مكاسب سهم "كيان السعودية" تدخل المتداولين في دوامة التوصيات المتضاربة

بين من رأى أنه بلغ "حد الإشباع" ومن أكد أن "لمسلسل الصعود بقية"
مكاسب سهم "كيان السعودية" تدخل المتداولين في دوامة التوصيات المتضاربة

الرياض - نضال حمادية

باتت المكاسب المثيرة التي حققها سهم "كيان السعودية" أقرب إلى "سلاح ذي حدين" في خضم توصيات متضاربة وانقسام واضح بين المتداولين حول الأداء المرتقب والمستويات السعرية المستهدفة، حيث ذهب البعض إلى أن السهم كاد يبلغ حد "الإشباع" ولا مجال لارتفاعه أكثر، بينما رأى آخرون أنه مقبل على مرحلة جديدة من الانطلاق.

وجاء هذا الجدل على خلفية تسجيل "كيان" مستويات سعرية قياسية متتالية، كان آخرها أمس الإثنين 14-1-2008 عندما أقفل السهم عند 33.5 ريالا، ما يعني تحقيقه مكاسب بقرابة 150% خلال شهر واحد فقط، وحوالي 280% منذ أواسط أكتوبر/تشرين الأول 2007 عندما انطلق من مستويات 12 ريالا ( الدولار يعادل 3.75 ريالات).


سهم شعبي

وفي هذا الصدد وصف فايز الحربي المحلل الفني سهم كيان بأنه استثماري من الطراز الأول لمن ينظر بعيدا إلى عام 2009، وهو العام المقرر لبدء الشركة نشاطها الفعلي، لكن هذه الصبغة الاستثمارية لم تمنع من تحوله إلى سهم شعبي مرغوب من كبار المضاربين وصغارهم على حد سواء، حتى إن البعض يشبهه بسهم "أنعام" أيام كانت تسمى "المواشي".

واستدل الحربي على النقطة الأخيرة بالارتفاع اللافت لكميات التداول التي أهلت السهم للبقاء في لائحة الأسهم الأكثر نشاطا طيلة الأسابيع الماضية، متوقعا أن يحتفظ السهم بأحجام تداول عالية حتى ولو هبط عن مستواه، فتراجع السعر غير مرتبط هنا بكمية التداول.

ونبه الحربي إلى أن ما يحصل في سهم كيان لا يخضع لحسابات معينة، فقوة المضاربات والارتفاع المتتالي، يفتقران عمليا إلى ما يبررهما من أخبار جوهرية، وبناء عليه فإن السهم قد يكون متضخما سعريا إلا أنه مؤهل بفعل اشتداد المضاربة لتحقيق مستويات جديدة تقترب من 38 ريالا تقريبا.

وحول توقعات البعض ببلوغ "كيان" مستوى نظيرتها "ينساب"، قال الحربي إن هذا الأمر غير ممكن، خصوصا وأن سعر "ينساب" مبالغ فيه أيضا، كما أن "ينساب" ستسبق "كيان" في الإنتاج، فلا مجال للمقارنة لمجرد انتماء الشركتين إلى قطاع واحد.

وقلل الحربي من الكلام عن إمكانية "تعلق" المتداولين بسهم كيان عند مستواه الحالي، مبررا رؤيته هذه بالقول "إن الذين يتداولون السهم مجموعة واسعة من المضاربين والصناع، وليس فردا واحدا بإمكانه "رمي السهم" مباشرة، وما دامت هذه الميزة متوفرة فلا خوف على المتداولين من هبوط كبير يجعلهم "متعلقين" في السهم، لا سيما أن "كيان" بدأت في تأسيس قواعد قوية حول نقطة 29 ريالا.


الخلاف على المدة

من جهته أكد المحلل محمد الرعوجي أن التوقع بأداء جيد لسهم "كيان" لا خلاف عليه، ولكن الخلاف على المدة التي يمكن أن يحتفظ فيها السهم بمساره الصعودي وتماسكه، خصوصا وأن أمام السوق استحقاقات إدراج واكتتاب عديدة في الفترة المقبلة، وهي استحقاقات لا تمر دون تأثيرات في الغالب.

