يقضي ليله في غرفة مظلمة
ولا يجد حوله من يؤنس وحدته
يخجل من البكاء رغم حاجته له
ويأن قلبه في صمت خشية المهانة
يذهب كل يوم ويعود
ولكن لا أهلا بالقاصد ولا سهلا بالمقصود
من جحيم إلى جحيم
تطأ قدماه ذلك الطريق كل يوم
ولكن لا وصول إلى نعيم
يرى من الوجوه ما هو بغيض
ويسمع من الكلام ما يغيض
في أرض لا أهل له فيها ولا حبيب
يسابق الليالي والأيام
حتى انقضت الشهور والأعوام
وما ظفر من عمره بشيء
ينظر إلى ذلك الساكت
ويكلمه بالرموز والآهات
ليخبره عن الماضي
وشيء من بقايا الذكريات
ويسأله مالذي أتى بك بعد الذي كان
أما كان الأحرى بك المضي والنسيان
أذهب و لا تكترث
فإني مثلك عن قريب ذاهب
أذهب و لا تكترث
فما عاد لنا في هذه الدنيا لقاء