من الناحية المناخية
على الرغم من وقوع جبال فيفاء ضمن مناخ قاري حار رطب صيفاً ومعتدل نسبياً شتاءً إلى أن هذه الجبال تتميز بمناخ فريد خاص بها أملته الطبعة الجبلية الخضراء والأرتفاع الشاهق .
لذا فإن المناخ في جبال فيفاء معتدل تقريباً طوال العام إلى أنه يميل في الشتاء إلى البرودة في أعالي الجبال وإلى الحرارة صيفاً في سفوح تلك الجبال وتكثر الأمطار في فصل الصيف أكثر منه في أي فصل من أي فصل أخر من فصول السنة بسبب الرياح الموسمية وتكون الأمطار عادة مصحوبة بالعواصف الرعدية المخيمة وتتراوح درجة الحرارة في هذا الجبل صيفاً مابين (16) و (28) تقريباً وشتاءً مابين (3) و (25) درجة مئوية
أما الرطوبة فتصل نسبتها في الشتاء إلى 50 بالمائة وفي الصيف إلى 30 بالمائة وبهذا يكون الجو معتدلً طيباً في فصل الصيف واقرب إل البرودة في فصل الشتاء وأما بالنسبة للأمطار في تتراوح مابين (35) إلى (45) سنتيمتر مكعب في السنة وتمتاز جبال فيفاء عن الجبال المحيطة بها بكونها أخصبها وأكثر قابلية لأصناف المزروعات وأنها أجملها منظراً وأنضرها بهاء وأنقاها وألطفها هواء وأحسنها مناخاً مكسوة بثوب سندسي من الأشجار الضخمة الباسقة والمتعددة الأشكال والألوان إضافة إلى الأزهار الجميلة والشجيرات العطرية المختلفة الألوان وأشكال والأعشاب المتنوعة التي تغطي كل شبر من تلك الجبال .
فلا تقع عيناك على تلك الجبال إلا على منظر جميل خلاب فسبحان من خلق فأجاد .
كذلك يكثر الضباب في فصل الصيف مما يضفى على جمال تلك الطبعة جمالا أخر وحقا فإن فيفاء جبل شامخ يقف في شموخ وكبرياء الجبال .
ولكن لماذا سمية هذه الجبال بهذا الأسم ؟
ورد تعريف في كتاب بين مكة وحضرموت لصاحبة البلادي للسبب الضي سميت به هذا الجبال ابفيفاء فقال صاحبة :
فيفاء بفتح الفاء أسم لقبيلة كبيرة سكنت جبلاً شاهقا خصباً كثير القرى والمزارع والمياه ويقع شرق صبياء وهو أدنى السراة إلى الساحل فسمي جبل فيفاء كما قيل :
وجاء في معجم البلدان ما يلي :
(الفيف) هي : المفازة التي لا ماء فيها من الأستواء والسعة فإذا فإذا أثنة فهي الفيفاء وجمعها الفيافي وقيل الفيفاء الصحراء الملساء ويوجد أماكن من الجزيرة العربية يطلق عليها الفيفاء كفيفاء غزال وهو موقع بمكة ينزل الناس منه إلى الأبطح :
قال كثير :
أناديك ما حــج الحجيج وكبرت
بفيفـــــاء غـــزال رفقت وأهلت
وكان لقطع الوصل بيني وبينها
كنــاذرة نذرا فــــــأوفت وحلت
وكذلك فيفاء رشاد وفيفاء الخبار بالعقيق كما ورد في القاموس المحيط وأم أهالي فيفاء فيقولون إن معن فيفاء هوالعلو والشموخ .
وهناك أيضاً سبب للتسمية لا يخلو من الطرفه وربما يكون من باب الأساطير التي كانت تعج بها فيفاء ومفادة :
أن امرأة من اليمن كبيرة في السن قامت بزيارة لجبال فيفاء ولم يكن يطلق عليها أسم فيفاء في ذلك الوقت وكانت زيارتها لقبائل الجبل الأعلى الذين يختلفون في نطقهم لحرف الضاد على نطق قبائل الجبل الأسفل حيث أنهم ينطقون الضاد فاء أي كقولهم لضفدعه ـ ففدعة يقال أن أهالي هذا الجبل كانوا يسألون بعضهم أين الفيفاء أي الضيفة حتى يقوموا بعمل الواجب معها ومنة هنا سميت تلك الجبال بفيفاء للسبب آنف الذكر .
ومع أن القصة قد تدخل في عالم الحكايات والأساطير ولكن علينا أن لا نستهين بالأساطير فربما كان فيها من يرشد الباحث إلى المعرفه .
ومن ناحية الموقع والحدود
تقع فيفاء في جنوب غرب المملكة العربية السعودية وتبعد عن جازان بمسافة تقدر بـ (125) كيلو متر
ومن ناحية حدودها
غرباً وشمالاً : قبائل بالغازي .
وجنوباً : قبائــــــل بني حريص .
وشرقاً : قبائــــــل بني مالك .
فيفاء ليلاً .
