لم يفلح خداعه لنفسه
وإقناعها بأن هذا أفضل
وما عاشت كذبته شهر
حتى ماتت و انكشف المستور
نوبة بكاء مفاجئة
باغتته على جانب الطريق
المؤدي إلى وسط المدينة
لبتوقف كل المارة متعجبون
ما بال هذا الغريب ؟!
وكانت الكلمة الأخيرة من سؤالهم
أبلغ إجابة
وعلى ذلك الكرسي الخشبي الطويل
جلس ليهدئ روحه بأكاذيبه المعتادة
و يا لها من روح مسكينة
علمت الحقيقة المرة ولكنها صدقت
لعلها تجد بصيص أمل في عتمة اليأس
جلس طويلا ينظر إلى
هذه المباني القديمة والبيوت الخشبية
وهذه الطرقات المتعرجة
وتلك الكنيسة المقرفة
وسأل نفسه
أي حياة هي هذه وأي مكان لي فيها ؟
فأجابته
لا حياة ولا مكان
لا حياة ولا مكان
لا حياة ولا مكان
وما زال صدى هذه الجملة
يتردد في مسامعه حتى هذه اللحظة