قال مديرو صناديق إن استثمارات من جنوب شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة بدأت تتدفق على البورصات الخليجية بعد الانخفاض الشديد في الأسعار رغم موجة تراجع شهدتها الأسواق الناشئة مؤخراً، مؤكدين أن انتعاش الاقتصاد عامل جذب، لكن تدفق الأموال بمعدل كبير قد يحتاج فترة أطول وأن ذلك يتوقف على تخفيف القيود على الاستثمار.
وذكروا خلال مؤتمر عُقد بدبي أن أكثر من 100 مليون دولار دخلت المنطقة منذ أن بدأت الأسواق هبوطها في فبراير/ شباط 2006، وأن بورصات الخليج لم تتأثر حتى الآن بدرجة تذكر بموجة بيع في الأسواق الناشئة في الآونة الأخيرة بسبب مخاوف من أثر ارتفاع أسعار الفائدة وتباطوء النمو الاقتصادي الأمريكي.
وأكدوا أن هذا الاتجاه سيتسارع على الأرجح مع انفتاح المنطقة تدريجيا على مزيد من الاستثمارات الأجنبية التي تمثل الآن أقل من 5 % من رأس مال بورصات الخليج الذي يبلغ قرابة تريليون دولار، مشيرين إلى أن التداول يقتصر إلى حد كبير على المواطنين والمقيمين بسبب تقييد الحكومات الملكية الأجنبية للأسهم، فيما يتم الاستثمار الأجنبي عادة عن طريق الصناديق.
وقال العضو المنتدب لإدارة الأصول في "شعاع كابيتال" هيثم عرابي إن التصحيح خلق فرصة للمستثمرين الدوليين الذين كانوا يريدون دخول المنطقة وكانوا يتابعون الوضع في السنوات القليلة الماضية، لكن أسعار الأسهم كانت تبلغ 26 مثل الأرباح في ذروتها.
وأضاف أن الاستثمارات تصل من صناديق تقاعد وبنوك استثمار ومديري صناديق بريطانية وأمريكية تركز على الأسواق الناشئة، وتعادل الأموال التي تم ضخها نحو نصف صندوق "شعاع للاستثمار في الأسواق الاقليمية" الذي تبلغ قيمته 240 مليون دولار.
وأشار إلى أن كبار المستثمرين في المنطقة يبدون اهتماما مماثلا لكن صغار المستثمرين الذين يفتقر كثير منهم إلى المعرفة الاساسية بالأسواق يسحبون أموالهم بعد أن منوا بخسائر فادحة.
ومن جانبه، قال هيثم القاضي من "فورسيث بارتنرز" في دبي إن أكثر من 100 مليون دولار دخلت المنطقة منذ بدأت الأسواق هبوطها أغلبها من صناديق معاشات في جنوب شرق اسيا يرى المسؤولون فيها أن قيم الأسهم مغرية وأنه توجد طفرة في الاقتصاد وقطاعي النفط والبنوك.
وأشار إلى مشكلة تواجه المستثمرين الدوليين هي كيفية ايجاد القناة الملائمة لتوصيل الأموال إلى هذه الأسواق، وأنه يجري العمل بالتعاون مع البنوك لوضع هيكل يطور وسيلة تحويل الأموال.
وذكر أن هناك عوامل سلبية أخرى أمام الاستثمار الأجنبي منها نقص الشفافية إذ أن بعض الشركات لا تنشر تقارير الارباح أحيانا بالإضافة إلى تزايد اتجاه المستثمرين الدوليين للعزوف عن المجازفة، وهو ما قد يقلل التدفقات المالية على المنطقة مع سعي المستثمرين وراء استثمارات آمنة.
العربية
JOKAR
العرض الشجري
