فاجأ الجميعَ "عبده خال" ـ أحد الحداثيين ـ بالمطالبة إلغاء فريضة الحج لهذا العام خشية قدوم وانتشار وباء أنفلونزا الخنازير .
حقيقة أن ما طالب به ( خال ) لم يكن يخطر ببال أحد ، فلم يكن بيننا ولا حوالينا من يظن أن أحداً ينتسب للإسلام سيفكر مجرد تفكير بإلغاء إحدى فرائضه لسبب غير منطقي ولا مقبول ، خصوصا وقد أكد المختصون الطبيون أن الفايروس لا يزيد عن فايروس الأنفلونزا الموسمية ، وبحسب بعض الروايات أن الوزير الصحة رد مذهولا على "صاحب الفسوق" بـأن ما تكلم به " غير معقول" ، وهو بالفعل طلب غير معقول ، وغير منطقي ، عند ذوي العقول الحرة المستقلة ، التي عرفت حق الله عليها وعظمت شعائره ، وتعظيم الشعائر كما جاء في القرآن الحكيم من تقوى القلوب {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32 ، بل حتى بعض أصحاب العقول المؤجرة المستعبدة لا أظنه قد خطر ببالهم إلغاء أحد أركان الإسلام بوهم انتشر في ربوعها .
وهذه الباقعة ليست الأولى لعبده خال ، ففي كل مرةٍ يكشف –هداه الله- عن سوءة عقله ويتقيء كلاماً على صحف للأسف تابعة لبلاد الحرمين ، فقبل نحو ثلاث سنوات ـ تقريباً ـ وعندما تطاول كبير النصارى على مقام النبوة ، هب المسلمون للوقوف في وجهه يردونه عن مقام الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا ( عبده خال ) ومن لف لفه ، فقد راح يلتمس الأعذار لكبير الكفر ،ويدافع عنه !! ، فكتب مقالين بعنوان "شيء من عقل" برأ فيها البابا براءة تامة وألقى باللائمة على "الثقافة التراثية الضاربة في جذورها من البدايات الأولى" ، مشيرا وبلا خوف ولا حياء لعهد النبوة والخلافة الراشدة !! .
يبدو أن مقام بابا "الخال" أعظم قدرا عنده من نبي الأمة!!
ومن المخزي والمخجل أن أحدا من كتاب الصحف الذين هم على ملة "عبده" لم يستنكر تلك المبادرة على حد علمي ، بل مُرِّر الأمر وكأنه طلب عادي جدا وحرية رأي!! لا تختلف كثيرا عن حرية رأي من أراد إلغاء معنى ومقتضى ودلالة كلمة التوحيد!!
حقيقة نشكر الصحف بكتابها أنهم لم يخيبوا ظننا في تسامحهم وحريتهم التي تتسع لكل ما هو شاذ من الأفكار!!
ولكن بالله عليكم خبروني فيما لو كان أحد الإسلاميون –كما يسمونهم- حضر المؤتمر واقترح على وزير الصحة أن يطلب من ولاة الأمر إيقاف الرحلات من وإلى الدول الغربية المخنزرة..كيف ستكون ردة فعل الصحف وكتابها وعلى رأسهم ( صاحب فسوق ) ؟!
هل سيمررون هذا الاقتراح بسلام ويعدونه حرية رأي ؟؟
عن نفسي أقولها وبكل ثقة لا أظن أن الأمر سيمر دون أن نشاهد اللطميات ومقالات النياحة والنعي على الانفتاح والحضارة والمواكبة....الخ
بل لا أشك ذرة في أننا سنرى بأم أعيننا من سكت عن عبده واقتراحه يصم هذا الإسلامي بالتشدد والكراهية للآخر "الحبيب" ، بل ربما جادت قرائحهم بمقالات تتحدث عن التوكل على الله وتفويض الأمر له سبحانه والتحذير من سوء الظن بالله..الخ من التهوك في الأمور الإيمانية العقدية التي لا يفقهون أبجدياتها!!
فكتاب الصحف لدينا –إلا من رحم ربي منهم وهم قليل- تثور ثائرتهم وتتمعر وجوههم وتنتفخ أوداجهم فيما لو مس أحد المتشددين -المعادين للتسامح والحوار والمنابذين للانفتاح والانبطاح- أسيادهم الغرب ببنت شفة ، في الوقت الذي لا تتحرك في أحدهم شعرة فيما لو كان التطاول في حق الدين وثوابته وشعائره العظيمة.
إنهم أذناب الغرب وطابوره الخامس –كما وصفهم بذلك الكاتب النزيه خالد السليمان-، ونحن منهم برآء فليسوا منا ولسنا منهم حتى يتوبوا إلى الله ويقلعوا عما هم فيه من غي وضلال وحرب على دين الله وحرب على الصالحين من عباده.
العرض المتطور
