هذه الليلة بدا يائسا جدا
وظل صامتا لفترة طويلة
لا يحب سماع أدنى صوت
أو حتى أي همس
شيء ما جرى له
لم يستطع فهمه حتى يقوم بإيضاحه
وللهروب من سؤال من حوله
خلد إلى فراشه
وبدأ يُخرج هذا الذي أماته
لم يجد تفسيرا مقنعا لحالات اليأس
التي تنتابه بين الحين والآخر
ولكن يبدو أن كل هذه الأمور
تعود إلى شيء واحد
وهو الشيء الذي لا يمكن
إصلاحه بعد كل هذه المدة
ليضاف إلى قائمة من المستحيلات
التي دونتها الأيام رغما عنه
وفي حديث مع نفسه
تحدث عن تلك التي مزقته
ورمته وراء ظهرها ولم تبالي
وكيف أنها أكملت طريقها
دون الإلتفات إلى الوراء
أو حتى التردد في خطوات الابتعاد عنه
وهنا يكمن جزء كبير من الألم
الذي أتلف قلبه
ليشعر مع كل نبضة بوخزة خيانة
تذكره بما حدث
وتذيقه من الموت سكره
أو لو أنه مات قبل يومه هذا
لكان اليوم في قبره أكثر راحة
لا أدري
ولكن بات من المحزن رؤيته
وهو يهرب من الحياة إلى الموت