بنبرة حزينة تحدث مع صديقه
عن شيء يؤلمه هنا وأشار إلى صدره
وقال له في كل ليلة أخلد فيها إلى فراشي
أدير وجهي إلى الجدار وأبكي
لأ خرج شيئا مما بقي منها
شيئا ظل عالقا في صدري
وبحيرة مما فعلت لا أجد عذرا يشفع لها
أو تفسيرا يخفف من ألمي
للأسف لم يكن صديقه يملك
تلك الإجابة التي يبحث عنها
واكتفى بالنظر إليه بشفقة
وهو يكمل حديثه ويقول
كم وددت لو أنها تعود يوما ما
فأنا مليء بأسئلة كثيرة
أحتاج إلى إجابات شافية
لعلها تخمد ما تبقى
بين كومة الرماد تلك التي ملأت صدري
ثم يقطع حديثه بصمت يسير
ويقول هل تذكر كم كانت السعادة
تغمرني عندما أتحدث عنها
والآن أنظر إلى حالي
كم أنا حزين وأنا أتذكرها
ما الذي حدث يا صديقي
كل شيء جرى بعكس ما كان
أمور لم تحدث كنت قد تمنيتها
وأمور حدثت لم تكن في الحسبان
آه يا صديقي
كم من الوقت سنحتاج
لنصلح ذلك الذي أفسدوه فينا
سنحتاج الكثير الكثير
ولكن لم يتبقى من أعمارنا إلا القليل
أي ذكريات هي تلك
وأي حب هو ذاك اللعين
وهنا توقف عن الحديث
وفضل مغادرة المكان
لم يكن كلامه إلا حمم
لبركان كاد يثور لو أنه سكت
وما كان إصغاء صديقه بحزن
إلا قصة أخرى هو الآخر يخفيها