فيفــاءُ، يا فَلـَكَ الخَـيالِ الأَبـْعـَدا
"مــا أطيبَ الحَجَرَ الفـَتـَى" مـتلألئاً
ما ضـمّني بَـلَدٌ ولا ضَـامَ الـنَّـوَى
قالوا: " هـي الأوطانُ مهما تَجْـفُـنا "
لا جفـوةٌ يُخـْشـَى تغــوُّلُـها ، ولا
طـَـوْدٌ بـهِ اللهُ يُثـَبـِّتُ أرضــَـهُ
شــمـّاخـةٌ فيهِ الحصونُ ، كأهلِهِ،
أخلاقُـهُ الجـبلُ المُنـِيْـفُ ، وهل دَنـا
شَـمَمُ الجـبالِ منَ الرجـالِ، ولا يُـرَى
ولأنتِ أنتِ ، وراحـتـاكِ مواســـمٌ
ومواسمُ الهِمَمِ الشـَّواهـق طَـلْـعُـها
فـي كل "رَيـْدٍ" بـارقٌ متهــلِّــلٌ
وكذا الحـرائرُ : فـتـنةً ، وحـصانـةً،
* * *
فيفــاءُ، يا كـأسَ النَّدامـَى إنْ هُــمُ
مُـدِّي جناحـَـــكِ، حَلِّقي رَيَّانـَـةً
فعـقابـُكِ الشـاهـينُ يصطادُ السُّـهَـا
( عبسـيّةً ) عَبَسَـتْ على قَـيْدِ الثَّرَى,
سَــيَّافُـها كــاذٌ تبَســَّم بَرْقُـهُ
"هُـزَّابـُها" هـَزَمَ العزائمَ مـُصـْبـِحاً
من "حَقْوِها" لشِـعافها رَشَـفَ الضـِّيـاءُ
لم يُلْـقَ فيها جَحْـفَلٌ مـِن أنـجــُـمٍ
جُـنْدُ الجَـمالِ ، كـتائباً بكـتـائـبٍ،
* * *
يـا غادةً حَلُمَتْ فغادرَ حُـلـْمـُهـــا
لَفَّـتْ "مـِحَـنَّـتَها"، قوافـيَ من دمي،
بجـديلـةٍ من شـَعْرها عَـبِثَ الـدُّجـَى
لتثورَ في ربواتهـا "وَطَــفُ" الضُّــحَى
بُـنِّـيَّةَ النـَّجْوَى ، على أهـدابـِهــا
من عـَرْفِ فـَوْدَيْـها تـَنَـفَّسَ شـارقٌ
فـي صيفها بردُ الشِّتاءِ، شتاؤهـــا
حُلُمي هنالكَ غـَيمـتـانِ بصَـدْرِهـا،
وتـُسـبِّحُ الأنــواءُ من أعـطافِـهـا،
* * *
وهـَوًى يسـافرُ في جناحَيهِ الـمـَدَى!
بالحُـلْمِ صَحْواً والخـُرافَةِ مـَشـْهَدا!
إلا وجـَـدْتُ شـَذاكِ فيَّ مُجَــدّدا
وأقولُ، يا وطني:" فديتـُك، سَــيِّدا! "
يومـاً حفلتِ بمَن جَـفَا أو هـَــدَّدا
من أنْ تميدَ، وجَلَّ ذاكَ مُـوَطّـــدا!
من رامَهُ رامَ السـَّـماحـةَ والنــَّدَى
جبلٌ يُعاتبُ من ذُراهُ الفَــدْفَــدا؟!
شــَمـَمٌ يُجـاورُ في الرجالِ تـَرَدُّدا!
للحُبِّ تـَذروهُ الحِـياضُ زَبَـرْجـَدا
قـِمَـمٌ تـُـراودُ في ثراها الفـَرْقـَدا!
ناجــَى على كَـتِفِ التنائـفِ مُرْعِدا!
وفطـانةً ، وصِيانــةً ، وتـَصَـيـُّدا!
* * *
ظَـمِئُـوا لِدَنِّكِ أكؤساً أو أكْـبُـدا!
بطموحِكِ الوَثــَّابِ، حُـجِّي الأَمْجَدا!
وعقـابـُكِ الإنسانُ يصطـادُ العِـدَى!
فتحَرَّرتْ، وأتـَى الزمانُ مُـقَــيَّـدا!
ورَصاصُها عِنـَبُ الفـُتُونِ تـَعـَنْـقَدا!
وجَنَى القلوبَ "بُـعَـيْـثِرَانٌ" مُسْـئِدَا!
ظـِلالـَها راحـاً.. وراحَ أو اغـْتـَدَى
إلاّ بهِ لُـقـِـيَتْ جَحَـافلُ مـن رَدَى!
والـلهُ كـمْ وَهـَبَ الجَمَالَ وجـَـنَّدا!
* * *
"نـَيْداً" تـَدانـَى أو"حَبـِيْلاً" مُصْعِـدا
عَرَفـَتْ مَحَـبَّـتَها فـسَاقـَتْني الصَّدَى!
والشـمـسُ أرْخـَتْ بينَ نَهْدَيْها اليَـدَا
تـَحـْسُو نـُضاراً صـافياً وزُمُــرُّدا
رَفـَّتْ طيورٌ فاسـتحالتْ أنـْجُـــدا
وعلى خـمـيـلـةِ شـادنـَيهـا وَرَّدا
دِفْءُ العُــيُونِ الناشِـراتِ المُلْـحَـدا
تتـلاثمـانِ وتُبْرِمـانِ الـمَـوعـِــدا!
نـَوْءًا "يُحَوِّم" إثـْرَ نـَوْءٍ "مـَغـْرَدَا"!
تقبلوا ودي...