اجاءا و مرحمة .......... و قد أمرنا أن ندعوا الناس الى ما فيه خيرهم و أن نبداء بمن يجاورنا فنحن ندعوكم الى الدخول فى ديننا و هو دين حسن الحسن كله و حض عليه و قبح القبح كله و حذر منه و هو "أى الدين " ينقل معتنقيه كم ظلام الكفر و جورة الى نور الأيمان و عدله ,فأن أجبتمونا الى الاسلام خلفنا فيكم كتاب الله و أقمناكم عليه على أن تحكموا بأحكامه و رجعنا عنكم و تركناكم و شأنكم .....فان أبيتم الدخول فى دين الله أخذنا منكم الجزية و حميناكم فان ابيتم اعطاء الجزية حاربناكم .
فاستشاط يزدجرد غضب و غيظا مما سمع و قال : أنى لا أعلم أمة فى الأرض كانت أشقى منكم و لا أقل عددا و لا أشد فرقة و لا أسواء حالا ..... و قد كنا نكل أمركم الى ولاة الضواحى فيأخذون لنا الطاعة منكم .....
ثم خفف من حدته و قال : فان كانت الحاجه هى التى دفعتكم الى المجيئ الينا أمرنا لكم بقوت الى أن تخصب دياركم و كسونا سادتكم و وجوه قومكم و ملكنا عليكم ملكا من قبلنا "أى من عندنا " يرفق بكم .
فرد عليه رجل من الوفد ردا أشعل نار غضب يزدجرد من جديد فقال : لو لا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم .... قوموا فليس لكم شيئ عندى و أخبروا قائدكم أنى مرسل اليه رستم "قائد جيوش الفرس " حتى يدفنه و يدفنكم معا فى خندق القادسية .
ثم وقعت معركة القادسية و فعلا أطتظ خندقها بجثث الالاف القتلى و لكنهم لم يكونوا من جند المسلمين و انما كانوا من جنود كسرى .
الى هنا سأتوقف عن كتابة النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الصحابة للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا على أن تكون لنا عودة ان شاء الله
و الأن الى العبر التى تؤخذ من القصة و لكنى لا أرى أننى استطيع أن اكتبها كلها لذلك أرجوكم ساعدونى باكمال العبر فى التعليقات فضلا لا أمرا
** المسلم مهما بلغ شأنه فانه متواضع لأخوانه المسلمين يرفع شأنهم و لا يستأثر بالفضل الدنيوى وحده و هذا ما نراه من استئذان النعمان أصحابه أن يتحدثوا مع كسرى يزدجرد أو يتحدث هو انه منتهى التواضع و أنكار الذات اما الأخوان فى الله .
** المسلمون يعرفون فضل السبق فى الاسلام و يوقرون من سبقهم للدين و يوقرون أولى العلم و يعترفون بالجميل لأصحابه و هذا ما نراه من أصحاب النعمان الذين طلبوا منه التحدث بدلا منهم و هو راضون بما سيقوله واثقون فى ايمانه . أنه الأدب الاسلامى الرفيع
** المسلم يعترف و يؤمن بفضل الله عز و جل أن رزقه هذا الدين القويم يعتز باسلامه يعرف ان الحق معه و أن النصرة من عند الله أن التزم أوامر الشرع و أنتهى عن نواهيه يحب أوامر الله عز و جل و يتبعها و لا يتكاسل فى أداء ما أمره الله عز و جل و هو انما يفعل هذا بحب شديد للخالق و يحب نشر الدين و يتفانى فى نشر الدين و لا يهاب الأعداء لأنه يعرف ان ربه هو الجبار القهار على الأشرار و أن تحدث مع الأعداء تحدث بكل قوة و شجاعة و لا يخاف فى الله لومة لائم و لكنه فى نفس الوقت لا يستفذ العدو حتى لا ينفر هذا العدو من دين الله و هذا كله يتضح من كلام النعمان مع كسرى يزدجرد .
** الاسلام ليس دين ينشر بالسيف بل دين يقبل الآخرين بل و يحترم الآخرين فها هو النعمان يعرض على كسرى اما الدخول فى الدين بالحسنى أو البقاء على ما هو عليه و دفع الجزية نظير حمايته أو الحرب فالحرب هى الخيار الأخير .
** أنظروا لكلام كسرى الذى يصف حال العرب قبل الاسلام و هو بكل أسف وصف وصفا دقيقا للعرب قبل الاسلام - أن العرب بلا شوكة اذا كانوا بلا دين اسلامى حنيف ان العزة و الكرامة و السؤدد العربى ليس لهما الا مصدر واحد هو التمسك بدين الله - ان تركنا الدين نعيش كالفئران و ان تمسكنا به كنا اسودا و اسياد العالم فمن اراد العزة فعليه بالدين الاسلامى الحنيف .
** لاحظوا كيف حاول كسرى استمالة المسلمين فى ابعادهم عن الحق و أغراهم بالمال و الكسوة لوجوه قومهم أنه نفس التيار الأمريكى و نفس المساعدات الأمريكية لأستعباد الشعوب العربية نفس المنطق فى حرص الباطل على ألا تعلوا كلمة الحق و هو يظنون أنهم يستطيعون هذا باعطائنا بعض كسيرات الخبز .
لم تنتهى العبر بعد و أعرف انكم ستكتبون أفضل مما كتبت لهذا ارجوكم ساعدونى و أنتظركم على الرابط التالى
http://www.b3b7.com/vb/showthread.php?t=10390
دمتم و أهليكم بكل خير