(عفوا ..الموضوع طويل ولكنه .. شيق . ومٌفيد )
منذ الأزل و بعد هبوط ابينا آدم و امنا حواء من جنتهم في السماء
بدأ السعي للبحث عن الطعام وسد حاجة الجوع و الظمأ التي استحدثت في الحياة الدنيا واصبحت ضرورة من ضروريات حياة البشر و تطور الوضع ليشمل جوانب مختلفة تعود لنفس النقطة فمن اجل لقمة العيش تعقدت تلك الفكرة البسيطة لها و اصبحنا نتحدث عن الزراعة والري والأقتصاد والعلوم الطبية والزراعية والتجارة والأتفاقات الدولية ووووو. الخ
الطبخ واعداد الطعام نتيجة طبيعية للتطور و الخبرة وميزة انسانية تدل على الرقي البشري ويعد فرقا في نظام التغذية بين الأنسان والمخلوقات الحية الأخرى فالإنسان يأكل ليعيش ولايعيش ليأكل و اذا اختلفت هذه المعادلة يختلف منظورنا لماهية الحياة و التطور .
بات الطبخ في معظم المجتمعات العالمية حكراً على النساء و مهمة تخصهن و ترتبط بهن كالحمل و الولادة فأرتبطت بثقافتنا هذه القناعة و تنامت الى ان اصبح من ضمن اعمال النساء الرئيسية الطبخ و الطبيخ .
حسب معلوماتي ان الطبخ واعمال المنزل الاخرى ليست من الواجبات على المرأة بل هي من المستحبات اذ ان الاسلام لا يفرض على المرأة العمل في المنزل ولا الطبخ والنفخ ولكنها تقوم بتلك الاعمال من باب التعاون بينها وبين زوجها فقط لا من باب الوجوب فلا يوجد قانون او عرف يجبر المرأة على القيام باعمال البيت قصرا ولكنها تقوم بها طوعاً من باب التعاون .
وهناك الكثير من الازواج ميسوري الحال يجلب لزوجته من تقوم لها بالطبخ وتربية الاطفال وإدارة اعمال البيت .
وبالرغم من ان الأسلام كفل للنساء حقوقهن وكرمهن ايما تكريم ولم يلزم المرأة بهذا العبء ابداً ولم يوصمها بلقب الطاهية او عاملة المنزل الا انه من الأفضل ان تقوم المرأة باعمال البيت و ادارته ولو كان الطبخ واجباً على المرأة ما بقيت امرأة في بيت زوجها لأن غالبية النساء و خصوصاً في عصر السرعة والراحة لا يطبخن حتى وان كن بارعات في فن الطبخ كنتيجة طبيعية لكثره المطاعم و تنوعها وخدمة التوصيل المجاني .
و لأننا لا نحكم الدين في اغلب قيمنا المعيشية فيأتي هذا اللبس الواضح و تكونت هذه المسلمات الباطلة و حتى لا نكون مجحفين بحق مجتمعاتنا العربية و الإسلامية فأن هذه الظاهرة كانت ومازالت في اعرافنا الاجتماعية مقياس لحسن تربية الفتاة و اتقانها فنون الطبخ مبعث للمفاخرة بصاحبة المنزل و مدى تفننها بأعداد الولائم و العزائم كتعبير لحسن الضيافة و من باب اكرام الضيف و امر متعارف عليه من قديم العصور .
هنا يتبادر لذهني قصة ذكرها والدي في احد سفراتنا فبينما هو في صغر سنه وغربته عن اهله و قطع الطرق الشاقة وسط الصحراء و جبال الحرات القاسية في طريق غير معبد قبل اكثر من 35 سنة توقف مع صاحب له عند رجل بدوي دعاهم للمبيت عنده وله اطفال وزوجة و كان طيب القلب كريماً مضيافاً ولكن زوجته لم يعجبها الأمر و اخذت تصرخ و تضرب صغارها و ترفع صوتها حتى وصل لأبي و صاحبه ورفضت اعداد الطعام و تقديم حتى القهوة لهم مما اضطر الرجل لان يقوم بصنعها بنفسه و يقدمها لضيفيه وهو في غاية الحرج منهما و حضرت طعاماً بسيطاً بعد وقت طويل و موجه اشمئزاز وصراخ و تكسير .
