اعتذرت الكنيسة الانغليكانية في ويلز من مجلس مسلمي المقاطعة، بعد نشر رسم كاريكاتوري جديد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم نقلا عن صحيفة فرنسية، في العدد الأخير من مجلة صادرة عن الكنيسة.
وبعد نشر الرسم المنقول عن صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية، مرفقا بمقال عن الجذور المشتركة للإسلام والمسيحية واليهودية، اتصل رئيس أساقفة ويلز، باري مورغان، بأمين عام مجلس مسلمي ويلز، سليم قضاوي، وقدم له اعتذارا "من دون تحفظ" مشددا على أن الخطأ لم يقصد به الإساءة إلى المسلمين. وقبل قضاوي الاعتذار، معتبرا أن ما حصل هو مجرد "خطأ".
وقال الأسقف مورغان إن "المقالة جيدة. ولكن لسبب ما، قرر رئيس التحرير نشر إحدى هذه الرسوم الهزلية، وذلك سوء تقدير"، مشددا على أن ذلك "لا يعكس سياسة الكنيسة في ويلز. لقد سحبنا كل النسخ وأتلفناها"، فيما ذكر أن رئيس تحرير المجلة قدم استقالته، وتم سحب 500 نسخة من العدد المذكور من المجلة التي تصدر باللغة المحلية وتحمل اسم "يلان" (الكنيسة).
ويصور الرسم الكاريكاتوري المذكور النبي محمد صلى الله عليه وسلم جالسا على غيمة إلى جانب بوذا والنبي موسى والله، ويقول له الله "لا تحتج، لقد تناولتنا جميعا رسوم كاريكاتورية سابقا".
مؤتمر المنامة
يأتي ذلك في وقت ما زالت فيه قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم تتفاعل، فتستضيف المنامة اليوم الأربعاء 22-3-2006، مؤتمراً عالمياً لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، بمشاركة أكثر من 300 رجل دين مسلم.
يهدف المؤتمر، الذي تختتم فعالياته غداً بحسب صحيفة "السياسة" الكويتية، إلى "نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، والتأكيد على أن المسلمين "لم ولن يغضوا الطرف عن الإساءة التي لحقت بهم جراء نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي في بلدان عدة بدءا من الدنمارك".
وقال الناطق باسم "المؤتمر العالمي لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم" الشيخ عادل المعاودة إن "هدف المؤتمر هو القول لمن أساءوا إلى المسلمين أن هؤلاء لم ولن يغضوا النظر عن الإساءة التي لحقت بهم وبالنبي صلى الله عليه وسلم".
وعن سبب الهدوء النسبي الذي يشهده حاليا هذا الموضوع في العالم الإسلامي، يقول المعاودة إن الموضوع "لم ينم ومن يظنون أنه نام فذلك لأن إعلامهم لا يتابع فالكثير من المسلمين لا يزالون منشغلين بالأمر". وأشار إلى أن المؤتمر يسعى لتوعية المسلمين "وتجنب الأساليب الخاطئة التي قام بها البعض، ويبين عن طريق علماء الأمة، أن ذلك مرفوض شرعاً وواقعاً"، في تعليق على أعمال العنف التي استهدفت مصالح وسفارات غربية على خلفية الاحتجاجات على الرسوم.
وحرص الشيخ المعاودة على التذكير بان لا علاقة للحكومة البحرينية بتنظيم المؤتمر، منتقداً رد النيابة العامة الدنماركية تقدمت بها 27 جمعية إسلامية ضد "يلاندس بوستن"، التي بدأت الأزمة بنشرها الصور، مؤكدة أن الصحيفة لن تتعرض للملاحقة القضائية.
وبحسب المنظمين فان أهداف المؤتمر هي "ترشيد ردود أفعال المسلمين تجاه الأزمة والمساهمة في ترتيب العلاقة بين الإسلام والغرب"، و "توحيد مواقف المسلمين تجاه القضايا الإسلامية وإبراز وحدة الأمة المسلمة تجاه الثوابت والمقدسات".
وسيتم البحث في كيفية تحقيق هذه الأهداف عبر ثلاث محاور، أولها هو ظاهرة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم: حجج الإساءة في الغرب وأسبابها وبيان صورة الإسلام لدى الغرب وأسبابها. والمحور الثاني هو "استراتيجية نصرة النبي: استخراج عناصر الضعف والإساءة في موقف المسلمين واستبعادها والتشريعات المطلوبة لضمان حقوق الجاليات المسلمة والتنسيق والتكامل بين المؤسسات الإسلامية". أما المحور الثالث فيبحث "الآليات والمشروعات العملية للنصرة: النصرة السياسية والالكترونية والإعلامية والاقتصادية والفكرية والدعائية".
لعنه الله عليهم مانبغى اعتذارهم .
مراسلتكم / ام هزاع
العرض الشجري
