سيدي ...
اسمح لي أن اهمس لك بكلمات
كلمات أخيرة فقط
قد تكون .. هذياناً
وقد تكون .. تمتمات محتضر
أو حتى كتابات .. على جدار منكسر
ولكني سأستجمع .. كل ما بقي من قواي
وكل ما تبعثر من أشلائي
كي أقولها لك ..
سأقف بجسدي النحيل
على عصا مهترئة ..
أنهكتها ذكريات .. بساقها محفورة
لازالت تلهب مشاعري
وتوقد فتيل أشواقي
كي أقولها لك
حبيبي ..
تـتـلذذ في تعذيبي
فأرحـب
تـنـتشي وأنت تمزقني
فأرحـب
تغتال قلبي وتئده كما وأدت روحه بالأمس
فأرحـب
تعلق حبل مشنقتي.. وتدعوني إليه !!
فأرحـب
وبكل طواعية وحب .. انساق إليه
أنساق إلى حتفي
بل أراه يسابقني .. !!
ذلك القلب الذي وأدته
فيركض إليك مسرعاً
لتسفك دمه
فالمسكين .. ما عاد يدرك ويعي
سوى شيئاً واحداً
أن يجيبك حين تناديه
لبيك وسعديك..
فيسرع إليك مهرولاً
وعندما يقترب نحوك
ويدنوا منك
تستقبله بسكينك في صدره !!
فتغرق يداك .. بدمه
وتتسلل بين أصابعك .. روحه
( فتفارقه بك ... وإليك)
عندها فقط !!
تنفرج أساريري
وترتسم على محياي .. بقايا شاحبة
لابتسامة ميته
فدمي الذي كان يحيا بك
هاهو الآن .. يراق بين يديك
ما أسعدني به
وهو يرقد في أحضان ذراعيك
ما أسعدني به
وهو يجف .. ويلفظ أنفاسه
متشبثاً معانقاً .. كل ثغرة وكل شعرة في كفيك
ليكون آخر ما تراه عيناي المتهالكة
وهي ترحل للمغيب
(باقة ورد حمراء .. في يديك)
تشرف دمي برسمها .. على معصميك
by mail