<<<< حتى وان لم يكن الطبخ واجب في الإسلام فاكرام الضيف واجب ويستلزم الطبخ بديهياً و اجر عظيم و شرف كبير كما انه من رضا الزوج و حفظه في بيته ولا يكلف الأمر الكثير في عهدها حتى مع شح الإمكانيات قبل 35 و بقيت قصة محزنة لرجل كريم زوجته بوصف ابي خبيثة مقارنة بقصتي التالية .
أول من ضيف الضيفان خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام ، وهو الأب الثالث ، وعامود العالم ، وأبو الآباء ، وإمام الحنفاء الذي اتخذه الله خليلا ، وجعل في ذريته النبوة ، والكتاب ، وهو شيخ الأنبياء كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
وفد أثنى الله تعالى عليه في كتابه العزيز في إكرام ضيفه من الملائكة حيث يقول سبحانه:-
( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون )
الشاهد في الآية أنه عليه السلام راغ إلى أهله ليجيئهم بنزلهم . والروغان هو الذهاب في اختفاء بحيث لا يكاد يشعر به الضيف فيشق عليه ويستحي بخلاف من لم يشعر به إلا وقد جاءه بالطعام و ذهب إلى أهله فجاء بالضيافة فدل أن ذلك كان معدا عندهم مهيأ للضيافة ، ولم يحتج أن يذهب إلى غيرهم من جيرانه أو غيرهم فيشتريه ، أو يستقرضه .
<<<< حادثة مشهورة ضيف ابراهيم المكرمين قبل الميلاد قبل التطور قبل وجود الأواني و توفر وسائل حفظ الماء على الأقل و التقطيع و الخبز و العجن و اشعال النار كانت الإمكانيات قبل 3000 عام لا تقارن بما قبل 35 سنة ابداً ومع ذلك فإن سارة زوجة النبي ابراهيم عليه الصلاة والسلام كانت بطله شريكة في اعظم قصص الكرم التاريخية و دستور ثابت في آداب الضيافة .
في يوم من الأيام هذه السنة و في احد مواعيدي للمستشفى وبينما الوالد يقود مشغلا اذاعة الرياض تتصل احدى المستمعات اسمها اسيل فتفتح موضوع الطبخ وكيف ان الأهل يطالبون بناتهن بالطبخ وتنويع الوصفات و لا يتناولونه في الغالب وترمى للأسف هذه النعمة .
ابي في تلك اللحظة انشرح للموضوع المهم وزوجته كالحال وهنا يعلق
: من زين الصنعة يمكن لأنها ماتطبخ زين
ويبدأ الحماس في المشاركة بالحوار من زوجة ابي وإذا بالحوار يتجه إلى أن اسيل المتصلة تحكي عن احدى صديقاتها تعرضت لصدمة من امها بسبها امام خطيبها و اهله بأنها لا تعرف الطبخ ولا تجيده .
واذا بالخطيب واهله يقولون : هذا المطلوب ؟؟ هذا طلب ولدنا
يعلق المذيع قد تكون تسكن مع زوجة ابيها لذلك ادعت هذا الادعاء خخخخخخ
فردت المتصلة اسيل : لا امها امها
و هنا ابي يتكتم على ماسمع و يستمع للحوار بصمت مدعياً اللامبالاه ههههههه
ينتهي اتصال اسيل و انا في موجه ضحك صامته و اهلي يستمعون لاراء المذيعين بخصوص الموضوع و خلاصة الأمر توصلا في الحوار الى ان الطبخ اصبح غير ضروري لتأسيس منزل في وجود وفره المطاعم بأنواعها الشعبية و السريعة و الشامية والهندية والإيرانية والمكسيكية …الخ
وان الأهم هو زوجة متفاهمة مقدرة تستوعب مشاكل الزوج وتحتويه و تقدر مايعانيه خارج البيت لتوفر له الراحة في البيت اما الأكل فقد يتوفر بطريق العودة للبيت في ظرف دقائق معدودة عدا عن خدمات التوصيل المجاني …
عدا عن ادوات المطبخ المتوفرة و اختلاط الثقافات المطبخية و تبادل الوجبات محلياً و اقليمياً و عالمياً .
ويبقى الأكل من أهم متع الحياة
والمعدة بيت الداء والأنسان مسؤول عن كل مايتناوله فلا يأكل الا الطيب الجيد الصحي
والمطاعم وان تكاثرت تبقى حل من الحلول وقت الحاجة وغالباً في العزائم والولائم الكبيرة ولا تغني عن الطبيخ البيتي الأكثر صحة و الأطعم .
أعجبني. وأثرت . طرحه