اليوم العالمي لمكافحة المخدرات ...

تحتفل اليوم دول العالم مجتمعة، باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والذي يقام هذا العام تحت شعار «المخدرات ليست لعبة للأطفال».
وذلك للفت انتباه المجتمع ـ وتوعية أفراده من مخاطر السموم البيضاء بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة ـ المخدرات والجريمة الذي يقع مقره في العاصمة النمساوية فيينا.

وتعتبر مشكلة المخدرات أشبه بحرب ضروس تفتك في المجتمعات وظاهرة تشكل اكبر مخاطر ومشاكل العصر الحديث بعد أن تفشت بين الصغار والكبار.

وحول ذلك، قال الدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، إن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات يشكل مناسبة هامة للتوعية بالمآسي والأضرار الفادحة، التي تسببها آفة المخدرات من جهة، وللعمل على تعزيز جبهة التصدي لهذه الآفة وإنقاذ الشعوب من براثنها الفتاكة من جهة أخرى.

واعتبر الدكتور كومان أن من المؤسف والمؤلم حقا انه برغم كل الجهود التي تبذل لمواجهة المخدرات، والتي تشمل الوقاية والمكافحة والعلاج، فإنه لا تصعب ملاحظة ان معضلة المخدرات آخذة في الانتشار والتفاقم، ومحدثة المزيد من الكوارث الاجتماعية والمشاكل الأمنية والاقتصادية والسياسية.

وبين الدكتور كومان أنه من خلال متابعة هذه المعضلة وآثارها يبرز جانب خطير يتمثل في تزايد نسبة الإصابة بمرض الإيدز عند متعاطي المخدرات بالحقن، إذ إن هذه الإصابة وصلت في بعض البلدان إلى نسبة تتراوح بين 20 بالمائة و70 بالمائة، كما ان قيمة ما ينفق على تعاطي الأفيون ومشتقاته وحدها بسعر التجزئة يقارب الـ 65 مليار دولار، وهو مبلغ أعلى من قيمة صادرات القمح على مستوى العالم، أما قيمة ما ينفق على سوق الكوكايين فتقدر بحوالي 70.5 مليار دولار، وهو مبلغ يزيد على الإيرادات العالمية لمنتجات البن والشوكولاته معا، مشيرا الى انه يموت مئات الآلاف نتيجة الجوع أو عدم القدرة على تأمين الدواء، كما يعاني الملايين من المجاعة والتشرد.

وأشار الدكتور كومان إلى إن تحديات المخدرات المتزايدة يوما بعد يوم، تتطلب التعاون الصادق والحثيث من قبل سائر القطاعات الرسمية والشعبية على الصعيد الوطني لكل دولة، بالإضافة إلى تحفيز الجهود على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية لتحقيق الغاية المرجوة.

وأضاف: «يجدر بنا التنويه هنا بالجهود المتواصلة التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب لمواجهة هذه المشكلة، والتي تتجلى في اعتماد الخطط والبرامج المختلفة على هذا الصعيد، والعمل على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق في ما بين أجهزة مكافحة المخدرات العربية، كذلك في ما بين هذه الأجهزة، والأجهزة الأخرى المعنية، فضلا عن توطيد التعاون مع الهيئات والمنظمات العربية والدولية ذات الصلة».

وكشف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن اجتماعا سيعقد بعد شهر من الآن في نطاق الأمانة العامة للمجلس، ويشارك فيه رؤساء أجهزة مكافحة المخدرات ومسؤولو الجمارك في الدول العربية، وذلك لتدعيم التعاون في مكافحة عمليات تهريب المخدرات، كما ان الأمانة تعد الآن خطة مرحلية خامسة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، وسيتم عرضها على لجنة خاصة في وقت لاحق من هذا العام، تمهيدا لرفعها إلى الدورة المقبلة للمجلس المقررة في مطلع العام المقبل للنظر في اعتمادها.

إلى ذلك، تشارك السعودية دول العالم في هذه المناسبة ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، من أجل التأكيد على تكريس ومواصلة الجهود للقضاء على آفة المخدرات، حيث وقّعت السعودية على المستوى العالمي على الاتفاقية الدولية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية التي تعالج مشكلة المخدرات إلى جانب الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال.

وفي هذا الشأن، قال اللواء محمد بن عبد العزيز الفريح، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وأمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في السعودية، ان بلاده دأبت على المشاركة بفاعلية في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، مقدمة من خلال هذه المشاركة خبراتها وتجاربها المتجددة في مكافحة المخدرات، مضيفا أن اليوم العالمي العشرين لمكافحة المخدرات يهتم بأهم قضايا المجتمع الإنساني محليا وإقليميا وعالميا قضية مكافحة المخدرات، التي تفشت في كافة المجتمعات، وأدت إلى العديد من الجرائم الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.

وأشار اللواء الفريح إلى ان بلاده جندت الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات من جميع جوانبها «للوقوف كالبنيان المرصوص في وجه عصابات الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وإحباط مخططاتهم وضرب تنظيماتها والحيلولة دون وصول المخدر لمن يسيئ استخدامه»، مؤكدا أن ذلك ظهر جليا في الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المؤتمر الإسلامي العالمي الثاني لمكافحة المخدرات الذي عقد في إسلام أباد عام 1409.

وبين اللواء الفريح انه لبشاعة هذا الداء ومخاطره، فقد اهتمت الشريعة الإسلامية بها، فحرمت المخدرات بأنواعها وأصنافها وأوجبت عقاب من يتعامل بها بما يردعه ويقي الأمة من شروره، مشيرا إلى أنه انطلاقا من هذا النهج الرباني قامت السعودية بمحاربة هذا الخطر المستشري وبذل كل الجهد للقضاء عليه بما توجبه الشريعة الإسلامية من أحكام رادعه على كل من يتعامل بالمخدرات بأنواعها مما كان له الأثر في مواجهتها.

ولفت مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية، إلى أن بلاده عملت على التصدي لظاهرة المخدرات منظور استراتيجي شامل يتسم بالعمل على توازن الجهود المبذولة في المجالات المتعددة للمشكلة، والحد من الاتجار الغير مشروع للمخدرات، والسيطرة التجارية المشروعة للمخدرات وضبط مهربي ومروجي المخدرات وتبادل المعلومات، والوقاية من خطر المخدرات باستخدام الإعلام والتعليم والدراسات والبحوث، وعلاج المدمنين وإعادة تأهيلهم ورعاية أسرهم، مفيدا أن كل هذه المحاور لكي تحقق هذا التكامل والتوازن وتضع الخطط والبرامج وترسم السياسات التي تمكن من الاستخدام الأمثل لجميع الإمكانات. وأفاد الفريح أن أجهزة مكافحة المخدرات في بلاده تبذل أقصى جهودها في محاربة آفة المخدرات ونشر الوعي بين صفوف الشباب لتوعيتهم بأخطار هذه الآفة وتحذيرهم من مغبة الوقوع فيها وبالتالي تعاون الجميع معنا للحد من انتشارها.

ونقول : لا للمخــــــــــــدرات

الشرق الأوسط

JOKAR