ولفت الرعوجي إلى حرص المتداولين على التعلق بسهم يمكن دعوته "نجم السوق"، وهذا ما يقدمه لهم "المسيطرون على السوق" بغض النظر عن مسمياتهم، حين يبرزون هذا السهم أو ذاك كل فترة، وإلا فما الذي يبرر بقاء السهم قريبا من 12 ريالا عدة أشهر ثم تحركه السريع وكسره لمستويات سعرية قياسية، واحدا تلو الآخر؟، وفقا لتساؤل الرعوجي.

أما مراقب التعاملات عبد العزيز فرج فأشار إلى أن حركة السهم خلال الـ45 يوما الفائتة تحديدا بقيت ضمن إطار المعقول، ولم تشهد تذبذبات شديدة صعودا أو هبوطا باستثناء أيام قليلة جدا، ما يدل على انضباط مدروس لا يأتي إلا من قبل صناع متمرسين، وعلى رأسهم الصناديق الاستثمارية.

وفضل فرج الابتعاد عن دائرة التوقعات بشأن السعر الذي يستهدفه السهم، موضحا الدخول في "كيان" بعد تخطيها 30 ريالا أصبح خاضعا بشكل شبه تام لمعلومات وتوصيات من مصادر موثوقة، ولم يعد للتحليل فيه يد كما يرى كثير من المتداولين.


القرار يزداد صعوبة

وفي أوساط المتداولين برز نوع من اللغط بين من يجزم بأن سعر "كيان" قد وصل حد الإشباع وهو في طريقه للاستقرار إن لم يكن للنزول، وبين من رأى أن "لمسلسل الصعود بقية" ستضع السهم عند حدود 50 ريالا، ما يعني أن هذه المكاسب باتت أقرب إلى "سلاح ذي حدين" يستخدمه كل طرف لتدعيم رؤيته.

وقال المتداول ضيف الله محمد إن شركات البتروكيماويات عموما تمر بطفرة سعرية شاملة، لم تأخذ كامل أبعادها بعد، و"كيان" واحدة من هذه الشركات التي ينتظر لها مواصلة العطاء كنوع من التعويض عن تأخرها في الانطلاق.

وأضاف "لو كانت "كيان" تتحرك وحدها لما حافظت على مستوى صعودها أياما معدودة، ولكنها تتحرك بفعل نشاط القطاع الذي تنتمي إليه، وهذا عامل اطمئنان يبعد عنها شبح الهبوط السريع".

بالمقابل حاول المتداول عصام الخالد نقل مشاعر المتخوفين من "مشروع تعليقة" في السهم، لا سيما أن أشد المتفائلين لم يكن يتصور وصوله لمستواه الحالي خلال هذه المدة الوجيزة نسبيا، والكلام للخالد الذي بيّن أن اتخاذ قرار باقتناء "كيان" بات أصعب من ذي قبل، وسيزداد صعوبة كلما مضى السهم قدما في ارتفاعه، ونفس الأمر يمكن تخيله فيما يخص قرار البيع.

واعتبر يحيى النجيمي أن صغار المتداولين يخضعون منذ أيام لتجاذبات قوية بشأن "كيان" زادتهم حيرة على حيرتهم، فإذا أوصى أحد بالشراء جاء من يرد عليه بأن السهم بلغ حده الأقصى، وأن من اشتروا كميات هائلة متجهون لعرضها بكثافة ستمنع أصحاب الكميات القليلة من "تصريف" أسهمهم سريعا، وإذا أوصى أحد بالعكس يتم اتهامه بأنه لم يستطع اقتناء السهم حين كان رخيصا، فعمد إلى تنفير الآخرين أملا بأن تفوتهم فرصة الربح كما فاتته.