كانت كتابة الرواية، تشبه زرع حقل من الأفيون يخدرني إلى
أجل مسمى، فصدمني الكثير من الكلام، كي تعود الروح إلى دورتها المطمئنة عدة
سنوات، قبل أن يتراكم كلام آخر، تضيق به المسارب، والطرقات، ومحاولات التفادي
والإنكار، وتنمو على القلب مرة أخرى أعشابه العشوائية المعتادة، وينتابني الصحو
المؤلم عندما ينتهي مفعول الرواية السابقة..
تَتحدثُ عَن حسانْ الـ إبنَ الوحيدُ في عائلةٍ بَسيطة تَسكُن الرياضَ ، الـ تَعرضَ
لِـ تَحرُشاتٍ جِنسيةٍ بِصُغرهِ إبتدأتَ بِـ مُعلم الإبتدائيةِ وَ الـ تلوهُ ، وَ الـ خلفتَ شَخصيةٍ
لا مُتزِنة تَجِدُ بِـ الجَنس مَهربٍ وَ حاجةٍ مُلحة / إنخرط أولاً بِـ بحورِ الجوريةِ وَ الـ كَانتَ
تزرعُ بهِ الشعورِ بالذنبِ أحياناً وَ تُجرده مِنه بِـ أوقاتٍ أخرى .
غاليةِ المرأة الـ تَكتُب مَقالاً وَ الـ يكتَشِفُ أنَ ثمة علاقة قرابةٍ تَجمعهما ، فَـ تبدأ بينهما
العلاقةِ وَ الوسيلةُ إيميلْ مُرافقٌ لِـ مقالاتِها ، وَ ابنها فيصلْ الـ يَفصِلهُما عَن مشروعِ
الزواج وَ السببُ الحَضانةِ ، وَ كِتابهُ الأول الـ تَنشرهُ له غالية دونَ عِلمٍ مُسبقٍ.
أمسكَ ابنَ عِلوان القِصة مِنَ المُنتصَف وَ بِـ حنكةٍ وَ هدوء بدأ يُسَرِبْ حكايا الماضيّ
حَكى عنَ أزمنةِ سِتة :
حَسان الطِفلْ
حَسان الشّابْ
حَسان مع الجوريةِ
حَسان قبل غالية وَ بعد الجورية
حَسان مَع غالية
حَسان بعد غالية
مَقاطِعٌ مِنَ الرواية :
"ليس ثمة رحم أكثر إنتاجاً للتوائم المتشابهه من رحم الرياض، فأي شيء يجعلنا نسبق
الزمن لبلوغ اليوم الذي يليه ؟ "
"ربما أفضل ما يمكننا أن نفعله بعد الحب ألا نقف على أطراف أصابعنا نتأمل الراحلين ,
بل يجدر بنا أن نركض في الأتجاه العكسي تماماً , فالجهات لم تخلق أربعاً لوجه العبث ! "
"أكدتُ تمامًا أنّ أوجعَ الأيّامِ بعد الحبِّ ليسَ أولهَا لأنّ النبتةَ لا تتألم فورَ انقطاعِ الماءْ بل
عندمَا يبدأُ الجفافُ فعلاً "
" لمْ أفكر مِن قبلْ أننا رُبما نعيشُ في زمنينَ فِعلاً ، وَ لِأسبابْ تاريخِيةٍ وَ ليس فلكَيةٍ كما
يُفترضَ لِأنَ الفلكَ لمْ يختلِف بعضَهُ مَع بعضْ مُنذ بدء التكوينَ ، وَ لكن نحنُ الذينَ إختلفنا
فيه
هَكذا حياةُ المَلائكة ، رهانٌ مُستمرٌ على حملِ الضوءْ مَسافةٍ أبعد ، لِذلكَ الكونُ لا ينتهيّ ،
ومضْمونهآ :
عَن مُعتز المولودُ بِـ بيروتَ وَ الـ قضى عُمره بينَ أحضانِ الرياضَ ، الشابُ الـ يَحمِل شخَصية
هَشة نِسبياً وَ الـ يَشعُر بِالرتابة مِنَ كُل شيء ، حتى شَعر يوماً بِأنَ موتَ والديهِ سببٌ مُثير
لِلإهتمامْ إذ أنهُ طاردٌ لِـ الملل . وَ الـ إنفصل عن زوجتهِ السابقةِ لِذاتَ السببْ ، تعرف على فتاةِ
لِبنانيةِ نَصرانية عَن طريقِ الإنترنتَ و تطورتَ العلاقةِ حتى سَافر لِبيروتٍ لِأجلها لِـ يَشهد على
موتِها البطيء وَ السببُ مَرض السَرطانَ الـ يَفتِكُ بها بِبطءٍ شَديدْ .
بدأتَ الرواية بِـ حديثه عن الملائكة ، وَ الحواراتَ الـ دارتَ بينَ صوفيا وَ مُعتز تدور حول نُقطةٍ وَاحِدة ..