العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-17-2015, 10:12 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو
 
الصورة الرمزية الغند
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الغند غير متصل


ثمن الايمان والخلق



بسم الله الرحمن الرحيم

ثمنُك إيمانُك وخُلُقُك


مرَّ هذا الرجلُ الفقيرُ المعدومُ ، وعليهِ أسمالٌ باليةٌ وثيابٌ رثَّة ،
جائع البطْن ، حافي القدمِ ، مغمور النَّسبِ ،
لا جاهٌ ولا مالٌ ولا عشيرةٌ ، ليس له بيتٌ يأوي إليهِ ،
ولا أثاث ولا متاع ، يشربُ من الحياضِ العامَّةِ بكفَّيْه مع الواردين ،
وينامُ في المسجدِ ، مخدَّتُه ذراعُه ، وفراشُه البطحاءُ ،
لكنَّه صاحبُ ذِكرٍ لربِّه وتلاوةٍ لكتابِ مولاهُ
لا يغيبُ عنِ الصَّفِّ الأولِ في الصلاةِ والقتالِ ،
مرَّ ذات يومٍ برسولِ اللهِ r فناداهُ باسمِهِ وصاح به :
(( يا جُليْبيبُ ألا تتزوَّجُ ؟ )) .
قال : يا رسول اللهِ ، ومنْ يُزوِّجُني ؟ ولا مالٌ ولا جاهٌ ؟
ثمَّ مرَّ به أخرى ، فقال له مثْل قولهِ الأولِ ،
وأجاب بنفسِ الجواب،
ومرَّ ثالثةً ، فأعاد عليه السؤال وأعاد هو الجواب ،
فقال r : (( يا جليبيبُ ، انطلِقْ إلى بيتِ فلانٍ الأنصاريِّ
وقُلْ له : رسولُ اللهِ r يقرئُك السلام ،
ويطلبُ منك أن تُزوِّجني بِنْتك ))

وهذا الأنصاريَّ منْ بيتٍ شريفٍ وأسرةٍ موقرةٍ ،
فانطلق جليبيبٌ إلى هذا الأنصاريِّ وطرق عليه الباب
وأخبره بما أمره به رسولُ اللهِ r
فقال الأنصاريُّ : على رسول الله r السلامُ ،
وكيف أُزوِّجك بنتي يا جليبيبُ ولا مالٌ ولا جاهٌ ؟
وتسمعُ زوجتُه الخَبَرَ فتعجبُ وتتساءلُ : جليبيبٌ ! لا مالٌ ولا جاهٌ ؟
فتسمُع البنتُ المؤمنةُ كلام جليبيبٍ ورسالة الرسولِ r
فتقول لأبويها : أترُدَّانِ طلب رسولِ اللهِ r
، لا والذي نفسي بيدِهِ .
وحصل الزواج المبارك والذُّرِّيَّةُ المباركةُ والبيتُ العامرُ ،

المؤسَّسُ على تقوى من اللهِ ورضوانٍ ، ونادى منادي الجهادِ ،
وحضر جليبيبُ المعركة ، وقتل بيده سبعةً من الكفارِ ،
ثم قُتل في سبيلِ اللهِ ، وتوسد الثرى راضياً عنْ ربِّه وعنْ رسولِه r
وعنْ مبدئِه الذي مات منْ أجلِهِ ،
ويتفقَّدُ الرسولُ r القتلى ، فيُخبرُه الناسُ بأسمائِهم ،
وينسون جليبيباً في غمرةِ الحديث ، لأنهُ ليس لامعاً ولا مشهوراً ،
ولكنّ الرسول r يذكُرُ جليبيباً ولا ينساهُ ،
ويحفظُ اسمه في الزحامِ ولا يُغفله ،
ويقولُ : (( لكنَّني أفقِدُ جليبيباً )) .
ويجده وقد تدثَّر بالتراب ، فينفضُ التراب عن وجهه ويقولُ له :

(( قَتَلْتَ سبعة ثم قُتِلْت ؟ أنت مني وأنا منك ،
أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك )) .
ويكفي هذا الوسام النبويُّ جليبيباً عطاءً ومكافأةً وجائزةً .
إنَّ ثمنَ جليبيبٍ ، إيمانُه وحبُّ رسولِ اللهِ r له ،

ورسالتُه التي مات من أجلِها .
إنَّ فقره وعدمَه وضآلةُ أسرتِه
لم تُؤخِّرْه عنْ هذا الشرفِ العظيمِ والمكسب الضخمِ ،
لقدْ حاز الشهادة والرِّضا والقبُول والسعادة في الدنيا والآخرة :
﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ
أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ .
إنَّ قيمتك في معانيك الجليلةِ وصفاتِك النبيلةِ


إنَّ سعادتك في معرفتِك للأشياءِ واهتماماتِك وسموِّك .
إنَّ الفقرَ والعوز والخمول، ما كان - يوماً من الأيامِ-

عائقاً في طريق التَّفوُّقِ والوصولِ والاستعلاءِ .
هنيئاً لمنْ عَرَفَ ثمنه فعلاً بنفسِه ،
وهنيئاً لمنْ أسعد نفسهُ بتوجيههِ وجهادِه ونُبِله ،
وهنيئاً لمنْ أحْسنَ مرَّتيْن ، وسعد في الحياتينِ ،
وأفلح في الكرتيْنِ ، الدُّنيا والآخرةِ .







التوقيع


الغنـــــــــــــد
رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir