العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2013, 02:38 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ظل السحاب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ظل السحاب غير متصل


( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) .

[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
عــــن
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]


[align=center][tabletext="width:100%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]
أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال :

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

يا رسول الله ، دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ،

فقال :

( ازهد في الدنيا يحبّك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) .



الشرح


الإنسان اجتماعي بطبعه ، يحبّ أن يأنس بالناس ،

وأن يأنس به الناس ، كما يعجبه أن يكون محبوبا في مجتمعه ،

محترما في بيئته ، لذا فهو يسعى دائما لكسب ود الناس وحبهم ،

والعاقل من البشر من يسعى لرضى ربّ الناس قبل سعيه

في كسب رضى الناس .



ولا شك أن لنيل محبّة الله ثم محبّة الناس سبيل وطريق ،

من حاد عنه ، خسر تلك المحبّة ، ومن سلكه فاز بها ،

وأنس بلذتها ، ولذلك أورد الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث ،

ليكون معلما ومرشدا ،

وليبيّن لنا الكيفية التي ينال بها العبد محبة ربّه ومحبة خلقه .




إن محبّة الخالق للعبد منزلة عظيمة ، فهي مفتاح السعادة ، وباب الخير ،

ولذلك فإنها لا تُنال بمجرّد الأماني ، ولكنها تحتاج من العبد إلى الجدّ والاجتهاد في الوصول إلى هذه الغاية ،

وقد جاء في الكتاب والسنة بيان للعديد من الطرق التي تقرّب

العبد من مولاه وخالقه ، وتجعله أهلا لنيل رضاه ومحبته ،

وكان من جملتها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث

من التخلق بخلق الزهد .



والزهد هو قصر الأمل في الدنيا ،

وعدم الحزن على ما فات منها ،

وقد تنوعت عبارات السلف في التعبير عنه ،

وأجمع تعريف للزهد هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

حيث قال : "

الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة " ، وهذا يشمل ترك ما يضر ،

وترك ما لا ينفع ولا يضر .




ولا يفهم مما سبق أن الأخذ من طيبات الحياة الدنيا على قدر الحاجة

ينافي معنى الزهد ، فقد كان من الصحابة من كانت لديه الأموال الكثيرة ،

والتجارات العديدة ،

كأمثال أبي بكر الصديق و عثمان بن عفان و عبدالرحمن بن عوف

رضي الله عنهم أجمعين ، لكن هذه التجارات وتلك الأموال كانت في أيديهم ،

ولم تكن في قلوبهم ، ولهذا ترى الصحابة رضي الله عنهم في باب الصدقة ،

ومساعدة المحتاج ، والإنفاق في سبيل الله ،

تراهم كمطر الخير الذي يعطي ولا يمنع ، ويسقي حتى يُشبِع .




وعلى هذا فإن حقيقة الزهد : أن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك ،

فإذا كان العبد مقبلا على ربّه ، مبتعدا عن الحرام ،

مستعينا بشيء من المباحات ، فذلك هو الزهد الذي يدعو إليه الحديث ،

وصدق بشر رحمه الله إذ يقول : "

ليس الزهد في الدنيا تركها ، إنما الزهد أن يُزهد في كل ما سوى الله تعالى ،

هذا داود و سليمان عليهما السلام

قد ملكا الدنيا ، وكانا عند الله من الزاهدين " .




ولقد وعى سلفنا الصالح تلك المعاني ،

وقدروها حقّ قدرها ،

فترجموها إلى مواقف مشرفة نقل التاريخ لنا كثيرا منها ،

وكان حالهم ما قاله الحسن البصري رحمه الله : "

أدركت أقواما وصحبت طوائف ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا إذا أقبل ،

ولا يأسفون على شيء منها إذا أدبر ،

وكانت في أعينهم أهون من التراب " .



لقد نظروا إليها بعين البصيرة ، ووضعوا نُصب أعينهم قول الله تعالى :

{ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور }

:

{ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح }

فهانت عليهم الدنيا بكلّ ما فيها ،

واتخذوها مطيّة للآخرة ، وسبيلاً إلى الجنّة .




ثم يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم السبيل إلى محبة الناس فقال :

( وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) ،

ومعنى ذلك : ألا يكون القلب متعلقا بما في أيدي الناس من نعيم الدنيا ،

فإذا فعل العبد ذلك ، مالت إليه قلوب الناس ،

وأحبته نفوسهم .



والسرّ في ذلك أن القلوب مجبولة على حب الدنيا ،

وهذا الحب يبعثها على بغض من نازعها في أمرها ،

فإذا تعفف العبد عما في أيدي الناس ،

عظم في أعينهم ؛ لركونهم إلى جانبه ، وأمنهم من حقده وحسده .



فما أعظم هذه الوصية النبوية ،

وما أشد حاجتنا إلى فهمها ، والعمل بمقتضاها ،

حتى ننال بذلك المحبة بجميع صورها .

[/align][/cell][/tabletext][/align]






آخر تعديل ظل السحاب يوم 12-08-2013 في 02:41 PM.
رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir