مفرح الرشيدي (حائل)
أمام ضجيج المدينة وصخبها وضوضاء الطرقات وجد الحائليون في اقامة الخيام في الاراضي الفضاء ملاذا هادئا الامر الذي شوه وجه المدينة ولم يجرؤ احد على زحزحتها ولكن عقب صدور قرار من جهات الاختصاص بذلك، اختفت تلك المخيمات وبدأ عدد من الاهالي بالبحث عن البديل وكان لهم ما أرادوا فاتجهت الغالبية الى بناء الاستراحات واستئجارها ومع مرور الوقت اصبحت توازي المنازل عددا وانتشارا في النطاق العمراني فتحولت الى سوق استثمارية ذات ربحية عالية ما كان له دور بارز في ارتفاع اسعار الاراضي في المخططات الى حد الغليان وظهر ما يعرف باستراحات النخبة وتكون في اماكن مستقلة عن مخططات الطلاب التي تحوي استراحاتهم ذات الاصوات العالية والمواقف القليلة والكثافة الشبابية الى جانب ان عروس الشمال تشوه وجهها مرة أخرى بفعل تناثر تلك الاستراحات.
رغم الانتعاش التجاري الذي ساد في سوق العقار على مدى سنوات عديدة الا ان الانتكاسة كانت قاصمة لتجار الاراضي البيضاء وعدد من مالكيها، جراء الهبوط السريع للاسعار بسبب قلة الطلب واتجاه معظم المواطنين لسوق الاسهم.
يقول محمد الساير:
اشتريت ارضاً بسعر مرتفع في موقع متميز وكانت في بداية النمو وانتظرت طويلا حتى حصلت على قرض من الصندوق وعندما أردت البناء وجدت الامر مختلف فالمخطط يضج بالاستراحات التي اصبحت مرتعا لترويج المخدرات وأوكاراً للممارسات الخاطئة وما خفي كان أعظم من تصرفات الشباب داخل تلك الاماكن ويضيف لم أجد خيارا غير بيعها بسعر زهيد ووافقه الرأي احمد المانع وذكر ان هناك احياء تأثرت بأخرى مجاورة لها تكثر بها الاستراحات فقتلت اسعارها واقلقت مضاجع السكان.
ويبدو انه لا يمدح السوق الا من ربح فيه فناصر فرحان يعتقد ان الاستراحات مصدر رزق فتحه الله للناس ويقول لا تكلف بنائها سوى 50 ألف ريال وتحصل على عائد سنوي يتجاوز عشرات الآلاف.
ولا يختلف الامر كثيرا مع «ابو مشاري» المستثمر العقاري وفي رأيه انه ليس بالضرورة ان تكون احياء المدينة سكنية فهنا أحياء راقية وهناك متوسطة وأخرى سكنية وغيرها تجارية وبعضها للاستراحات وهكذا تمايز من سمات الحياة.
عكاظ
JOKAR
العرض الشجري
